اعتكاف النساء في المنزل، شروطه وكيف يكون؟

مع بدء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والتي يحرص فيها المسلمون على التقرب إلى الله -عز وجل- بمختلف الأعمال الصالحة والعبادات والتي منها الاعتكاف، ويتساءل بعض الناس عن كيفية الاعتكاف بالنسبة للنساء في البيت، وعن شروط الاعتكاف.

شروط اعتكاف النساء في البيت

الاعتكاف هو عبادة وسُنة سواء للرجال أو للنساء على حد سواء، فثبت عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه كان يعتكف في شهر رمضان في العشر الأواخر، كما ثبت أنه كان يعتكف في وجود بعض نسائه معه، واعتكفن بعد ذلك من بعده.

ووفقا لدار الإفتاء المصرية، فإن المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة هي مكان الاعتكاف، ويشرع للمعتكف أن يكثر من قراءة كتاب الله ومن الذكر والاستغفار والدعاء والصلاة في الأوقات غير المنهي عنها.

وأكد الشيخ “محمد عبدالسميع”، وهو أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز الاعتكاف بالنسبة للنساء في مصلاها في بيتها التي تصلي فيه، حيث تعتكف فيه سواء كان هذا المصلى حجرة أو ركنا تصلي فيه وتتعبد به، فتعتكف فيه ولا تخرج منه، وتعكف وتلزم قراءة كتاب الله والذكر والتسبيح والدعاء والعبادات وغير ذلك من الأعمال الصالحة.

مبطلات الاعتكاف

وأكدت الدار أن ما يبطل الاعتكاف هو الجماع أو الخروج من المسجد عن عمد بغير حاجة وكذلك الحيض والنفاس، فهما مبطلان للاعتكاف بالنسبة للمرأة بسبب عدم وجود شرط الطهارة، وكذلك من مبطلات الاعتكاف ذهاب العقل سواء بسبب جنون أو سكر.

كما قالت الدار أن جماع المرأة بقصد هو مفسد للاعتكاف، وأن المباشرة سواء باللمس أو التقبيل لشهوة حرامٌ عند الاعتكاف.

هل يجوز للمرأة أن تعتكف في المسجد؟

والاعتكاف في المساجد محبوب ومشروع بإجماع الأمة، للرجل والأنثى وخصوصا  في العشر الأواخر من شهر رمضان ارتجاء لليلة القدر وثوابها، التي هي خير من ألف شهر.

فقد روى في «صحيح البخاري ومسلم » عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ».

و قال مستشار مفتي الجمهورية الشيخ ” مجدي عاشور” في فتوى له سابقة، أن الاعتكاف يجب أن يكون في المسجد كما جاء في كتاب الله، حيث استشهد بقول الله تعالى «ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد»، فقال أن الطواف والاعتكاف شرطهما أن  يكونا في المسجد.

وقال أنه في حال أن المرأة لا تستطيع أن تذهب للاعتكاف في المسجد بسبب ظروف بيتها وأسرتها، يمكن لها أن تصلي في مكان الصلاة في البيت وتتضرع إلى الله وتناجيه وتدعوه، وتناجيه وتحدثه أنها لا تستطيع أن تعتكف في المسجد لأنها ملزمة بأمور المنزل أو بأمور تربية الأولاد وباقي شؤون الأسرة الأخرى، ووضح أن صلاة المرأة في منزلها بهذه النية وهي ترغب في الاعتكاف ولكن الظروف هي التي منعتها فإنها تأخذ أجر الاعتكاف بالنية إن شاء الله.

كما أكد “عاشور ” أنه طالما أن هناك مانع قد منعها من الذهاب للاعتكاف في المسجد فإن اعتكافها في المنزل جائز، وأكد أنه يوجد هناك مذهبين في خصوص أمر اعتكاف، فهناك من يقول أنه يجوز للمرأة أن تعتكف في منزلها في مصلاها، ولكن وفقا للمذهب الشافعي فإن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد، وأضاف أنه يمكن للسيدة أن تأخذ بالمذهب المناسب لها، ويمكن لها أن تخصص ركنا خاصا في منزلها حتى تعتكف فيه وخصوصا للسيدة التي لا تستطيع أن تخرج من بيتها للاعتكاف إما بسبب عذر أو بسبب أي من الأعمال الخاصة بتربية الأولاد.

مدة الاعتكاف

ووفقا لما وضحته دار الإفتاء فإنه يجوز لمن يذهب ليصلي صلاة الجماعة عندما يدخل المسجد أن ينوي أن يعتكف مهما كان وقت قضاءه فيه حتى لو كان الوقت قصيرا حتى يحصل على الثواب، ووضحت الدار أنه يجوز أن للمسلم أن يعتكف شهرًا لو أراد، بشرط أن لا يضيع أي من واجباته الدنيوية والدينية.

فوائد الاعتكاف

والمقصود من الاعتكاف هو الانقطاعُ عن الناسِ والتفرغ فقط لطاعةِ الله من أجل طلب الثواب والأجر من الله وخصوصا في العشر الأواخر من رمضان لإدراكِ ليلة القَدْرِ التي هي خير من ألف شهر،  ووفقا لما أشارت إليه الدار، فإنه يجب على المعتكف أنْ ينشغل بقراءة القرآن والصلاةِ والذكر والعبادةِ، وأن يتَجنَّب اللغو وما لا يهمه من حديثِ الدنيَا، وألا يخرج من المسجد إلا لحاجة.

ما هي شروط الاعتكاف؟

وكان من هدي وسنة النبي صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان، والتفرغ لعبادة الله.

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عنهُمَا قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ». [أخرجه البخاري].

وقالت الدار أنه وفقا لبعض الفقهاء، فإنه يصح للمسلم أن ينوي أن يعتكف في المسجد خلال وقت تواجده فيه حتى ولو كان هذا الوقت قليلا.

وأكدت أنه على الشخص المعتكف أن يملأ وقته بالأعمال الصالحة المختلفة وأن يكثر من ذكر الله ومن التسابيح وقراءة القرآن والاستغفار وألا يضيع وقته في غير ما قد شرع الاعتكاف من أجله.

كما وضح مركز الأزهر العالمي للفتوى شروط الاعتكاف، فذكر أن الاعتكاف له شروط لا يصح إلا بها، ومنها:

الإسلام فبالتأكيد لا يقبل الاعتكاف إلا من مسلم.

الطهارة ويقصد بها الطهارة من الحدث الأكبر، فلا يصح مثلا الاعتكاف من نفساء أو جنب أو حائض.

أن تكون النية ابتغاء وجه الله.

أن يكون الاعتكاف في مسجد تقام فيه صلاة الفرائض جماعة.

ما يباح للمعتكف

ويباح للمعتكف عدة أمور ومنها الكلام المباح الذي دعت إليه الحاجة، أو الخروج لحاجة لا بد منها مثل التداوي لو كان مريضا، أو تصفيف الشعر، وتقليم الأظافر، وتنظيف البدن، ولبس أفضل الثياب، والتطيب بأجمل الطيب.

وله أن يأكل ويشرب في المسجد أو ينام فيه بشرط أن يحافظ على صيانته ونظافته.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد