تم تصوير مقطع فيديو يُظهر الرئيس الأميركي جو بايدن، مشغولًا بساعته الذكية ويفحصها بانتباه خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني في البيت الأبيض، في الوقت الذي كان السوداني يتحدث عن ضرورة تعزيز العلاقات بين العراق والولايات المتحدة.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى الولايات المتحدة في وقت حرج، حيث يتم تناول مستقبل الوجود الأميركي في العراق كأحد القضايا الرئيسية التي يناقشها السوداني خلال زيارته ومحادثاته مع الرئيس بايدن في واشنطن.
وقد أعرب السوداني خلال لقائه مع بايدن عن رغبته في الانتقال من العلاقة العسكرية إلى شراكة كاملة مع واشنطن، مشيرًا إلى رغبة بغداد في تحديد مستقبل وجود القوات الأميركية في العراق بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش.
وفي حين أكد بايدن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل في ضوء الهجوم الإيراني الواسع بواسطة الصواريخ والطائرات بدون طيار في الليلة السابقة، فقد أشار إلى أن العراق والولايات المتحدة يعملان سويًا لهزيمة تنظيم داعش وأنه ملتزم بحماية مصالح أميركا وشركائها في المنطقة، بما في ذلك العراق.
وبالإضافة إلى القضايا السياسية والأمنية المشتركة، يحمل السوداني معه ملفات هامة تتعلق بالشؤون الاقتصادية والتجارية والطاقة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقائه برئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض
الرئيس الأميركي جو #بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن العلاقات بين بلديهما.. خلال لقاء جمعهما في #واشنطن #العربية #العراق pic.twitter.com/Ul4vWAqoDW
— العربية (@AlArabiya) April 16, 2024
وقد أُعلن في بيان مشترك للرئاسة الأمريكية ومكتب رئيس الوزراء العراقي بأنهما سوف يقومان بمراجعة العوامل المؤثرة لتحديد موعد وكيفية انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال بشكل منظم إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة، وذلك وفقًا للدستور العراقي واتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة.
وتهدف المباحثات بين واشنطن وبغداد إلى التوصل إلى اتفاق يتيح الاحتفاظ ببعض القوات الأمريكية في العراق.
وأما حاليًا تَنشر الولايات المتحدة حوالي 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق ضمن إطار التحالف الدولي الذي أنشئه الأمريكيون في عام 2014 لمكافحة تنظيم داعش.
وقد تم استئناف المباحثات بشأن هذه القضية في فبراير بعد تعليقها في الشهر السابق بسبب مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في ضربة بطائرة مسيّرة استهدفت موقعهم في الأردن، وقد اتهمت الولايات المتحدة فصائل عراقية موالية لإيران بالضلوع في هذه الهجومات.
ومنذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر، فقد نفذت فصائل عراقية موالية لإيران هجمات على قواعد تضم قوات أمريكية في العراق وسوريا، ومع ذلك تراجعت وتيرة هذه الهجمات بشكل ملحوظ منذ مقتل الجنود الأمريكيين.
وقد قامت الولايات المتحدة بالرد على هذه الهجمات من خلال قصف مواقع تابعة لهذه الفصائل في سوريا والعراق.
ونتيجة لهذه الضربات فقد تكررت دعوات الفصائل العراقية، التي تتمتع بحضور سياسي قوي، لانسحاب القوات الأجنبية، وخاصة القوات الأمريكية، من العراق.
وقد تم ملاحظة الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضاً وهو يحمل ورقة ملاحظات مرة أخرى، ووصفتها الصحافة الأمريكية بأنها “ورقة الغش” وذلك خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث استخرج الرئيس جو بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا، الورقة من جيبه ونظر إليها بشكل متكرر.
وقد رصدت الكاميرات محتوى “ورقة الغش” حيث تضمنت توجيهات بأحرف كبيرة بشأن متى يتوقف بايدن عن الحديث ليسمح للمترجم بالترجمة.
ويُذكر أن هذا هو أول تصريح علني للرئيس بايدن منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران على إسرائيل باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار في نهاية الأسبوع.
ومن ناحية أخرى لم يعتمد السوداني على بطاقات الملاحظات واكتفى بتصريحات مرتجلة ومقتضبة خلال الاجتماع.
وقد تعود الرئيس الأمريكي في الاعتماد على بطاقات الملاحظات في تعليقاته، فقد تم رصد بايدن في أبريل من العام الماضي وهو يستخدم بطاقة تبدو أنها تحتوي على سؤال من أحد المراسلين، قبل أن يدعو الرئيس الصحفي لطرح السؤال.
بالإضافة إلى ذلك فقد اعتمد بايدن على بطاقات الملاحظات لجمع التبرعات الخاصة في فبراير الماضي، مما أثار قلق بعض المتبرعين.
