السيجارة الإلكترونية هل هي آمنة، خطيرة، أم غامضة؟

السيجارة الإلكترونية أو ما يطلق عليه الشباب الـ “vaping” هو نوع جديد من التدخين ظهر مؤخراً بين الشباب لأسباب متعددة، أهمها الاعتقاد أن السيجارة الإلكترونية أقل ضررا من التدخين التقليدي، وهذا ما يعنينا في هذا المقال، ولكن قبل أن نبدأ الخوض في هذا الموضوع الخطير، دعونا نتعرف على بداية ظهور هذا النوع من التدخين وآلية إنتاج هذا البخار الكثيف الذي تخرجه السيجارة الإلكترونية.

حقيقة السيجارة الإلكترونية

بداية ظهور السجائر الإلكترونية

كانت البداية في الصين على يد الصيدلي الصيني “هون ليك” عام 2003 حين أعلن عن فكرة تبخير محلول “البروبيلين جليكول” باستخدام موجات فوق صوتية تقوم بتسخين المحلول الذي تم خلطة بنسب محددة من النيكوتين، لدرجة حرارة معينة، فينتج كمية من البخار الكثيف بنكهات مختلفة يتم خلطها بالمحلول.
والآن ندخل على الجزء الأهم في موضوعنا، هل السيجارة الإلكترونية آمنة تماما؟ أم أنها اشد خطرا من سيجارة التبغ التقليدية، أم أنها لا تختلف كثيرا، وكذلك نحتاج للإجابة عن سؤال مهم آخر، هل السيجارة الإلكترونية تساعد على الإقلاع عن التدخين؟ وحتى نجيب عن هذه الأسئلة نعرض لك عزيزي القارئ نتائج اهم الأبحاث التي أجريت على السجائر الإلكترونية للإجابة عن هذه التساؤلات، دعونا نبدأ بالسؤال الثاني،

هل السيجارة الإلكترونية تساعد في الإقلاع عن التدخين؟

في الحقيقة ما تقوله الدراسات التي أجريت على هذا الاعتقاد، تخالفه بنسبة كبيرة، فالدراسات أثبتت أن احتمال الإقلاع للشخص الذي يستخدم السيجارة الإلكترونية تقل بنسبة 28% عن مدخن التبغ التقليدي، والآن نجيب على السؤال الأول والأهم.

ما هي أضرار السيجارة الإلكترونية؟

  • في دراسة أجرتها وزارة الصحة البريطانية عام 2015 على السجائر الإلكترونية أثبتت أن هذا النوع من التدخين أقل ضررا من تدخين التبغ بنسبة تصل إلى 95%، أي أن ضرر السيجارة الإلكترونية يمثل فقط 5% من أضرار التدخين التقليدي، ولكن مهلا عزيزي القارئ، لم تتعرض هذه الدراسة لعامل نفسى مهم جداً لدى المدخنين، ألا وهو أدمان النيكوتين، هذه المادة السامة، فطبقا للدراسة انت تتخلص من أضرار المواد الضارة بسجائر التبغ التقليدية والتي تصل إلى 4800عنصر ضار، ولكنك ستظل أسير للنيكوتين.
    بالرغم مما أحدثته نتائج هذه الدراسة من أثار طيبة لدى مدخني السجائر الإلكترونية، إلا أنها أضرت كثيرا غير المدخنين لأنها شجعت فئات جديدة من غير المدخنين على التدخين الإلكترونية بعد أن أثبتت أضراره البسيطة، ليدخل أعداد كبيرة من الشباب والمراهقين في دوامة أدمان النيكوتين، والذي أكدته دراسة أخرى حيث أثبتت أن السيجارة الإلكترونية قد تكون بوابة لإدخال الشباب والمراهقين في تدخين مواد أخرى أشد خطورة.
  • دراسة أخرى أجريت في عام 2009 على البخار الخارج من السيجارة الإلكترونية، أثبتت أن هذا البخار يحتوى على مواد مميتة قد تسبب السرطان، بالرغم من أنها أقل كثيرا من السيجارة التقليدية، إلا أنها لا تزال موجودة ومميتة.
  • كما أجريت أكثر من دراسة عام 2013 عن تأثير السجائر الإلكترونية على جسم الإنسان ووظائفه الحيوية أثبتت أن السجائر الإلكترونية تسبب كل من (التهاب في الفم والزور، ارتفاع ضغط الدم، الصرع، تعب في الصدر، صداع، مشاكل في الرؤية، الم في البطن)
    وفي احدث دراسة قام بها باحثون من جامعة نيويورك الأمريكية عام 2018، أثبتت هذه الدراسة أن السجائر الإلكترونية تسبب تشوه وتدمير للحامض النووي (DNA) وسرطان الرئة والمثانة، وكذلك أمراض القلب.
  • وفي الختام عزيزي القارئ بالرغم مما يعتقده البعض من تضارب في نتائج الدراسات بين مركز أبحاث وأخر أو جامعة وأخرى، إلا انه يبقى الخطر الأكبر حتى الآن في غموض تأثير السجائر الإلكترونية على المدى البعيد، فكما وضحنا، أن هذا النوع من التدخين حديث العهد على الإنسان ولذلك لم تظهر نتائجه كاملة حتى الآن، ولذلك لا يمكن أن نصف السجائر الإلكترونية بالأمنة أو الخطيرة ولكن يجب أن نصفها بالغامضة، ولذلك فالأقلاع عن التدخين بكل انواعه هو الطريق السليم، وهنا نحن نقدم لك بداية الطريق من خلال مقالنا أسهل طرق الاقلاع عن التدخين

اقرأ أيضا

فوائد ورق الجوافة


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد