رحلة ليلة الإسراء والمعراج..هل كانت بالروح أم بالجسد؟

كان يوما فارقا بين الحق والباطل، إذ ارتد حديثو العهد بالإسلام، ومن كان إيمانهم ضعيفا، فور سماعهم حديث الإسراء والمعراج، كيف يستطيع بشر أن يذهب في ليلة واحدة، في عصور لا تعرف وسائل المواصلات الحديثة، من مكة إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السماء السابعة، ويقابل الرسل السابقين، ويتحدث مع الله تعالى، ويفرض على المسلمين الصلوات الخمس.

رحلة ليلة الإسراء والمعراج..هل كانت بالروح أم الجسد؟

رحلة الإسراء والمعراج

يوم عظيم له دلالات

إنه حقا يوما عظيم للإسلام والمسلمين، وله دلالات، وقد أثبتت الواقعة بالقرآن الكريم، في سورة سميت باسم هذه الواقعة “الإسراء”، حيث تحدثت السورة عن إسراء النبي من المسجد الأقصى إلى السموات العلا، ثم تحدثت عن نهايات إفساد بني إسرائيل، وكأن المقصود هو ربط إفساد اليهود بالمسجد الأقصى المبارك، ولم يكن اليهود لها دولة عندئذ، بل كانوا قبائل متفرقة، كان معراج النبي للسماء معجزة، حيث أن النبي (ص)، أسرى بالجسد والروح معا، وليس كما شكك البعض، في أن الإسراء والمعراج كان بمثابة حلم للرسول (ص) وكان بالروح فقط، فإن كان كذلك فلماذا كانت معجزة، ولماذا ارتد الكثيرون عن الإسلام بعد هذه الواقعة نتيجة عدم تصديقها، فإن كان حلم فالجميع يستطيعون الحلم بأي شئ، ولا عجب في ذلك.

الإسراء بالروح والجسد معا

  • حيث قال أحد الحكماء، أن الزمن يتناسب عكسي مع قدرة الفاعل، فكلما كان الفاعل ضعيفا، كان الزمن أطول، فالسفر بالجمال غير الحصان، والسفر بالطائرة غير الصاروخ، ما بالك والفاعل في رحلة الإسراء والمعراج هو أمر الله تعالى بالقيام بهذه الرحلة، حيث أراد الله التخفيف من أحزان النبي في بداية الدعوة.
  • يموت البعض في الصين وآخر في بلاد العرب، وآخرين في بلاد أخرى فكيف يقبض “عزارائيل” ملك الموت الأرواح في نفس الوقت، أمر الله يجعل ملك الموت لديه القدرة على ذلك، كقدرة أحدنا على إطفاء العديد من مصابيح الكهرباء بمفتاح واحد.
  • ونقول كما قال أبو بكر الذي أسماه النبي (ص) بالصديق بعد تصديقه بواقعة الإسراء والمعراج فور سماعه بها، لم يكن أبا بكر قد قابل النبي (ص)، هذا اليوم بعد، عندما أخبروه بحديث الإسراء والمعراج وقالوا ” هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟، وجاء قبل أن يصبح” فقال مقولته الشهيرة ” إن قالها فقد صدق، فإني أصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بوحي يؤتيه من السماء في غدوة أو روحة”.

رحلة الإسراء والمعراج

في منتصف الليل جاء جبريل عليه السلام، ليبشر النبي صلى الله عليه وسلم برحلة عظيمة، حيث قال جبريل “استعد فإنك ضيف الله هذه الليلة”،فخرج النبي إلى باحة المسجد الحرام، حيث وجد ” الملاك ميكائيل” ومعه دابة بيضاء تشبه الحصان وهي البراق، ركب النبي مع جبريل وميكائيل عليهما السلام البراق، إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، ووجد كل الأنبياء هناك كما جاء في الأثر الصحيح، واصطفوا كلهم للصلاة خلف النبي محمد (ص)، ثم عرجوا نحو السماء كل نبي في مكانه، وفتحت للرسول محمد (ص) أبواب السموات، وسلم على الأنبياء ثم علا وعلا حتى وصل عرش الرحمن، وفرضت الصلوات الخمس في هذا اليوم.

ليلة الإسراء والمعراج
المسجد الأقصى تحت الاحتلال الصهيوني

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد