ملخص عن عقيدة اليهود أو بني إسرائيل من كتاب مقارنة الأديان للدكتور أحمد شلبي

يأتي كل دين ويعتبر ما قبله ضلالا وهرطقة، فهذا كان موقف اليهود من المسيحية، وكان موقف اليهود والمسيحية من الإسلام، فكل دين من الأديان السماوية الثلاث يؤمن بالدين الذي قبله، ولا يؤمن بالذي جاء بعده، ولا يراه يستحق البحث والدراسة، ونظرا للصراع الذي لا ينتهي بين العرب واليهود، وتحت شعار ” اعرف عدوك ” نعرض هذا البحث عن عقيدة بني إسرائيل، من خلال كتاب مقارنة الأديان للدكتور “أحمد شلبي ” رحمه الله أستاذ التاريخ الإسلامي السابق، في كلية دار العلوم جامعة القاهرة.

عقيدة اليهود أو بني إسرائيل

هيكل سليمان المزعوم

عقيدة بني إسرائيل

من الناحية الواقعية، لم يهتم بنو إسرائيل بالمصدر الحقيقي للعقيدة وهو السماء، وانساقوا خلف مصادر أخرى، حيث أنهم عاشوا سنين صراع وتشرد بعد موت نبي الله موسى عليه السلام، كتبوا خلالها العهد القديم والتلمود وبروتوكولات حكماء صهيون، وأصبحت هذه الكتب التي كتبوها بأيديهم هي المصدر الحالي للعقيدة اليهودية، فلم يستطيعوا أن يستقروا على عبادة الله الواحد، وكانت عبادتهم مادية نفعية، وكان هذا سببا في كثرة أنبياء بني إسرائيل، مثل داود وسليمان وعيسى، حتى يردهم الله إلى التوحيد، وينزع من قلوبهم التفكير المادي، ويحل مكانه التفكير الروحاني.

عقيدة اليهود أو بني إسرائيل
طقوس عبادات يهودية

الله عند “اليهود ” يهوه “

يسمى الله الواحد الأحد بالعربية “الله”، وبالانجليزية “God”، وبالهندوسية “Tuhan “، وبالعبرية ” يهوه “، حيث أن ليهوه عند اليهود أوصاف حسية، مثل:

  • جاء في سفر الخروج أن يهوه كان يسير أمام جماعة بني إسرائيل في النهار في عمود سحاب وفي الليل في عمود نار ليضيء لهم.
  • جاء في التوراة أيضا أن يهوه كان يسير وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق، أي أن له رجلين مثل البشر.
  • ورد في التوراة أيضا أن الله طلب من بني إسرائيل أن يميزوا بيوتهم بدم كباش مضحاة حتى يعرفها ولا يضربها مع باقي بيوت أهالي مصر، وفي هذا تصور جاهل عن علم الإله فهو لا يستطيع التمييز.
  • في العهد القديم ” من أجل ذلك حمى غضب الرب على شعبه ومد يده عليه، وضربه حتى ارتعدت الجبال، وصارت كالزبل في الآزفة “، هم مؤمنون بأن إذا أصابهم مكروه بأنه غضب من الله، وأنه يعاقبهم لأفعالهم.
  • جاء في التوراة أن نبي الله موسى جاء ينصح ” يهوه ” ويعنفه إذ قال موسى ليهوه ” ارجع عن حمو غضبك، واندم على الشر بشعبك، ماذا يقول عنك الناس إذا سمعوا بفعلتك ؟”.

    عقيدة اليهود أو بني إسرائيل
    يوم الغفران اليهودي

مراحل عبادة اليهود ليهوه

تمر مراحل عبادة اليهود إلى ثلاث مراحل:

  • عبادة قبل بناء الهيكل: كانت العبادة في بداية دعوة نبي الله موسى هي التوحيد ليهوه.
  • العبادة وقت الهيكل: ارتبط يهوه عند اليهود بالهيكل، حيث بنى نبي الله سليمان عليه السلام الهيكل في فلسطين ( أورشليم )، ومن هذا الحين يعتقد اليهود أن هيكل سليمان هو مقر الآله، وقد نفروا في البداية من الهيكل ثم أحبوه عندما تمت زخرفته، ثم وضعوا فيه الأصنام مثل بعل، ورموز الشمس والقمر.
  • بعد إحراق الهيكل: دمر الملك يوشيا المذابح والأصنام ليعبدوا يهوه الآله الواحد، وصاحب هذه المرحلة الأسر البابلي، وكان اليهود محتارون هل أسر معهم يهوه في السجن أم كان مع من يعيشون في فلسطين، وبعد ذلك أتفقوا أن يهوه مع كل منهم أيا كان، وكانت خطوة جيدة هامة.

    عقيدة اليهود أو بني إسرائيل
    حائط المبكى

ديانة عنصرية

ترتبط ديانة اليهود بشعب معين فقط، حيث قفل اليهود ديانتهم عليهم، وأن يهوذا ربهم وحدهم، وللشعوب آلهة أخرى، وهي ليست ديانة تبشيرية، ولا يريدون أن يعتنقها غيرهم، وتسرب البعض للديانة عن طريق النسب فقط.

الآخرة والبعث

لم تكن مسألة الألوهية تشغل بال اليهود إلا من خلال التطلع إلى المنفعة المادية من وراء الآله، حيث يعتقد اليهود في الأعمال، ولا يعتني بمسألة الإيمان عكس الديانة المسيحية، بينما يجمع الإسلام وهو العقيدة الوسط بين الإثنين، ” إن اللذين آمنوا وعملوا الصالحات”. وينقسم اليهود في اعتقادهم في البعث إلى قسمين:

  • قسم وجد حياة سعيدة في الدنيا فقد حصلوا على الجانب المادي من رضا الآله وليس لهم بعث.
  • قسم عاش حياة التشرد ولم يسعدوا في الدنيا فإن من حقهم البعث لينالوا نصيبهم من النعيم.

    عقيدة اليهود أو بني إسرائيل
    نسخة قديمة من كتاب التوراة

الشعب المختار

  • حيث جاءت في التوراة ” أنا الرب إلهكم الذي ميزكم عن الشعوب، تكونون لي قديسين لأني قدوس، أنا الرب وقد ميزتكم عن الشعوب لتكونوا لي”، حيث بالغ اليهود في التلمود وحكماء صهيون في عرض أفضليتهم عن شعوب العالم، حيث ذكروا أن الفرق بين الإنسان والحيوان هو الفرق بين اليهود وباقي البشر.
  • والحقيقة أن القرآن الكريم وضح أن الله تعالى فضل بني إسرائيل، حيث رزقهم الطيبات والنبوة وغيرها” وفضلناكم على العالمين” ، ثم بعد ذلك غضب عليهم ولعنهم لكفرهم وعبادتهم العجل، وقتلهم الأنبياء.

المسيح المنتظر

جاء في سفر أشعيا 9:6-7، “يولد لنا ولد، ونعطي أبنا، وتكون الرياسة على كتفه”، وتكرر هذا المعنى في كتب اليهود أي أنهم ينتظرون المسيح الذي يجعلهم رؤساء العالم، ولذلك رفض اليهود المسيح عليه السلام، وصلبوه لولا أن نجاه الله، لأنه جاء ينصحهم بالإيمان ويخرجهم من التفكير المادي ويقول لهم ” أحبوا أعداءكم” بدلا من أن يجعلهم لملوك العالم كما ينتظرون.

علم فلسطين

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد