لماذا ساند الله بني إسرائيل في معركتهم ضد الفلسطينيين في قصة “طالوت وجالوت” الشهيرة؟

يتفاخر العديد من اليهود بأن الله نصرهم وأيدهم في الكثير من المعارك التاريخية، ويزعمون بذلك أن الله يبارك بني إسرائيل، وها هو جيش طالوت ملك بني إسرائيل اليهودي يهزم جيش الفلسطينيين بقيادة “جالوت” الذي قام بقتله نبي الله داود عليه السلام، وتعد قصة “طالوت وجالوت” من القصص الموجودة في كل من القرآن الكريم (سورة البقرة) والتوراة، ولم تختلف الروايتين كثيرا، فما حقيقة تأييد الله تعالى لبني إسرائيل في الحرب ضد الفلسطينيين؟.

قصة طالوت وجالوت

قتل داود طالوت

لماذا ساند الله بني إسرائيل ضد الفلسطينيين؟

الحقيقة أن الله لم ينصر بني إسرائيل على الفلسطينيين فحسب، بل نصرهم على المصريين القدماء أيضا ” قصة غرق فرعون”، فقد نجى الله بني إسرائيل، وأغرق فرعون وجنوده، وترجع القصتين المشار إليهما إلى عصور ما قبل الميلاد، أي قبل ميلاد المسيح عليه السلام، ومن ثم قبل ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم، وقبل الإسلام، فقد أرسل الله نبيه “موسى عليه السلام” في بني إسرائيل، وأرسل أنبياء كثيرون في بني إسرائيل مثل داود وسليمان عليهما السلام، وكانت الديانة اليهودية هي الديانة السماوية عندئذ التي تحظى بتأييد الله عز وجل ضد الكافرين والمشركين، قبل ظهور الإسلام، ودخوله الشام ومصر، قال تعالى ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ) آل عمران، وقال ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) 164 آل عمران، فجاء الدين الإسلامي لكافة الأمم السابقة من أجل محو الشرك والكفر وليخرج العالمين من الظلمات إلى النور ومن الضلال للحق وأيد الله المؤمنين بنصره.

قصة طالوت وجالوت
جيش طالوت يعصون الله ويشربون من النهر

رحمة الله يكتبها للمسلمين

وردا على ادعاءات بعض الصفحات اليهودية أن الله يقف بجانب بني إسرائيل، وأن آيات القرآن الكريم تقر بذلك، أن الله تعالى أبلغ اليهود أن رحمته سبحانه لن تكون لكم إلا باتباع دين الإسلام الذي يحل لهم الطيبات ويضع عنهم الأغلال.

قال تعالى (۞ وَٱكْتُبْ لَنَا فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةًۭ وَفِى ٱلْـَٔاخِرَةِ إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِىٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنْ أَشَآءُ ۖ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ (١٥٦) ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلْأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَـٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَـٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ) 157 من سورة الأعراف.

قصة طالوت وجالوت

إنها قصة حدثت في الأراضي المقدسة بفلسطين، بعد وفاة نبي الله موسى عليه السلام، حيث غضب الله تعالى على بني إسرائيل، ومات موسى قبل أن يدخل بني إسرائيل الأرض المقدسة، ولكنهم دخلوا بعد ذلك وقتلوا الأطفال وحرقوا الأشجار، ودعوا الله أن يجعل لهم ملكا فبعث الله عليهم طالوت ملكا ويسمونه في التوراة “شاؤول”، وزاده الله بسطة بالعلم والجسم ولم يعجب اليهود اختيار الله طالوت، وقالوا نحن أحق بالملك منه لأنه فقير، ولكن الله بعث معه آية وهي تابوت به بعض ممتلكات نبي الله موسى وجاءت الملائكة تحمل هذا التابوت من أجل إطفاء السكينة، وخرج اليهود مع قائدهم “طالوت” لمقابلة جيش جالوت، وتكثر في التوراة الصراعات بين بني إسرائيل والفلسطينيين وأحيانا يسمونهم “العماليق”، والحقيقة أن في قصة طالوت وجالوت بالقرآن الكريم ما يدين أيضا بني إسرائيل، حيث أنهم فشلوا في أول إيتلاء أو امتحان إلهي، حيث قال لهم ملكهم أن الله مبتليكم بنهر فلا تشربوا منه إلا غرفة باليد صغيرة، ومن شرب منه فقد كفر، فشربوا جميعا، إلا القليل منهم أطاعوا الله، وهذا القليل فقط هو من انتصر، حيث خرج من هذا القليل، نبي الله داود عليه السلام فقتل جالوت، لأن الله يقف بجانب المؤمنين، ولم ينتصر جيش طالوت إلا بعد ما قام الله بابتلائه وتمحيصه، فبقى منه القليل من المؤمنين فهزموا جيش الكافرين الذي كان متمثل في جيش جالوت حينذاك ( وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم)، (وما النصر إلا من عند الله).



عن الكاتب:
اترك رد