الزمالك أقرب للدوري بدون فارق الـ5 نقاط.. إدارة الأهلي سبب رئيسي

لا أعتقد أن أكثر المتفائلين من إدارة وجمهور نادي الزمالك، كان يتوقع من شهور قليلة فقط، أن يكون ترتيب الفريق في صدارة الدوري الآن، بأي حسابات أو منطق، ولا يمكن لأي مشجع ومتابع أن يتوقع الحال الآن عندما أنهت إدارة الزمالك عقد كارتيرون، وترك فريقا، يتنفس آخر أنفاسه في الدوري، وأوشك على دخول العناية المركزة، بعد أن فقد كل العوامل التي توافرت له عندما كسب الدوري في العام الماضي.

تواجد جماهير الأندية في المدرجات لا غنى عنه لصالح شعبية اللعبة

القيد مغلق، اللاعبون منهكون تماما من تلاحم المسابقات والمباريات، دون وجود بديل أو بدلاء بنفس الكفاءة أو أقل، خروج بعض اللاعبين بالبيع أو الإعارة رغم وقف القيد، مثل مصطفى فتحي، ومحمود عبدالعزيز، وخروج آخرين من حسابات الفريق للتمرد أو الطمع في التجديد بالأرقام التي يحددونها، استغلالا لظروف النادي الإجبارية، وتضع إدارة النادي ستة أسماء أساسية ترفض التجديد، ويبتعد طارق حامد وأبو جبل عن الصورة تماما، رغم أن طارق ليس له بديل في الفريق وهو يعلم ذلك.

ولولا رصيد طارق حامد لدى جماهير الزمالك، ما خرج سليما من بوابة النادي، واقصد ما تساهلت معه الإدارة بالموافقة على احترافه بهذه السهولة، حتى في ظل الغرامة الثقيلة التي تكبدها، ورغم كل هذه الظروف، جاء فيريرا، وكأنه يمتلك عصا موسى، حيث استطاع أن يعيد شحن بطاريات اللاعبين المعنوية مرة أخرى، ويعيد شغفهم بالبطولة، وخطوة خطوة، صعد فريق الزمالك على منصة التتويج وفاز بكأس مصر 2021، وتصدر مسابقة الدوري.

الزمالك لعب بمن حضر بسبب خبرة فيريرا

الجميع كان يتوقع سقوط الزمالك لا محالة، خاصة أمام فرق مثل سموحة وفيوتشر وأخيرا بيراميدز، وحتى عندما تخطى الواحد تلو الآخر، كان يعتقدون أنها مسألة وقت، والسقوط قادم لا محالة، لكن الواقع يؤكد أن الفريق يفوز ويتغلب على العقوبات التي تقف في طريقه، حتى وصل الأمر بغالبية المتابعين أن يعلنوا هم استسلامهم أمام ما يفعله الزمالك في فرق الدوري، ويبشرونه مسبقا بالفوز بالدرع للعام الثاني على التوالي.

لكن البعض ما زال يصر على أن الدوري في الملعب، وبالطبع معهم بعض الحق، لأن الزمالك مازال أمامه 6 مباريات بـ 18 نقطة كفيلة بأنها تقلب الطاولة رأسا على عقب، لكن الواقع وخط سير المنافسة بين الثلاث أندية الزمالك وبيراميدز والأهلي، والأرقام الواضحة جداً عن كل فريق وخاصة الأهلي والزمالك، تقول أن الصورة واضحة وأن الأمور إذا لم يقع فيها أحداث تشبه المعجزات أو الكوارث، فإن الزمالك سوف يفوز بالدوري لا شك، بصرف النظر عمن يأتي ثانيا خلفه.

امام عاشور مستقبل الزمالك ومصر
إمام عاشور مستقبل الزمالك ومصر

على سبيل المثال، لو أخذنا آخر عشر مباريات لعبها الزمالك والأهلي، وطبقنا عليها لغة الأرقام سوف نتأكد من النتيجة التي تقول أن الزمالك الأقرب كثيرا جداً للفوز بالدرع، لان الأهلي خسر في آخر عشر مباريات، 12 من إجمالي 30 بنسبة 35% تقريبا، عندما تعادل مع الزمالك، وخسر من سموحة 3/2، كما خسر من بيراميدز 2 صفر، وتعادل مع كل من الجونة والمقاولون العرب، في حين أن الزمالك لم يخسر إلا نقطتين فقط من تعادله مع الأهلي 2/2.

إذن، الأرقام في صالح الزمالك بفارق كبير، خاصة وأن الأهلي لم يخسر في كبوة، ثم عاد إلى مستواه، بل إنه ما زال يتعثر، حتى المباريات التي يفوز بها تكون بشق الأنفس مثلما كان الحال مع المقاصة، وبالتالي حتى لو افترضنا أن الزمالك متساو مع الأهلي في النقاط، وهم بمعدلهم الحالي، فإن المنطق يقول أن الأهلي معرض لفقد مزيد من النقاط، واستمرار الزمالك في تفوقه، والفوز بما تبقى له من مباريات وبالتالي الفوز بالدوري، حتى في حالة خسارة لبعض النقاط فان الأهلي سوف يخسر أكثر منه.

فيريرا كلمة سر تفوق الزمالك وإنجازاته
فيريرا كلمة سر تفوق الزمالك وإنجازاته

لا أحاول الجزم بأن الزمالك سيفوز بالدوري، ولكن أقول أن الأرقام في آخر عشر مباريات ليست في صالح الأهلي تماما، وترشح الزمالك بقوة حتى بدون فارق النقاط بين الفريقين، خاصة في ظل وجود فيريرا، الذي أثبت أنه داهية المدربين، في مواجهة ساويرش الأهلي الذي لم نر له ملامح حتى الآن، أضف إلى ذلك الفوز الكبير للزمالك على بيراميدز وهو نفس الفريق الذي فاز على الأهلي مؤخرا نتيجة وأداء.

الزمالك يفوز على فيوتشر بهدف ويستمر في صدارة الدوري المصري

كل المباريات المتبقية للزمالك صعبة وقوية، خاصة في ظل الصراع الكبير بين فرق مؤخرة الدوري، لكن لا أعتقد أن في مصر الآن فريقا يمتلك ما يمتلكه بيراميدز من لاعبين إمكانيات ضخمة، وهو ما يعني أن الزمالك سيكون أكثر هدوء وثقة فيما تبقى له من مواجهات، ومع ذلك تظل المفاجآت واردة، لكن الشعور العام أن البطولة تنادي على الزمالك، الموفق جداً والمجتهد جدا.

وأعتقد أن السبب الرئيسي في خروج الأهلي من المنافسة، أو ضعف فرصته، أو ضياع كل هذه النقاط، هو تعامل إدارة الأهلي مع ملف المدير الفني، فلم تحسن التعامل مع موسيماني في آخر أيامه، ولم تقدر النتائج المترتبة على رحيله في منتصف الموسم، كما أنها لم تحسن اختيار بديله مهما قيل من مبررات.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد