تعرضت مدينة خاركيف الأوكرانية ثاني أكبر مدينة في البلاد، لهجوم صاروخي من قبل روسيا أدى إلى تدمير برج البث التلفزيوني الرئيسي الذي يبلغ طوله 240 مترًا.
وقد وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هذا الهجوم بأنه مسعى متعمد من جانب روسيا لجعل المدينة غير صالحة للسكن.
أثناء تدمير برج البث التلفزيوني الرئيسي في أوكرانيا
وتظهر لقطات حصلت عليها وكالة رويترز تحطم العمود الرئيسي لبرج التلفزيون وسقوطه على الأرض في خاركيف، التي تتعرض لقصف صاروخي وهجمات بطائرات مسيرة منذ عدة أسابيع.
وقد أفاد الرئيس الأوكراني أنه أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالهجوم الجوي قبل بضع دقائق من حدوث الهجوم خلال مكالمة هاتفية بينهما.
وقد أضاف زيلينسكي في تطبيق الرسائل تيليجرام: “نية روسيا الواضحة هي جعل المدينة غير صالحة للسكن”.
وتقع خاركيف في شمال شرق أوكرانيا ويبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة، وتقع على بعد 30 كيلومترًا فقط من الحدود الروسية، مما يجعلها هدفًا سهلاً للصواريخ الباليستية والأسلحة الأخرى، خاصة في ظل تراجع الدفاعات الجوية الأوكرانية.
وقد تعرضت مرافق الطاقة في خاركيف لأضرار بالغة، وذلك بعد أن بدأت روسيا في الشهر الماضي استهداف نظام الطاقة الأوكراني بضربات كبيرة.
وفي أحدث التطورات فقد أعلنت القوات الجوية الأوكرانية اليوم بأن أنظمتها الدفاعية الجوية تمكنت من تدمير 15 من أصل 16 طائرة هجومية مسيرة أطلقتها روسيا.
ووفقًا لبيان نشرته على تطبيق “تيليجرام” قالت القوات الجوية الأوكرانية بأن روسيا أطلقت أيضًا صاروخين باليستيين قصيري المدى من طراز إسكندر استهدفا أوكرانيا، ولكنها لم تقدم مزيدًا من التفاصيل حول مصير هذين الصاروخين.
وفي وقت مبكر من اليوم فقد أكد مسؤولون عسكريون أوكرانيون بأن روسيا نفذت هجومًا بواسطة طائرات مسيرة على أوكرانيا بما في ذلك العاصمة كييف، مما أسفر عن إصابة 9 أشخاص في ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود بينهم أربعة أطفال.
وقد ذكر حاكم منطقة أوديسا عبر تطبيق “تيليجرام” بأن الأطفال المصابين، بما في ذلك رضيعان، نقلوا إلى المستشفى بالإضافة إلى ثلاثة بالغين مصابين، وقد أضاف أن الهجوم تسبب في تضرر عدة مبان سكنية في المدينة واندلاع النيران فيها، وأكدت إدارة المدينة بأن الأضرار طالت ما لا يقل عن 14 شقة سكنية.
وفي سياق متصل فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمتها الدفاعية الجوية تمكنت من تدمير 4 صواريخ من طراز “ألخا” في مقاطعة بيلغورود.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع: “تم إفشال محاولة من قبل النظام الأوكراني لتنفيذ هجوم إرهابي على أهداف في الأراضي الروسية باستخدام راجمات “ألخا” لإطلاق الصواريخ المتعددة خلال الليل”.
وأكدت الوزارة أن “أنظمة الدفاع الجوي المناوبة تمكنت من تدمير 4 صواريخ فوق مقاطعة بيلغورود”.
وفي سياق أخر يقوم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بزيارة إلى بولندا حيث سيعلن عن تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني، بهدف مساعدتها في مواجهة التهديد الروسي، وقد أعلنت الحكومة البريطانية عن ذلك في بيان صادر مساء الاثنين.
ومن المقرر أن يجتمع سوناك في وارسو مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا والأمن الأوروبي بشكل عام.
وتأتي هذه الزيارة في سياق تزايد الدعوات التي تطلقها أوكرانيا على حلفائها لتقديم مساعدة عسكرية، وخاصةً في تزويدها بالذخيرة اللازمة لمواجهة الهجمات الروسية.
وبعد مفاوضات طويلة فقد أقر مجلس النواب الأميركي يوم السبت عن حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا.
وقد نقل البيان الصادر عن الحكومة البريطانية عن سوناك قوله بأن الدفاع عن أوكرانيا في مواجهة التهديد الروسي يعد أمرًا حيويًا لأمن بريطانيا وأوروبا بأكملها.
وقد حذر سوناك من أنه إذا نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه الحرب العدوانية، فلن يتوقف عند الحدود البولندية.
وتعتبر هذه المساهمة الجديدة من المملكة المتحدة، التي تعد واحدة من الدول الرئيسية في تقديم المساعدات لأوكرانيا، زيادة للدعم العسكري البريطاني المقدم لكييف إلى ثلاثة مليارات جنيه إسترليني للفترة من 2024 إلى 2025 وفقًا للبيان الصادر عن الحكومة، وسوف تستخدم هذه المساعدات لتزويد أوكرانيا بالذخيرة التي تحتاجها بشكل عاجل، بالإضافة إلى شراء طائرات بدون طيار من المملكة المتحدة وتقديم الدعم الفني.
ومن المتوقع أن تقدم وزارة الدفاع البريطانية مساعدات عسكرية لأوكرانيا بهدف مساعدتها في مواجهة الغزو الروسي عبر البر والبحر والجو، وتتضمن هذه المساعدات 60 زورقًا وأكثر من 1600 صاروخ، بما في ذلك صواريخ دفاع جوي وصواريخ كروز من طراز ستورم شادو.
بالإضافة إلى ذلك تشمل المساعدات ما يقرب من 4 ملايين طلقة من الذخيرة الصغيرة، وقد أكد بيان صادر عن داونينغ ستريت بأن أوكرانيا تواجه تهديدًا حقيقيًا حيث يواصل الجيش الروسي تقدم كبير، مما يهدد أمن واستقرار أوروبا بأكملها.
ومن المقرر أن يتوجه رئيس الحكومة البريطانية بعد ذلك إلى برلين حيث سيلتقي بالمستشار الألماني أولاف شولتس.
