تعرف على أغرب مدينة في العالم لا يصلها المطر

هل رأيت من قبل مدينة لا تزورها الأمطار لوقوعها في مكان أعلى من أماكن تكون السحاب ذاته، وعليه من الصعب أن يصل إليها مياه الأمطار، وأعتبرها الكثيرين عبر التاريخ إحدى عجائب الدنيا، وأحد الأماكن الساحرة على مستوى العالم، ففي الأخير سكانها يعيشون فوق السحاب، فأين تقع هذه القرية؟، وما أسمها؟، وما هو تاريخها؟ وهذه الأسئلة هي التي سنحاول الإجابة عنها في مقالنا اليوم.

صورة لمدينة الحُطيب

صورة لمدينة الحُطيب

مدينة الحُطيب

تعد أحد أشهر القرى اليمنية منذ نشأتها وحتى اليوم، نشأت القرية على أيدي مجموعة من طائفة الشيعة الإسماعيلية الذين نزحوا من مصر واستقروا بها، استقروا في أعلى قمم الجبال اليمنية، وقاموا بوضع حجر أساسها، وعمل المنازل الخاصة بهم عام 1050م، ويرجح المؤرخون العرب أنه تم تأسيسها ما بين 439هـ و 459هـ.

وأطلق سكان المنطقة على قانطي “الحُطيب” طائفة البهرة، أو قبيلة البهرة، وعلى الرغم من مرور السنوات إلى أنه ظلت القرية لفترة طويلة بلا ماء، كهرباء، أو حتى أي فرصة للتعليم والصحة، وظل الحال هكذا حتى مجيئ محمد برهان الدين، ابن من أبناء القرية الأثرياء.

نشط “برهان الدين”، ونجح في مجال التجارة خلال فترة إقامته بالهند، ودعم قرية الحطيب حتى يكون بها مدرسة، ومسجد، إضافة إلى تحويل الكثير من معمارها وتحديثه، وحتى رغم وفاته تابع نجله هذا الدعم حتى أصبحت في القرية مستشفى وأدخل بها الكهرباء والماء.

سبب بناء الحطيب أعلى قمم جبال اليمن

ويرجح المؤرخون أن طريقة بناء قرية “الحُطيب”، واتخاذ سكانها الأصليين لهذا المكان وهذا المنحدر والجبال، يعود إلى اعتبار هؤلاء السكان لها باعتبار هذه الجبال حصنًا منيعًا ضد هجمات القبائل الأخرى، أو حتى ضد قوات الاحتلال التي مرت على اليمن عبر تاريخها.

حيث يجدر أن نذكر بأن القرية ليس لها سوى مدخل واحد ويعد هو المخرج منها أيضًا، وعاش مجتمعها حياة هادئة مسالمة.

اقتصاد قرية الحُطيب

اعتمد أهل البهرة خلال حياتهم الهادئة على جودة وخصوبة تربة الجبال العالية، والوديان الموجودة لاستخدامها في الزراعة، حيث أنه ومازال حتى يومنا الحالي تعد أحد الأماكن المشهورة بزراعة، وإنتاج أشهر وأجود أنواع البن اليمني.

سكان قرية الحُطيب

على الرغم أنه لم يتم عمل أي استطلاعات للتعرف على الطبيعة الديموغرافية الموجودة في القرية، إلا وأنه وحسب أخر استطلاعات قد تمت عام 2004م، فإن يُقدر عدد سكان بنحو 440، حيث يتم تقسيمهم بين 225 من الذكور، و215 من الإناث، وبها أكثر من 31 أسرة، الذين يعتمدوا على الزراعة، وتربية المواشي والدواجن في حياتهم اليومية.

لماذا لا تسقط أمطار بقرية الحُطيب؟

تقع قرية الحُطيب على ارتفاع 3200 متر فوق سطح البحر، وعليه هذا يجعلها تكون عادًة أعلى من أماكن تكون السحب، حيث أن سكان المكان يغلفهم السحاب من كل جانب، وحقيقًة يحيوا ويعيشوا أيامهم فوق السحاب بدون مبالغة.

وعليه فتكون السحب يكون تحت مستوى تواجد القرية، فلا يصلها أية مياه للأمطار، والسكان من أعلى يكون لديهم القدرة على رؤية الامطار وهي تسقط على القانطين أسفل التلال والجبال في اليمن، دون أن يحظوا بأي من مياه الأمطار.

وعلى الرغم من هذا تتمتع قرية الحُطيب بجو معتدل طوال العام، مع طقس مائل للبرودة في فصل الشتاء مع طقس جاف معتدل صيفًا.

الحُطيب من عجائب اليمن

بدايًة من عام 2002 وبدأت منظمة اليونسكو تضم قرية الحُطيب إلى التراث العالمي، في تراث الفئة المختلطة، نظرًا لقيمة القرية وندرتها، وكونها إحدى العجائب الموجودة في اليمن، وكذلك لاحتوائها على معمار يدل على فن معماري عريق وتاريخي.

وعليه نجد أن أصبحت قرية الحُطيب إحدى القرى اليمنية التي يتم اعتبارها منطقة سياحية، ولذلك نجد أنه أصبح الكثير من الأماكن السياحية التي تضم فنادق، ومكاتب لمرشدين لمساعدة السياح، ولزيارة المنطقة والتعرف بشكل أفضل على تاريخ تلك البقعة الساحرة من أرض اليمن العريق


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد