ما هو فضل صيام يوم عاشوراء؟ وما هو حكمه؟

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من الشهر الهجري “محرم”، وهو أحد الأيام المهمة في التقويم الهجري الإسلامي. ويعد صيامه من السنن المؤكدة، وقد جاء في الحديث الشريف العديد من الفضائل المرتبطة بصيامه. سنتعرف في هذه المقالة على بعض فضائل صيام يوم عاشوراء وأحكامه.

فضل صيام يوم عاشوراء

فضل صيام يوم عاشوراء

حيث تحتل الأيام العشر الأولى من شهر محرم منزلة كبيرة في قلوب المسلمين، وذلك لاحتوائها على أيام عظيمة تحمل فضلا وثواباً عظيماً. من بين هذه الأيام العشرة هو يوم عاشوراء، الذي يُعتبر يوماً مباركاً، ويحمل العديد من الفضائل والأجر العظيم عند صيامه.

فضائل صيام يوم عاشوراء

  • غُفران الذنوب: فعن أبى قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ التي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في “صحيحه”. وبالتالي، فإن صيام يوم عاشوراء هو مغفرة للذنوب ويساعد في تطهير النفس من الخطايا.
  • قضاء الحوائج: يُعتقد بأن صيام يوم عاشوراء قد يُيسر قضاء الحوائج ويساعد على تحقيق الأمنيات، لأن الصائم دعوته مستجابة في وقت الإفطار.
  • سنة عن نبي الله موسى عليه السلام: وَرد في الحديث الشريف أن النبي موسى عليه السلام كان يصوم يوم عاشوراء احتفالاً بفصل البحر وبنجاة بني إسرائيل من فرعون، وعلى هذا الأساس يسعى المسلمون لاتباع هذه السنة.
  • مقاومة البدع: يوم عاشوراء هو أيضًا يوم للتمييز بين عبادة الله الحقة ومحاربة البدع والتحذير من الشرك والابتعاد عن الطرق الضالة.

أحكام صيام عاشوراء

“يوم تاسوعاء وعاشوراء”: يُفَضل صيام اليوم التاسع من شهر محرم إلى جانب يوم عاشوراء.

وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يصوم في يوم عاشوراء، وأنه كان يشجع المسلمين على صيامه؛ لأن الله -عز وجل- نجا فيه نبي الله موسى عليه السلام وقومه وأهلك فرعون وقومه، لذا فيستحب لكل مسلم ومسلمة أن يتقرب إلى الله بصيام هذا اليوم شكرًا لله عز وجل، ويستحب كذلك أن يصوم المسلمون يومًا قبله أو يوما بعده؛ لمخالفة اليهود في ذلك، وإن رغب المسلم في صيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر معا فلا بأس؛ لأنه روي عن النبي ﷺ أنه قال: “خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده” وفي رواية أخرى: صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده.

و على المسلم أن يستغل هذا اليوم العظيم لطلب المغفرة والقرب من الله، والالتزام بسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم في صيامه والابتعاد عن جميع البدع. وأن يجعل هذا اليوم فرصة للتوبة والتطهير، وللتمسك بسنة الرسول وتعاليمه النبيلة.

  • تقوية الإيمان والعبادة: صيام يوم عاشوراء يعزز الإيمان ويقرب المسلم من الله، فالشخص يتحرَّى مرضاة الله والقرب منه من خلال هذا العمل الصالح.
  • تعزيز الصبر والاحتساب: يتطلب الصيام صبرًا واحتسابًا، فالشخص يُدرك مدى قوة صبره وقدرته على تحمُّل الصعاب والامتناع عن الطعام والشراب لفترة طويلة.
  • فرصة للتوبة: يعد يوم عاشوراء فرصة للتوبة والاستغفار، والعودة إلى الله بنية صادقة للتخلُّص من الخطايا وتجديد العهد بالعبادة والتقوى.
  • التقرب بين الناس: يشارك المسلمون حول العالم في صيام يوم عاشوراء، مما يؤدي إلى تعزيز الروح الجماعية والتضامن في المجتمع الإسلامي.

بعض الأسئلة المتداولة حول صيام يوم عاشوراء

  1. “هل يجب صيام يوم عاشوراء؟”: الصيام في يوم عاشوراء ليس فرضاً، بل هو سنة مؤكدة، والأجر والفضل كبير لمن يصوم في هذا اليوم.
  2. “هل يجوز صوم يوم عاشوراء فقط؟”: نعم، يجوز صوم يوم عاشوراء فقط بدون صيام اليوم التاسع، ولكن الأفضل أن يكون هناك تعاقب في الصيام بصيام يوم التاسع أو التاسع والعاشر.
  3. “ما هو الوقت المناسب للصيام؟”: يوم عاشوراء يوافق اليوم العاشر من شهر محرم، ويُفضل صوم مع صيام اليوم التاسع لاكتساب الأجر الأكبر.

يمكن للمسلم أن يستغل هذا اليوم العظيم لتحقيق الأجر والمغفرة وتقوية الإيمان. ومن المهم أن نتذكر أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا فرصة لتحسين السلوك والأخلاق والتواصل الإنساني.

التحذير من البدع والمفاسد المحتملة

على الرغم من الفضائل والثواب الكبير المرتبطة بصيام يوم عاشوراء، إلا أنه من المهم التأكيد على ضرورة تجنُّب البدع والأفعال المخالفة للسنة النبوية في هذا اليوم العظيم. بعض الناس يتبعون عادات وتقاليد غير مشروعة، مما يؤدي إلى تحوُّل هذه المناسبة الدينية إلى احتفالية غير مقصودة.

من البدع المنتشرة في بعض المجتمعات:

  1. النوم في نهار يوم عاشوراء: يقوم بعض الأشخاص بالنوم طوال نهار يوم عاشوراء بدعوى أنَّها تعتبر من الأيام الحزينة. لكن لا أصل لهذا العمل في السنة النبوية، والصوم هو الأفضل في هذا اليوم.
  2. التجمُّل والاحتفال: يتجه بعض الأشخاص إلى الاحتفال والتجمُّل في يوم عاشوراء بأشكال مختلفة. ومع أن الاهتمام بالمظهر الحسن ليس محرَّمًا في حد ذاته، إلا أن التركيز على هذه الأمور قد يمنع حصول الأجر الحقيقي لصيام هذا اليوم.
  3. الحزن المفرَط: يتجنَّب البعض الابتهاج والضحك في يوم عاشوراء وينصب تركيزهم على الحزن والبكاء. على الرغم من أهمية التفكُّر في أحداث يوم عاشوراء وتأمُّل ما مر به النبي موسى وقومه، إلا أن الاحتفال والابتهاج بالعبادة والقرب من الله هو جزء مهم من هذا اليوم أيضًا.

توصيات ونصائح ليوم عاشوراء

  • توجيه النية إلى الله: قبل بدء الصيام، والتأكد من أن نيتك خالصة لوجه الله تعالى وأنك تصوم هذا اليوم للتقرُّب منه والتطهُّر من الخطايا.
  • الالتزام بالسُّنَّة النبوية: يُوصَى بالالتزام بالسُّنَّة النبوية في الصيام والابتعاد عن البدع والممارسات الغير مشروعة.
  • الاستغفار والتوبة: يمثِّل يوم عاشوراء فُرصة ممتازة للتوبة والاستغفار من الذنوب والتقرُّب إلى الله بالدُّعاء والإلحاح في الطلب منه.
  • الصدقة والإحسان: يمكن أيضًا أن تكون هذه المناسبة فُرصة لتقديم الصدقة والإحسان للفقراء والمحتاجين، ومساعدة الأسر المحتاجة في هذا اليوم الخاص.
فضل صيام يوم عاشوراء
فضل صيام يوم عاشوراء


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد