أعلن مايك بنس نائب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يوم الجمعة بأنه لن يدعم ترامب، كمرشح لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الأميركية.
وقد جاء هذا الإعلان خلال مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز، حيث قال بنس: “ينبغي ألا يكون مفاجئاً أنني لن أدعم دونالد ترامب هذا العام”.
دونالد ترامب ومايك بنس
وقد وصفت وسائل الإعلام الأميركية هذا الإعلان بأنه صادم، على الرغم من الانقسامات العميقة التي تفصل بين الرجلين منذ انتهاء ولاية ترامب، وهو الأمر الذي يجعل دعم بنس للملياردير الجمهوري غير متوقع.
وقد تباعدت العلاقة بين الرجلين بعدما حاول ترامب الضغط على بنس لمساعدته في قلب هزيمته في انتخابات عام 2020 أمام جو بايدن.
وقد هاجم ترامب بنس مرارًا على وسائل التواصل الاجتماعي عندما لم يتبع المخطط الموضوع له، وبعدما فشلت محاولات ترامب وحلفائه المتكررة لإلغاء نتائج الانتخابات، فقد حث الرئيس آنذاك أنصاره على التوجه إلى مقر الكونجرس وقاموا بتهديده واقتحام المبنى، وهتف بعضهم “اشنقوا مايك بنس”.
وقد أكد بنس لشبكة فوكس نيوز أن ترامب “يتبع أجندة تتعارض مع أجندة المحافظين التي حكمنا بها خلال فترة ولايتنا الأربع”.
وقد جاءت تصريحات بنس بعد أيام قليلة من انتزاع ترامب لبطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، حيث سيواجه الرئيس جو بايدن في نوفمبر.
ويُذكر أن بنس كان أحد المنافسين الأوائل لترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، إلا أنه قرر الانسحاب في تشرين أكتوبر الماضي بسبب ضعف التأييد له، ولم يعلن بنس دعمه لأي شخصية بديلة، لافتاً إلى أنه لن يدعم بايدن الذي ضمن هذا الأسبوع بطاقة الترشح عن الحزب الديمقراطي.
وقد عمل بنس مع ترامب لكنه انفصل علناً عن الرئيس الجمهوري السابق بسبب دوره في أعمال الشغب التي اندلعت في السادس من يناير 2021 في مبنى الكونجرس الأميركي والتي قام بها أنصار ترامب، وقال بنس خلال حملته الرئاسية بأن حياته تعرضت للخطر في ذلك اليوم، وحث الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية على عدم اختيار ترامب مرشحا لهم للبيت الأبيض هذا العام.
وبقدر ما كان بنس وفياً لترامب طوال فترة ولايته حتى انتهاء انتخابات 2020، فقد وصف أفعال ترامب في السادس من يناير بأنها “متهورة” وأشار إلى أنها “عرضته وعائلته للخطر”.
وقد تلقى بنس طلبًا من ترامب، الذي كان حاكمًا سابقًا لولاية إنديانا، لمنع مصادقة الكونجرس على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، ورفض بنس الاستجابة لهذا الطلب، مما جعله غير محبوب بين أنصار ترامب الأكثر تشددًا.
وعلى الجانب الآخر فقد دافع بنس، الذي ينتمي إلى الكنيسة الإنجيلية المتدينة، في المقابلة عن سجل إدارة ترامب خلال الفترة من 2017 إلى 2021، وأعرب عن فخره الشديد بإنجازاتها، وقال: “كان لديها سجل محافظ جعل الولايات المتحدة أكثر ازدهارًا وأمانًا، وشهدت تعيين محافظين في المحاكم وجعل العالم أكثر سلامًا” ومع ذلك فقد أشار إلى وجود “خلافات عميقة بينه وبين ترامب في مجموعة من القضايا” كما أكده أثناء حملته الرئاسية.
