يؤدي للوفاة المبكرة، أسباب الفصام وأعراضه

كَتب: أحمد كِشك

التناغم العصبي، أسباب الفصام وأعراضه

التناغم العصبي، أسباب الفصام وأعراضه

تقلب المزاج الشديد، التعامل بأكثر من طريقة وحيرتك أحيانًا بين النقيضين ورغبتك فيهما، حتما كلها أمور تجعلنا نلقبك بمريض فصام والكلمة الدارجة والمألوفة بين المجتمع ككل (المصاب بالشيزوفرينيا) المرض ليس بالغريب ولعل لا أحد صغير ولا كبير لا يعلمة أو لم يسمع عنه قط ولكن الجميع يحفظ المعلومات المغلوطة ويرددها فتنتشر فالمجتمع انتشار النار بالهشيم، فلنمحُ تلك الفوضى ونخمد النار بمهدها ولنبني بالرماد صرحًا قويًا من المعرفة والبصيرة يزيل عن أعيننا غبار الجهل والفكرة الخطأ، لذا فالحديث على الفصام (schizophrenia) ليظهر أمام أعيننا بصورة حقيقية واضحة لا ريب فيها ولا خلل، فيعتبر الفصام اضطرابًا نفسيًا يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي وفشل في تمييز الواقع، تشمل أعراضه الشائعة الوهام، اضطراب الفكر، الهلوسة السمعية بالإضافة إلى انخفاض المشاركة المجتمعية والتعبير العاطفي وانعدام الإرادة.

اِقْرَأْ أَيْضًا: أسباب الانتحار وطرقه وكيفية الوقاية منه

الفصام

التناغم العصبي، أسباب الفصام وأعراضه

مرض عقلي مزمن شديد، تتدهور فيه قدرات الفرد تدريجيًا فيبدأ يفقد قدراته على التواصل مع الآخرين كما كان سابقًا يتكلم ويختلط مع الناس وهذا يعتمد على نوع الفصام، بعضها يخالط طبيعيًا ولكن علته هي الشك دائمًا وبعضهم يتدهور تدهورًا كبيرًا ويصبح قريبًا من إنسان فاقد العقل والاهلية تمامًا فيصبح قريبًا من المتخلف عقليًا ولكنه ليس بمتخلف عقليًا، فالمرض يبدأ ينخر بمريضه فتقل قدرات المريض المعرفية تدريجيا على التسلسل الفكري فتبدأ عنده أعراض الهلاوس السمعية فيسمع أصواتًا ليست موجودة حقيقيًا ولكنة يسمعها حقيقية فيشعر بهلاوس بكل حواسة ويصيبه أعراض “الضلال” _ هي قناعة قطعية تامة بفكرة ما خاطئة_ فتجده أحيانًا إذا دخل المرحاض للاغتسال فيغطي نفسه تماما لأنه يعتقد بوجود كاميرات مراقبة تراقبه، قد يقتل أحد والديه ظنًا منه أنه يريد قتله، غالبًا ما تكون تلك الهلاوس متعلقة بألمه إن كان هذا أحد اسباب المرض فيصبح مريض الفصام سجين نفسه ومعاناته وحدهما يعيشان معًا بعيدًا عن عالمنا، أما عن أعراض الإصابة بالمرض فأقر الأطباء إن بداية المرض قد تكون حادة ويظهر فجأة ويبدأ المريض في تكسير ما حوله، يشك فيمن حوله، يتهم من حوله ويكون عنيفًا مع الآخرين فكلما بادرنا بالعلاج كان أفضل في هذه الحالة، لا يلاحظ المريض على نفسه المرض ولكن يحتاج من حوله يرشدونه، وأما تدريجي “فترة الحضانة” في هذه المرحلة أحيانًا تأتي على هيئة اكتئاب أو اضطراب النوم، اضطراب المزاج وهو يختلف عن الاكتئاب العادي إنه في حالة حيرة وغرابة أكثر من المعتاد وفي هذه الحالة المريض لا يدرك أنه مريض فصام ولكن يدري أن هناك تغير لا يدري ما هو ومن هنا نعتبره مدخل لزيارة الطبيب النفسي.

اِقْرَأْ أَيْضًا: اضطراب ثنائي القطب بين الحقيقة والخيال

أسباب مرض الفصام

يؤدي للوفاة المبكرة، أسباب الفصام وأعراضه

إذا كانت الهلاوس والوسواس هي أهم اغراض الفصام فكيف نفرق بينها وبين الوسواس القهري، عندما سّئل الدكتور طارق الحبيب أجاب موضحًا أن الطبيب يميزها بسهولة فهناك غرابة في الأطوار يطول الحديث فيها ويظهر الهوس في حضانة الفصام فتأتي أحيانًا على هيئة عزلة تدريجية فينعزل المريض تدريجيًا حتى تظهر الأعراض الحادة للمرض.
وبالبحث وراء أسبابه وجد أنها عدة أسباب لم تجزم الأبحاث بسبب بمفرده لكن تجمعها يؤدي للمرض ومنها:-

السمات الشخصية الفصامية

  1. الشخصية الفصامية تتميز ببرودة المشاعر، الانعزال وقلة الكلام وعادة ما يبدأ في سن المراهقة.
  2. الشخصية الشبه فصامية: غرابة الأطوار والنرجسية والشك.

البنية الجسمية

غالبا ما يكون مرض الفصام نحيف ولمنه لا يشترط.

العوامل الوراثية

إذا حمل المرض أحد عائلتك فإن احتمال إصابتك بالمرض يزداد وقد يحفز ظهور المرض لديك عدة عوامل:-

  1. الضغط العصبي والجسدي إن لم يكونا سببًا مباشر للإصابة بالفصام ولكنه العامل المحفز لظهور المرض إذا كان هناك استعداد وراثي.
  2. أيضًا قد يؤدي تغير أسلوب الحياة أو الهجرة من مكان لمكان أحيانًا للإصابة بالفصام.

عوامل عضوية

مشكلة في النواقل العصبية في المخ المسؤولة عن هرمون الدوبامين (الملقب بهرمون السعادة) وزيادته بالمخ تسبب الإصابة بالفصام كمان أن تناول المخدرات التي تعمل على زيادة الدوبامين بالمخ تؤدي إلى أعراض فصامية كالهلاوس السمعية والضلالة..إلخ وإن كان هناك استعداد وراثي فإنها تؤدي للإصابة بالفصام.

اِقْرَأْ أَيْضًا: العنف الأسري وأسبابه وكيفية الوقاية منه

أعراض مرض الفصام

يؤدي للوفاة المبكرة، أسباب الفصام وأعراضه

بشكل عام مريض الفصام لا يستبصر أنه مصاب بالمرض ويحتاج من حوله يرشدونه ومن هنا وجب على كل ولي ومربي مراعاة وليه ومربيه وملاحظة تصرفاته وتقييمها وما إن يلاحظ عليه أحد اعراض المرض فليبادر بزيارة الطبيب ليساعده في التقيم والعلاج إن تأكدت ظنونه، وبذلك وجب علينا جميعًا معرفة ما هي أعراض المرض، بعض أعراضه هي:-

  1. انخفاض التركيز
  2. المشاعر المتناقضة
  3. قد لا يهتم المريض بمظهره
  4. لا يوجد تجاوب اجتماعي
  5. تغير في الأنشطة والاهتمامات والتوقف عنها والشعور بعدم الرغبة في أدائها
  6. هلاوس (وأكثرها الهلاوس السمعية)
  7. ضلالات
  8. طريقة الكلام غير المنتظمة
  9. سلوكيات غير المنتظمة وغير المألوفة.

علاج مرض الفصام

يعد توافر علاج للفصام أمر لا بأس به فالعلاج متاح ويجدي نفعًا مع أغلب مرضاه ولكن الأزمة الحقيقية في كيفية إعطاء المريض أدويته وذلك لأن مريض الفصام لا يرى نفسه مريضًا فيرفض الدواء، وهنا يأتي دور الطبيب والأهل فعلى الطبيب اختيار الدواء والخطة العلاجية المناسبين لحالة المريض (سواء كان بالعقاقير أو الحقن طويلة المفعول والتي يستمر أثرها من أسبوعين لأربعة أسابيع) أما الأهل فعليه مإعطاء المريض أدويته قبل الأكل حتى يتأكدوا من تناوله لأدويته فمريض الفصام لا مجال للوثوق بهِ إطلاقًا في علاجه لأنه لا يستبصر مرضه، ومريض الفصام يحتاج إلى علاج تأهيلي أيضًا، وفق الإحصائيات فإن ٢٠٪ من المرضى يستجيبون استجابة متميزة للعلاج و٢٠٪ استجابتهم متوسطة أما ٦٠٪ الآخرون فحالتهم تتدهور، ولكي ترى مدى بشاعة ما يمر به مريض الفصام سأترك لك نبذة ممّا يسمعونه يوميًا

اِقْرَأْ أَيْضًا: إعادة تدوير الشغف

إذا ابتليت في أحد أحبائك وأصابهم المرض فلا يضيق صدرك أو تأكل الشفقة قلبك فقط عليك مساعدته بالعلاج وعدم التوقف عن الدواء دون إرشاد طبيبه، حتى بعد شفائهم؛ فبعض الحالات التي يتم شفاؤهم أصيبوا باكتئاب ما بعد الفصام وقد يؤدي بهم هذا الاكتئاب إلى الانتحار، تذكر أن مريض الفصام يحتاج للتحفز بهدوء ليستطيع أن ينجز مهامه ويتقدم في حياته كالأصحاء؛ فعندهُ النقد الزائد كالتشجيع الزائد الذي يؤدي إلى انتكاسه وذلك لأنه كان يمتلك بعض القدرات وتقل هذه القدرات مع المرض وتضعف كثيرًا ويجد من حوله ينتظرون منه إنجازات وفق قدراته قبل المرض ولا يستطيع إتمامها فينتكس، إذا شعرت بانتكاسه فأرجعه للدواء مباشرة ثم ارجع لطبيبه.

بصورة أو بأخرى فمرض الفصام لا يعني سوى عدم توافق بين المشاعر والسلوك مع انخفاض القدرة على التعبير والمشاركة الإجتماعية، ومع تقدم العلم وزيادة أبحاث العلماء يزداد معها فرص الشفاء والتعافي، فإن ابتُليت بالفصام فهونًا على نفسك ولا تكترث لشقاء الحياة ولا تعتبر مرضك عظيمًا (فهو مرض يمكن التعايش معه) فما هو سوى بعض النشاز في موسيقى المخ أو كما أطلق عليه مؤخرًا “اضطراب التناغم العصبي” وبالمواصلة على العلاج يختفي الاضطراب وتصبح سمفونيتك متناغمة، مميزة وفريدة من نوعها.

مراجعة وتنسيق: أحمد كشك


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد