الأمريكيون ينفقون المليارات خلال الهالوين.. ما هي أصل الحكاية؟

يحتفل الأميركيون في اليوم الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام بعيد “الهالوين“، وهي المناسبة الأكثر تميزاً بالنسبة للأطفال، حيث يرتدون في هذا اليوم أزياء تظهرهم بمظهر غريب ومرعب، فهم يحاكون في هذا اليوم الأبطال الخارقة للعادة، والأبطال الأكثر رعبا في أفلام الخيال العلمي، حيث يضعون الأقنعة على وجوههم، والتي تبدو مفزعة لمن يراهم، وذلك استعدادا للخروج من المنازل وجمع صنوفا مختلفة من الحلوى.

أصل الحكاية وما هي قصة الهالوين وكيف حدث التطور؟

عند البحث في المراجع الإنجليزية، نجد أن الموسوعة البريطانية تقول «إن الهالوين تعود جذوره إلى 1000 عام مضت، كان في أصله أحد الممارسات الدينية، لكنه على مر العصور اكتسب طابعا علمانيا بشكل تدريجي، حتى اختفى منها الطابع الديني بشكل شبه نهائي تقريبا».

وتضيف لنا الموسوعة أنه يمكن القول «بأن أصول عيد الهالوين تعود إلى مهرجان كان يسمى قديما “سامهاين”، وكانت تحتفل به شعوب السلتيين أو “الكلت” في بريطانيا القديمة، وكان هذا المهرجان يقابل يوم 1 نوفمبر في التقويم المعاصر».

الأمريكيون ينفقون المليارات خلال الهالوين.. ما هي أصل الحكاية؟

سبب الارتباط بالأشباح والرعب وسبب ارتداء الأقنعة

ولعل سبب ارتباط هذا اليوم بالأشباح، والأشياء المرعبة، هو أن ذلك الوقت يمثل بداية فصل الشتاء “العام الجديد“، ونهاية الصيف، وموسم الحصاد أيضا، وكان الناس يعتقدون أنه في الليلة السابقة على العام الجديد، تصبح الحدود بين الأحياء والأموات غير واضحة المعالم، بينما الاحتفال بهذا اليوم يضمن للناس بقاءهم وبقاء حيواناتهم على قيد الحياة في فصل الشتاء القارس.

وأما عن السبب وراء ارتداء الأقنعة، والتخفي، هو أن العقيدة في ذلك الوقت كانت تتمحور في أن أرواح الموتى تعود إلى بيوتها، ولهذا تم إشعال النار لإخافة الأرواح الشريرة، وفي كثير من الأوقات، كانوا يرتدون الأقنعة حتى لا تتعرف عليهم الأشباح الشريرة.

القرن السابع الميلادي

ومع حلول القرن السابع الميلادي، كان هناك عيد اسمه «جميع القديسين»، وأنشأه البابا بونيفاس الرابع “بابا الكنيسة الكاثوليكية”، وكان الاحتفال بهذا العيد بادئ الأمر في الـ13 من شهر مايو، لكن بعد مرور 100 عام تقريبا، أصبح الاحتفال في يوم الأول من نوفمبر.

نهاية العصور الوسطى

مع مرور الزمن، تداخلت الأعياد العلمانية مع الأعياد الدينية، بل حدث اندماج بعد ذلك بين هذه الأعياد، وفي هذه الأثناء كان محظور الاحتفال بعيد الهالوين بين الأميركيين الأوائل، ومع دخول القرن الـ 19 تم استحداث يوم يرمز إلى الحصاد، لكن اختلط به أيضا بعضا من تقاليد وعناصر يوم الهالوين، لكن تخطى الأمر ذلك عندما نقل المهاجرون من الأيرلنديين في منتصف القرن الـ19، عادات الهالوين إلى الولايات المتحدة بشكل شبه كلي.

ذروة التطور في القرن الـ 20 والقرن الـ 21

الأمريكيون ينفقون المليارات خلال الهالوين.. ما هي أصل الحكاية؟

ومع دخول القرن الـ 20، أصبح عيد الهالوين عيد رئيسي رسمي في الولايات المتحدة الأميركية، وتم تحديد اليوم الأخير من شهر أكتوبر للاحتفال به، وهو يوم تحتفل به جميع الأطفال بشكل خاص، وكعطلة علمانية ارتبط بالقطط السوداء، والأشباح، ومصاصي الدماء، والهياكل العظمية، والسحرة، وغيرها من المظاهر التي يعلمها المتابع للحدث.

ويتم استهداف الأطفال بشكل خاص في هذا اليوم، حيث ينتج لهم مئات الأفلام الجديدة، وتنتشر بينهم ألعاب الخدع، وذلك مثل (خدعة أم حلوى “trick or treat”).

وينتقل الأطفال متنكرين بأزيائهم المرعبة والغريبة بين المنازل، ويقومون بإلقاء الأسئلة على من يفتح لهم الباب، ويهددون بأنهم إن لم يحصلوا على الحلوى سيقومون بعمل خدعة أو سحر.

وفيما يتعلق بالنفقات الأميركية في هذا اليوم، فإن الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة يقول «إن المستهلكين في الولايات المتحدة الأميركية أنفقوا مبلغا قياسيا قدر بأكثر من 10 مليارات دولار أثناء احتفالات العام الماضي 2021».

وتتوقع الأبحاث التي أجريت في هذا الأمر، أن عام 2022 سوف يشهد إنفاقا متزايداً، حيث يتوقع إنفاق 100 مليار دولار على الحلوى وبطاقات المعايدة، والأزياء، والأقنعة، كما يتوقع مكتب الإحصاء الاميركي اشتراك ما يقرب من 42 مليون طفل في الاحتفالات، وما يقرب من 128 مليون منزل في توزيع الحلوى.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد