تعد الإساءة للأطفال والعنف المنزلي من المشاكل واسعة الانتشار في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. وينشأ العنف الأسري إما نتيجة لجهل الأبوين بأصول التربية، أو لمفاهيم بالية تسيطر على تفكيرهم، لذا فإنّ زيادة التوعية وتوجيه النصح هو أول طريق الحد من العنف المنزلي والإساءة للأطفال.
أساليب عقابية قاسية عن موقع البلاد
أشكال العنف المنزلي ضد الأطفال
يتخذ العنف المنزلي أشكالا مختلفة، منها العنف البدني والعنف النفسي، والإهمال الذي يتسبب في وقوع الأذى على الصغار، كما تتراوح درجته ما بين الضرر البسيط، والأضرار الجسيمة التي تستوجب توقيع العقوبة على المخطئ.
لذلك تعتبر الحكومة السعودية مواجهة الإساءة للأطفال والعنف المنزلي من الأولويات الوطنية، وقد اتخذت العديد من الإجراءات لمكافحتها وحماية حقوق الأطفال والأفراد، لذلك اتخذت العديد من التدابير، وسنت القوانين التي توفر حماية الأطفال، والحد من العنف المنزلي، وعلى سبيل المثال فقد تم إصدار قانون الحماية من العنف الأسري في عام 2013، الذي يعاقب الأفراد الذين يرتكبون أعمال عنف داخل المنزل، كما خصصت خطا ساخنا لتلقي الشكاوى أو لطلب العون.
وسائل الدولة السعودية من أجل الحد من العنف المنزلي ضد الأطفال
يعد نشر التعليم بين كافة مستويات الشعب إحدى القضايا الكبرى المتعلقة بالحد من ممارسة العنف ضد الأطفال، مع تضمين البرامج التعلمية المزيد من الإرشادات والنصائح بشأن وسائل التربية السليمة واستبدال العنف بأساليب تربوية تبتعد عن استخدام العنف البدني، بما يجنب الصغار الكثير من الأزمات النفسية، التي تؤثر سلبا على حياتهم المستقبلية. لذلك توجه المملكة جهودها لنشر التعليم الجيد بين المواطنين، كما وجهت اهتماما خاصا بتعليم المرأة وتمكينها وتوعيتها بشكل مستمر كأحد وسائل علاج العنف المنزلي ضد الأطفال، والمساعدة على إنشاء أجيال تتمتع بصحة نفسية جيدة، اكتسبت الثقة بالنفس والقدرة على تحقيق النجاح، فالأم هي ركيزة الأسرة الأساسية التي تتولى بناء أجيال جديدة تتمتع بالصحة والقوة والصلابة.
تضافر جهود المملكة عن طريق وزاراتها المختلفة مع منظمات المجتمع الفني لمواجهة العنف المنزلي
ونظرا لما يمثله العنف ضد الصغار من مشاكل جسيمة، فقد تضافرت جهود الدولة في مكافحته، متمثلة في وزارة الشئون الاجتماعية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، بمشاركة وزارة الإعلام، والعديد من منظمات المجتمع المدني.
أيضا اهتمت الدولة بالوعي والتثقيف عن طريق تنظيم المزيد من حملات التوعية بين المواطنين، حول أساليب التربية الحديثة، ومضار استخدام العنف مع الصغار، وذلك باستخدام وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، وإقامة المحاضرات والندوات، وتقديم البرامج والمسلسلات التي تتناول العنف الأسري وتظهر مضاره ووسائل تجنبه.
وفي نفس الوقت تشجيع الدولة المتضررين على طلب المساعدة والتبليغ عن حالات العنف التي تمارس في محيطهم، ووفرت العديد من المراكز الخاصة لتقديم الدعم والمساعدة لضحايا العنف المنزلي، من خلال الدعم النفسي، والاجتماعي، والقانوني، تتولاه أخصائيات اجتماعيات مؤهلات ومدربات على تقديم المشورة والنصح، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للحلالات، مع المتابعة المستمرة حتى الاطمئنان الكامل على الحالة، مع السعي إلى تحسين ظروف حياتهم الأسرية.
سن القوانين الرادعة لمواجهة العنف ضد الأطفال
في المقابل تم سن القوانين لمعاقبة مرتكبي العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال وفقًا للقوانين السعودية. تشمل العقوبات القانونية السجن والغرامات وغيرها من العقوبات حسب حدة الجريمة.
مع توجيه الجهود نحو مكافحة العنف المنزلي وحماية الأطفال، يأمل المجتمع السعودي في تحقيق تحسن مستمر في هذه القضية الحساسة وتوفير بيئة آمنة وصحية للأفراد والأسر.
اقرأ أيضا
