مهرجان اطلاق البالونات 1986 الذي تحول لمأساة غير متوقعه

في 27 من سبتمبر عام 1986 بالتحديد في مدينة كليفلاند بولاية اوهايو الامريكية قامت منظمة UNITED WAY الخيرية بتنظيم حدث كبير بهدف جمع التبرعات، حيث خططت لتحطيم رقم قياسي عالمي بإطلاق عدد كبير من البالونات المملوءة بالهيليوم والذي سيصل عددهم لأكثر من 1.4 مليون، بدت الفكرة ممتعة وغير مؤذية لكنها في الواقع تحولت لكارثة غير متوقعه في المدينة.

مهرجان-اطلاق-البالونات-كليفلاند-1986

مهرجان اطلاق البالونات كليفلاند 1986

استغرق التحضير لمهرجان كليفلاند حوالى ستة أشهر وقام العمال ببناء هيكل كبير لحمل البالونات بداخله وقام 2500 متطوع في ملئ البالونات، في ذلك الوقت كان التفكير في التأثير البيئي مختلفًا عن الان واعتقد الناس أن البالونات ستصل إلى ارتفاع معين وتنفجر مثلما حدث في العام السابق 1985 عندما أطلقت ديزني لاند عدد كبير من البالونات لتكريم والت ديزني في عيد ميلاده الـ 84.

في يوم العرض تجمع حشود كبيرة من الناس ثم انطلقت البالونات وارتفعت فوق المباني وحولها في منظر رائع كان نجاحًا رائعًا من الناحية المرئية، لكن ما لم يكن في الحسبان هو حالة الطقس والرياح وهطول الأمطار التي دفعتهم بعيدا بشكل عشوائي.

يقال ان المنظمون كانوا على علم بحالة الطقس حيث كان يوجد عواصف قوية بشمال شرق أوهايو في الليلة السابقة مما تسبب في إطلاق بعض البالونات من تلقاء نفسها وبدلاً من إلغاء الحدث قرر المنظمون إطلاق البالونات في وقت مبكر قليلا عن ما هو مخطط له، وبدا الإطلاق بنجاح.

 

مهرجان البالونات 1986
اثر البالونات في البحر

عواقب لم تكن في الحسبان

  • عندما بدأ الحدث انتشرت البالونات في كل انحاء المدينة وقامت بتشتيت انتباه السائقين الذين اضطروا للالتفاف حول نفسهم على الطريق، ونتيجة لذلك كان هناك العديد من الاصطدامات المرورية وتم الاستعانة بجرافات لإزالة أكوام البالونات لكن هذا لم يكن كل شيء.
  • بسبب بقاء البالونات مرتفعة أجبر ذلك مطار بورك ليك فرونت القريب على تعليق الرحلات لفترة من الوقت مما تسبب في حدوث تأخيرات لأنهم لم يرغبوا في المخاطرة بحدوث كارثة جوية.
  • هبطت بعضهم في مزرعة في المدينة وأصابت الخيول بالفزع منزعجة للغاية بسبب سرب البالونات، وقام صاحب المزرعة لاحقًا بمقاضاة United Way وطلب تعويض.
  • الجزء المأسوي للحدث انه تم الإبلاغ عن فقدان اثنين من الصيادين وهما ريموند بروديريك وبرنارد سولتسر، على الرغم من أن رجال الإنقاذ تمكنوا من تحديد موقع قاربهم إلا أن البالونات العائمة جعلت من الصعب عليهم الوصول إلى المنطقة أو حتى رؤية ما حول القارب، لم يكن أمام خفر السواحل خيار سوى إلغاء بحثهم، بعد مرور بعض الوقت تم تأكيد وفاتهم بعد ان جرفتهم الأمواج على الشاطئ ورفعت زوجة أحد الصيادين دعوى قضائية ضد شركة United Way and Balloonart، ثم تم التعويض في وقت لاحق بدون الكشف عن المبلغ.

 

في النهاية كان هذا المهرجان مفجعًا في كل مكان على الرغم من أنه حطم الرقم القياسي لـ “أكبر إطلاق جماعي للبالون على الإطلاق”، فقد خسرت المنظمة التبرعات وفقد رجلان حياتهم بشكل مأساوي، كما أنها جعلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية تغير معاييرها بسبب تلك الأضرار التي حدثت لم تعد تقيس الأحداث التي تضر بالبيئة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد