أغرب صيحات الموضة في التاريخ.. اللون الزهري والكعب العالي للذكور!

غالباً ما ننظر إلى اتجاهات الموضة عبر التاريخ بدهشة ونضحك على الأساليب المجنونة التي اتبعها أسلافنا في تنسيق ملابسهم، فقد لا تكون أنماط الموضة منطقية في الماضي ولكن تستحق التقدير لكونها أسهمت في تطوير مفاهيم جديدة لارتداء الملابس، وعلى الرغم من غرابة بعض تلك الأنماط إلا أنها حققت شهرة واسعة عبر التاريخ، حيث اعتمدت لفترات طويلة قبل أن تتغير الاتجاهات وتتنوع الاستخدامات، وفي هذا المقال سنستكشف مجموعة من أغرب صيحات الموضة من التاريخ، وإليكم التفاصيل.

حلق اللحية بالإجبار

في نهاية القرن السابع عشر، قاد قيصر روسيا بطرس الأكبر جولة سرية إلى أوروبا بهدف إحداث تحولات جذرية في بلاده، من بين هذه التحولات كان تحديث الجيش والقوات البحرية، ولاحظ أن الأوروبيين كانوا بشكل عام لا يربون لحيتهم، وأراد قيصر روسيا بطرس الأكبر تقليدهم حتى في هذا الجانب، فعند عودته إلى بلاده دعا القيصر المحكمة الروسية للاجتماع، حيث قام بحلق لحى الحضور جميعهم، ثم أصدر أمراً يجبر جميع الرجال على حلق لحاهم، باستثناء الفلاحين ورجال الدين.

لكن رجال الدين رفضوا هذا الأمر، معتبرين أنه يجب السماح للناس بالحفاظ على لحاهم لأسباب دينية، وبينما رفض القيصر التراجع عن قراره بشكل كامل، وافق على السماح للأفراد بالاحتفاظ بلحاهم مقابل دفع ضريبة تتراوح بين كوبيكين اثنين (حيث يعادل 100 كوبيك روبل واحد) للطبقة الفقيرة و100 روبل للطبقة الغنية، واستمرت عملية دفع هذه الضريبة لمدة تقارب خمسين عاماً بعد وفاة بطرس الأكبر.

الجزمات للحماية من الأوساخ

إن استخدام الجزمات يعتبر أمراً شائعاً في فصل الشتاء في معظم دول العالم، ومع ذلك كانت هذه الأحذية ترتدى أيضاً عبر التاريخ في فصل الصيف، حيث تشير الكتب والسجلات التاريخية إلى أن الجزمات كانت تعتبر واحدة من أهم اتجاهات الموضة في التاريخ الغربي، وكانت تصمم بحجم ضخم لحماية أقدام الناس من الروث الناجم عن الخيول، التي كانت وسيلة النقل الرئيسية في الشوارع.

الأحذية النسائية كانت مخصصة للرجال

يعتبر الكعب العالي رمزاً للأناقة والأزياء النسائية، وما يثير الاهتمام هو أن تاريخ هذا النوع من الأحذية أكثر تعقيداً مما يعتقد كثيرون، ففي الحقيقة لم تكن الأحذية ذات الكعب العالي مخصصة للنساء على الإطلاق، ولم يكن هدفها الأساسي الاعتبارات العصرية أو الموضة حتى، ففي الواقع يعود تاريخ استخدام الأحذية ذات الكعب العالي إلى القرن العاشر، حيث أدرك الجيش الفارسي أنه يفضل أن يرتدي راكبو الخيول ورماة السهام أحذية ذات كعب عال للمساعدة في التحكم بالحصان وتحسين الأداء.

وبعد مئات السنين وفي أوائل القرن السابع عشر، بدأت النساء في ارتداء الكعب لأول مرة كنوع من الاحتجاج، كانت أحذية الرجال في تلك الفترة أكثر راحةً من أحذية النساء المسننة التي كانت تعتبر موضةً شائعة آنذاك، بالتالي، اختارت النساء ارتداء الكعب العالي لإظهار قوتهن واستقلاليتهن والتعبير عن رغبتهن في التمتع بنفس مستوى الراحة والحرية الذي يتمتع به الرجال.

ملابس الأطفال المحايدة للنوع.. وفرانكلين روزفيلت بثوب فتاة

في العصر الحديث، يظهر الآباء قلقاً بالغاً حيال كيفية نظر الآخرين إلى أطفالهم وكيف ستؤثر ملابسهم ومعاملتهم على نموهم النفسي، وعادةً ما يلتزم الآباء بألوان الملابس التي تتناسب مع جنس أطفالهم.

ومع ذلك، في أوائل القرن العشرين كان الآباء عموماً لا يولون اهتماماً كبيراً للملابس التي يرتديها أطفالهم، وكان الكثير منهم يفضلون الملابس المحايدة جنسياً والتي يمكن ارتداؤها بسهولة، وكان ذلك شائعاً حتى بين الطبقات الثرية وذوي النفوذ، حيث من الممكن أن تجد صوراً لطفولة فرانكلين ديلانو روزفلت (الرئيس الأمريكي سابقاً)، حيث كان يرتدي ملابس تشبه بشدة فساتين الفتيات.

وعلى النقيض من العرف الحالي، كان اللون الوردي في أوائل القرن الماضي يعتبر لوناً للأولاد الذكور، في حين كان اللون الأزرق مخصصاً للفتيات الصغيرات.

الياقات المكشكشة الفاخرة بديلة للمناديل!

شهدت الكشكشة الفاخرة ظهوراً رائجاً في نهاية القرن الثامن عشر، ولم تكن مقتصرة على النساء فقط، بل كان الرجال أيضاً يرتدون الياقات المكشكشة، ويعود تاريخ اختراع الياقات المكشكشة إلى القرن السادس عشر وعن طريق الصدفة البحتة، حيث كان الناس في تلك الفترة يرتدون طبقات من الملابس فوق بعضها البعض، ومع مرور الزمن، أدرك الناس أن الكشكشة تعد أيضاً وسيلة رائعة لمسح وجوههم في عالم لم تكن فيه المناديل الورقية القابلة للاستخدام لمرة واحدة شائعة.

الشعر المستعار كان مصدر الإزعاج الأكبر في الطبقات الراقية

كان الشعر المستعار يعتبر سمة مميزة للطبقة الاجتماعية الراقية في فترة الاستعمار في العالم الغربي، ومع ذلك ما لا يتضح من الصور التاريخية هو حالة الاشمئزاز والاستياء التي كان يثيرها الشعر المستعار، حيث كان مصدراً للأمراض والقمل ما جعل استخدامه أمراً مزعجاً، والأمر الأكثر إثارة للاشمئزاز هو أن الشعر المستعار كان يصنع عادةً من شعر الماعز أو الحصان، والمشكلة تكمن عندما لا يتم تنظيفه بشكل صحيح في كثير من الأحيان، مما جعل رائحته مقززة للغاية.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد