17 رمضان ذكرى غزوة بدر: كيف نصر الله المسلمين وهم أذلة؟

يحتفل المسلمون في السابع عشر من رمضان بذكرى أولى حروب المسلمين، وأول الانتصارات، ألا وهي يوم بدر الذي شهدته الملائكة، والذي احتار فيه المحللون السياسيون، لقلة عدد المسلمين وعتادهم بالنسبة للمشركين، وتجلت فيه القدرات الإلهية العظيمة، قال تعالى (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ) 123 آل عمران.

ذكرى غزوة بدر

غزوة بدر

أسباب غزوة بدر

كان المسلمون مستضعفون في وطنهم مكة، سلبت أموالهم وديارهم، ونالوا من الكفار أشد العذاب والتنكيل، وهاجروا فرارا بدينهم إلى المدينة المنورة، وتركوا كل شئ خلفهم من مال ومتاع وديار، استقبلهم الأنصار في المدينة بكل ترحيب وسعة، ولكن مازال الجرح غائر في قلوب المهاجرين، حتى سمعوا بمرور قافلة تجارية عائدة من الشام إلى قريش يرأسها أبو سفيان بن حرب، ففكر بعض المسلمين المهاجرين أن يغزو القافلة لاسترداد بعض من أموالهم التي سلبتها قريش، وهموا للحرب، فسمع بذلك أئمة الكفر في مكة، فخرجوا في سرية تحمل حوالي 950 من كفار قريش، لملاقاة المسلمين، وكان على المسلمين اختيار من سيهاجمون ومن سيحاربون قافلة أئمة الكفر، أم القافلة التجارية، وقد عاتب الله المسلمين اللذين كانوا يريدون قافلة التجارة، والتي أسماها الله في كتابه “غير ذات الشوكة” فإنهم بذلك يبتغون عرض الحياة الدنيا، ومهمة المسلمين أكبر من ذلك، وعليهم هزيمة سرية أئمة الكفر “ذات الشوكة”، وحارب المسلمون وهم قلة، وهزموا جيش الكفار، حيث قتل في بدر سبعون من كفار مكة منهم أبي جهل وعتبة بن الربيعة وأمية بن خلف، وقد أقر الله في هذه الغزوة عقيدة الجهاد فهو لا يكون من أجل غنائم أو مكاسب دنيوية.ذكرى غزوة بدر

ترك الجهاد سبب في فساد الدنيا

عظم الله تعالى أجر المجاهدين في سبيله لدفع الظلم والعدوان عن الإسلام والمسلمين، وجعله فريضة، وحذر من يتولى عن الزحف فارا من واجبه، من أجل الخوف على أمور الدنيا، قال تعالى (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ﴾ [ التوبة: 24] ، وقال ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) سورة محمد، كما وعد الله  الشهداء بأجر عظيم، وحياة أبدية في الجنة، قال تعالى (ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ من فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (170)، آل عمران.

النصر من عند الله

كان المسلمون في بدر حوالى 300 مقاتل، وكان جيش المشركين يقارب 1000 مقاتل، وقد أنزل الله تعالى على المؤمنين في بدر ملائكة لتثبت قلوبهم، وألقى في قلوب الكافرين الرعب، ولكن النصر يأتي من الله تعالى في النهاية، قال تعالى (ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله) الأنفال، وقال تعالى ( إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ)، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)) سورة محمد، وهزم المسلمون الكفار عند بئر بدر جنوب غرب المدينة المنورة، وكانت “غزوة بدر” مصدر فخر وعزة في تاريخ المؤمنين الأوائل، ولا يزال المسلمون في العالم يأخذون منها العبر، وقد يؤخر الله النصر لحكمة يعلمها، أهمها ابتلاء ما في صدور البشر وتطهير القلوب، قال تعالى ( وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم) سورة آل عمران.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد