العنف الأسري وأسبابه وكيفية الوقاية منه

كَتب: أحمد كِشك

للأسف الشديد فقد انتشرت ظاهرة العُنف الأسري في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة وغير طبيعية، ولكن لا بد أن نتطرق النظر أولاً إلى الإلمام بجوانب تلك الظاهرة ومن هم أطرافها؟
ولعلنا نذكر في البداية أن العنف هو سلوك غير طبيعي، عدواني ينتج من اضطراب نفسي لدي الفرد وسواء كان ذلك بحدوث تجربة أثرت على الفرد بشكل مباشر أو ربما تلك الظاهرة متوارثة وما أكثر ذلك، بأن يتعارف علي تلك الظاهرة بين الأجيال السابقة أنها أساس السلوك والتربية ولعلنا لا نجهل تلك المعتقدات التي كانت أساس الأسر الممتدة التي كانت النموذج الأكثر شيوعًا لحياة قبل استقلال بعض الأسر المستقلة عن تحكمات وسيطرة تلك الأفكار والمعتقدات التي وللأسف تتوارث أيضًا ولا زال يحواطنا آثار من لمحاتهم إلى حد كبير إلى وقتنا الحالي.
ولنا أن نوجه الحديث للجميع فالعنف ليس مقتصر علي الزوجين فقط كما هو شائع بكثرة ولكن العنف قد يأخذ سلوك عدواني علي الوالدين أو الأبناء وذلك داخل كيان الأسرة ككل.

أهم الأسباب التي تؤثر بشكل واضح في حدوث العنف بين أفراد الأسرة

  1. عدم تربية الأبناء تربية صالحة سليمة.
  2. عدم الشعور بالترابط الأسري والاستقرار.
  3. عدم تعليم الأبناء السلوكيات والأخلاق الحميدة.
  4. سوء اختيار شريك الحياة وضعف الواعظ الديني.
  5. فقر الأسرة وعدم توافر الاحتياجات الأساسية.
  6. بعض الموروثات الثقافية كتفضيل الذكر على الأنثى.
  7. عدم وجود ثقافة الحوار بين أفراد الأسرة.
  8. وجود اضطراب نفسي لدي الفرد العنيف.
  9. التهديد المستمر بالإنفصال بين الزوجين.

ويمكن للعنف الأسري أن يكون عنفًا جسديًا كالضرب، أو نفسيًا كالسب والشتم أو المراقبة أو الحبس في المنزل أو التهديد، أو جنسيًا كالتحرش الجنسي أو الاغتصاب أو اقتصاديًا كحرمان أحد أفراد الأسرة من الحصول على المال أو منعه من العمل كي لا يستقل ماليًا أو سلب أمواله الخاصة.
وتختلف أنواع العنف منها العنف الزوجي بين الزوجين.

أسباب العنف الزوجي

أسباب العنف الزوجي

  1. عدم القدرة على الانفصال من علاقة الزواج.
  2. أسباب مادية واحتياج الزوجة بالخصوص للمال وعدم توافر مورد مالي بعيداً عن بيت الزوجية.
  3. أسباب نفسية كالغيرة الشديدة وحب التملك أو اضطرابات نفسية مرضية عدوانية.

للعنف الأسري آثار سلبية على الفرد والأسرة والمجتمع، لذلك من الضروري معرفة طرق التخلص من هذه الظاهرة الاجتماعية السيئة والخطيرة.
وهناك العديد من آثار العنف الأسري علي الفرد نفسه أو علي الأسرة ككل:-
حيث يؤدي العنف الأسري إلى آثار سلبية وخيمة على الفرد، سواء من الناحية النفسية أو الجسدية، وعلى الأسرة.

آثار العنف الأسري السلبية على الفرد

  1. الإصابة بالإحباط وخيبة الأمل نتيجة الشعور بالظلم.
  2. الشعور بالقلق والاضطراب، نتيجة الهيجان الداخلي وعدم الحصول على قدر كافٍ من الحنان والأمان والمحبة.
  3. الاكتئاب والانطوائية والعزلة نتيجة التعرض للاحتقار والتهميش.
  4. فقدان الثقة بالنفس وتقليل الاحترام للذات، نتيجة كثرة التقريع التي تفقد الجرأة على إبداء الرأي والتعبير عن النفس أمام الآخرين.
  5. الكذب لتجنب العقاب القاسي الذي لا يتناسب مع ما يتطلبه الموقف.
  6. التكيف مع العنف، ما يؤدي إلى اللامبالاة في مختلف شؤون الحياة.
  7. اضطراب النوم والأرق: نتيجة حالة القلق والاضطراب.

الآثار السلبية على الأسرة

الآثار سلبية على الأسرة

حيث تؤدي أجواء العنف السائدة في الأسرة إلى تمهيد الطريق للتفكك الأسري، سواء نتيجة الطلاق أو تعدد الزوجات أو فقدان أحد الوالدين لمدة طويلة، ما يؤدي إلى تلاشي الإحساس بالأمان، وتمزق الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة.
وهنا كان لابد لنا أن نطرح تلك الظاهرة التي أصبحت شائعة في مجتمعنا اليوم بشكل مؤسف وقوي، وأن نحدد طرق معالجة تلك الظاهرة بشكل مؤثر علي أفراد الأسرة وعلي الأسرة ككل.

سبل الوقاية من العنف الأسري

  • نشر الوعي الأسري وأهمية التوافق والتفاهم بين أفراد الأسرة،
  • الاتفاق على نهج تربوي واضح بين الوالدين.
  • إيجاد نوع من التوازن الممكن بين العطف والشدة، وبين الحب والحزم، أو الحب المعتدل والنظام الثابت، وبين الحرية والتوجيه.
  • خلق بيئة مناسبة لعلاقات تعاطف وتعاون بين الآباء والأبناء.
  • ‏التثقيف المبكر للزوجين قبل الزواج ومعرفة الحياة الزوجية وأنها لا تخلو من مكدرات،
  • يجب على كل من الزوجين معرفة ما له وما عليه من حقوق وواجبات زوجية.
  • ‏توعية المجتمع إعلاميًا لتغيير النظرة السائدة تجاه العنف ضد الزوجة والأطفال التي ترى أن الأمر طبيعي، وبخاصة قبول العنف الجسدي.
  • التربية لها دور كبير، فهي تساهم في تشكيل شخصية الطفل ويظهر سلوكه عند الكبر إما بالسلب أو بالإيجاب مع إعطاء الدروس والندوات.
  • ‏توعية المجتمع إعلاميًا حول قيمة المرأة في المجتمع وأهميتها، وأنه يُعقاب من يُمارس عليها عليها أفعال جائرة من العنف بصفتها إنسانًا لها ما للرجل من حقوق، وعليها ما عليه من واجبات.
  • ‏قيام المؤسسات الدينية بدورها في تكريس مفهوم التراحم والترابط الأسري، وبيان نظرة الأديان للمرأة واحترامها وتقديرها لها.
  • التوعية والتثقيف عن طريق المؤسسات التعليمية عبر المناهج الدراسية والندوات العلمية والمحاضرات الثقافية، لتوضيح الآثار السلبية من جراء انتشار ظاهرة العنف الأسري كإحدى المشكلات والأمراض الاجتماعية وآثارها على المجتمع.

وفي النهاية كان لابد لنا أن نذكر أن ديننا الإسلامي السمح هو دين اليسر واللين والتسامح وقد أمرنا بالرفق والمودة في التعامل بين الأبناء والزوجات، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)
وقال أيضًا (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
فقد أوصانا الله تعالى ورسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بالرفق واللين وأنهم من أساسيات المعاملة في الحياة فما بالكم بالحياة الأسرية والحياة الزوجية التي هي أساس التنشئة الاجتماعية للأبناء، فاللهم اجعلنا أمة هينة لينة وأغدق قلوبنا بالمودة والرحمة عليى أنفسنا ومن حولنا.

مراجعة وتنسيق: أحمد كشك


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد