3 أسباب تدفعك للبقاء في علاقة سامة

قد تستغرب عندما تجد أناسًا يتعرضون بشكل مستمر لأذى من شركائهم ويُفضلون البقاء ولا يرحلون، بل إذا تُرِكوا من قبل المؤذي يتحسرون على رحيله، ولا يمكنهم العيش بدونه، مؤكد أنك سألت نفسك ذات مرة لماذا يبقى هؤلاء في علاقة مضطربة رغم إمكانية الخروج!.

في كتاب “أحببت وغدًا” للكاتب والطبيب النفسي عماد رشاد عثمان، أشار الطبيب إلى أن هناك ثلاثة أسباب تُفسر سبب بقاء بعض الأشخاص في علاقة مؤذية، بل وتُفسر سبب إنجذابهم لمؤذي آخر إذا رحل عنهم الأول.

وقال دكتور عماد، إن: “سبب إنجذاب بعض الأشخاص إلى المؤذيين أو تكرار المؤذي على حياتهم يعني خللًا ما في تكوينهم، أو تشوه في مفهوم الحب لديهم، فمن تربت في كنف أب نرجسي لا يكترث لها، يلقي إليها بفتات الحب والاهتمام، فتجدها تحتفل بالفتات، تنشأ ترى الرجل كأبيها ولكن تتمنى لو كان أكثر تفرغًا وحنانًا، ويصير نموذج الأب هو نموذج الرجل المثالي في نظرها، فتظل تنجذب للمؤذيين بسبب تشوه الأيقونة الذكورية التي تقيس عليها الرجال، وخراب المعيار والقالب الذي تُقيم به العلاقات داخل ذهنها وفساد مفهوم الحب في نفسها”.

وبيَن الطبيب أن “السبب الثاني، هو أن المؤذي في البدايات يبدو كعاشق مثالي يُجيد فنون الهوى، بين معسول الغزل وجميل الهدايا، فهو يغذي ضحيته باللذة ويُغرقها بالرومانسية وجميل العشرة ويُعزلها قدر استطاعته عن خشونة واقعها، كأنه يتعمد دومًا أن يُشعرها بأن الحظ ابتسم لها وأن السماء اكترثت بتعويضها، حتى أن ذلك الرصيد الذي يصنعه في البداية هو ما يُعيق تحررها ماتبقى لها من العمر، وحشد الذكرايات الجميلة في نفسها هي جنوده الذين يزرعهم داخلها ليفتحوا له أبواب حصونها حين يعود بعد كل فراق، فإذا خرجت من تلك العلاقة، تبدأ في المقارنة بين بقية الرجال وبين المؤذي في مرحلة صناعة الذكرى، مرحلة الحرارة المتوهمة، فتظل تبحث عن الحرارة ذاتها لكن دون إيذاء، والشغف والتعلق ذاتهما لكن دون خيانة، والصفات الذكورية الباهرة نفسها لكن أكثر اكتراثًا بأمرها، ولا تدري أن الإيذاء حزمة لا تنفك فيها الحرارة الأولى عن البرود الذي يلاحقها، والاكتراث الباهر في البدايات عن الأنانية التي تليه.

والسبب الثالث حسبما وصف الطبيب، هو أن “العلاقة المؤذية هي علاقة إدمانية، فإن التأرجح بين العقوبة والمكافأة والإساءة والرقة هو ما ينشئ رابطًا قويًا بين طرفيها، يفوق في قوته ومتانته تلك الروابط التي تنشأ في العلاقات الصحية، فيصعب الفكاك منها، وتصير العلاقة المرضية بسبب تلك الحالة كالإدمان، تبقى ممسوكًا فيه رغم كل آثاره السلبية، بل تبقى منغرسًا ومتورطًا فيها رغم كراهيتك للإيذاء ورغبتك الحقيقية في الفرار منها، هي ببساطة تشبه نوعًا من فقدان كامل للسيطرة، واستمرار لمسلسل الوجود والتبرير والعودة رغم كل الوعود بالتوقف والانسحاب، وقد يخدع الطرفان أنفسهما بأن كل عودة رغم صراع الفراق هي علامة على الحب ودلالة على تفرد تلك العلاقة، لكنها ببساطة ليست مُتفردة إلا في أنها محض إدمان وتعلق مرضي قد انبنى على حالة الصدمة طويلة المدى التي كان يعيشاها في هذه العلاقة”.

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. سمية الجزائر يقول

    مقال جميل جدا و موضوع مهم شكرا على الطرح الراقي

    1. أسماء بسيوني يقول

      عفوًا، أسعدني مرورك