ابتلاء الله لصدور المسلمين وفحص ما في القلوب: من أسباب تأخير النصر

متى نصر الله ؟ سؤال يتبادر في الأذهان عندما يتفشى الظلم ويتأخر النصر، ولكن الله تعالى أجاب على هذا السؤال في القرآن الكريم ( ألا إن نصر الله قريب )، فإذا كان كذلك فلما يتأخر النصر ولما يحتاج إلى الكثير من الآلام وبذل الدماء ؟، وهنا لا نستطيع أن نبلغ حكمة الله تعالى، ولكننا نستعرض بعض الآيات التي أنزلها الله تعالى في كتابه الحكيم، والتي تعلمنا العديد من العبر والدروس.

أسباب تأخير النصر

يبتلي الله الصدور ويختبر القلوب قبل النصر

متى نصر الله ؟

علمنا الله تعالى في كتابه الحكيم الأخذ بالأسباب في كل أهدافنا، وأن الإنسان لا يبلغ غايته إلا بالسعي ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )، وعلى ذلك فرض الله على المسلمين الجهاد لنصرة الحق ودفع الظلم، بما في ذلك من كر وفر وأمل وفرح، وهم وغم، وشهداء وجرحى، وكثرة التضحيات، فلن يأتي النصر هابطا من السماء.

أسباب تأخير النصر
ألا إن نصر الله قريب

وليبتلي الله ما في صدوركم

من أسباب تأخير النصر أن تزداد الأمة إيمانا بالله والتضرع والدعاء له، وقد أنزلت الآيات الكريمة في سورة آل عمران توضح لنا أن تأخير النصر في غزوة أحد كان من أجل تمحيص ما في القلوب وإظهار المؤمن من المنافق (والله عليم بما في الصدور) فالمسلمين انقسموا بعد غزوة أحد بحسب تفسير بن كثير للآية الشريفة 124 من سورة آل عمران إلى فريقين:

  • طائفة مؤمنة صابرة محتسبة حزنت على الخسارة، فرزقها الله تعالى بشعور الأمن والسكينة حتى أنها غشيها النوم رحمة من الله تعالى ولذهاب الغم والحزن.
  • وفريق آخر لم يفكر بموقف المسلمين بعد الغزوة، ولم يحزن على الخسارة ولكن كل تفكيره كان في نفسه، وكان نادما على الخروج للقتال ويلقي التهم على النبي صلى الله عليه وسلم وقادة المسلمين في دفعهم للقتال.

    أسباب تأخير النصر
    آل عمران

الإنسان موقف

لكل إنسان مواقف، حيث يحصي الله تعالى أفعال المرء ومواقفه تجاه أي قضية ويحاسب عليها، ويفتن الإنسان في العام مرة أو مرتين (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) ) التوبة، ويجب على المؤمن أن لا يحيد عن الحق في مواقفه وأن يتصدى للظلم، ويصبر على الشدائد، ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويغيره، وأن يكون له دور في نصرة الحق ما استطاع كما جاء وفي الحديث الصحيح يقول ﷺ: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم في الصحيح.

أسباب تأخير النصر
غزوات الرسول ص

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. رحاب يقول

    اللهم وحد صفوف المسلمين وانصر الإسلام والمسلمين