من قاطفات القطن في باكستان إلى الطهي النظيف في النيجر..قصص نجاح لحلول مناخية عادلة جندريا

تعد النساء أكثر الفئات تضررا بالتغيرات المناخية وخاصة في الدول النامية، ولذا كان يوم الجندر في قمة المناخ 27 من أجل تحقيق المساواة “الجندرية “بين الجنسين للتكيف تحدثت فعاليات هذا اليوم على دور المرأة في التعامل مع جميع جوانب التحدي المتعلق بتغير المناخ.

جيترود كينيانجي مسئولة في مجموعة المرأة والنوع الإجتماعي (WGC) وهي إحدى المجموعات المعنية باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي تبذل جهوداً هائلة لضمان المساواة بين الجنسين وأصوات النساء وحقوقهن في الحسبان حيث تقدم ما يطلق عليه حلول مناخية عادلة جندريا، التقينا بها ضمن إحدى فاعليات قمة المناخ بشرم الشيخ، تحدثت عن الحلول المناخية التي تقدمها مجموعة المرأة والنوع الإجتماعي، وقصص النجاح التي كان لها تأثيرا إيجابيا على وضع المرأة في العديد من المجتمعات المحلية في عدد من الدول.

تقول جيترود أن الجماعة المعنية بالمرأة وشئون النوع الإجتماعي تعمل بشكل ناشطٌ على تحقيق المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة، وضمان سياسة مناخية عادلة ومتكافئة فيما يتعلق بالتأثيرات المناخية والقدرة على التكيف معها.

جيترود كينيانجي

فالحلول لمستقبل أفضل أكثر استدامة موجودة فعلًا وحان الوقت لتوسيع نطاقها والمطالبة بالتغيير، وتعتمد هذه الحلول على معايير محددة أهمها توفير المساواة في الحصول على المنافع للنساء والرجال والشباب، السعي إلى التخفيف وعدم زيادة العبء على حجم العمل الذي تقوم به المرأة، تمكين المرأة عن طريق تحسين التنقل وتأمين سبل العيش، الأمن الغذائي، وتحسين الصحة والحصول على المياه، مشاركة المرأة في صنع القرار.

بالنسبة للحلول التي تقدم للمرأة منها حلول مناخية تقنية ذات بعدٍ جندري (كمجال الطاقات المتجددة أو تقنيات التأقلم) وحلول مناخية غير تقنية (كأن تكون إيجابية، أو تحدث تغييراً في عادات الاستهلاك أو تساهم في بناء القدرات وتعزيز القدرة على الصمود) وحلول ومبادرات مناخية تحويلية ذات بعدٍ جندري أو نسائي (تهدف لإحداث تغيير على المستوى الحوكمي أو المؤسساتي أو الاجتماعي)

الزراعة المبتكرة

من أبرز قصص النجاح مشروع العمل من أجل الشباب والبيئة في الكاميرون، تدريب 300 مرأة على زراعة الأغذية العضوية عام 2019باستخدام أساليب زراعية مبتكرة ومتكيفة مع المناخ، وتدريبهم على نظم الزراعة المائية والنظام الغذائي المائي لمواجهة انعدام الأمن الغذائي وإنشاء فرص اقتصادية في المناطق المتضررة من الجفاف، كما درب المشروع 1000 فتاة في المدارس الابتدائية والثانوية على الأنشطة العملية في مجالات العلوم والتكنولوجيا ومهارات ريادة الأعمال وإنتاج الغذاء، وقد ساهمت هذه التدريبات في تقليل انبعاثات الغازات السامة، تخفيض الحطب وأخشاب الغابات و(الاستعاضة عنها بمصادر طاقة من الغاز الحيوي) بنسبة 50%.

الأشجار المحلية

قامت إحدى منظمات المجتمع المدني بالأردن بتقديم نموذجا علميا مستداما لاستعادة النظام البيئي والربط بين النوع البيولوجي واستعادة مستجمعات المياه ومساعدة النساء والشباب على كسب الدخل من خلال السياحة البيئية وإدارة مشاتل الأشجار المحلية(صنوبر حلب، خروب، شجيرات السرمق) وتوظيف النساء البدويات، وقد دربت المنظمة 43 امرأة محلية ليصبحن عالمات مواطنات من أجل زراعة الأنواع المحلية، ومنع تآكل التربة، ودعم إعادة تغذية المياه الجوفية، يوفر المشروع فرص عمل خضراء دائمة وموسمية مع وصول متساو للنساء والرجال والإدماج الإجتماعي والممارسات الواعية بيئيا، ساهم المشروع في توفير استهلاك المياه بنسبة الثلثين في منطقة شبه قاحلة بفضل حفظ مستجمعات المياه.

مواقد نظيفة

يعد قطاع الطهي المنزلي أكبر مستهلك للطاقة في نيجيريا، مع استخدام 80-90% وقود حيوي، خاصة خشب الوقود، مما يسبب انبعاثات غازات دفيئة وتلوث للهواء، وفي محاولة للتخفيف من ذلك قامت منظمة أمن الطاقة للمرأة الريفية بتوزيع مواقد طهي نظيفة وبأسعار مقبولة لسد الفجوة في هذا القطاع، وقد ساهم هذا المشروع في الحد من تلوث الهواء في الأماكن المغلقة للأسر، وخفض الكربون الأسود في 100 أسرة تقريبا أي حوالي 345 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

عاملات الزراعة

و في باكستان قامت إحدى مؤسسات المجتمع المدني بدعم مطالب العاملات في الزراعة خاصة قاطفات القطن، لتحسين ظروف العمل والخدمات الصحية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث تم وضع استراتيجية مبتكرة للمناصرة تربط بين العدالة الاجتماعية والعدالة المناخية مع دفع صانعي السياسات على تنفيذ قانون حماية المرأة العاملة في الزراعة عام 2020.

حدائق حضرية

في إحدى المناطق المحرومة بشمال ليما تمكنت نساء -مدربات كبناءات- من بناء جدرانا ترابية على طول التلال لتطوير حدائق حضرية مجتمعية، تستخدم المياه الرمادية في المنازل للري، كما أصبحت المدرجات -التي يستفيد منها أكثر من 40 ألف نسمة- والمنازل والطرق أكثر صلابة ومقاومة للزلازل والأمطار الغزيرة، وتحول 5000 متر مربع من الأراضي البور إلى حدائق ومساحات خضراء منتجة، ما يقلل من الجرائم والعنف القائم على النوع الإجتماعي الذي كان يرتكب في هذه الأراضي البور، فضلا عن النباتات التي تمتص الانبعاثات السامة وتحسن نوعية الهواء والحياة وتحقق الأمن الغذائي.

و في كينيا وتحديدا في المراعي القاحلة بمقاطعة كاجيادو، تم إنشاء مركز للمعلومات المناخية بالتشاور مع 40 من قادة المجموعات المحلية، وتم تدريب 600 امرأة على زراعة المحاصيل وتربية الدواجن وتربية النحل القادرة على التكيف مع المناخ، ما أدى إلى تحسين سبل عيش 2805 من أفراد المجتمع.

الدورة الشهرية ليست ترفا

في مقدونيا الشمالية، تتغيب 90% من الفتيات في المناطق الريفية و75%منهن في المدن عن المدرسة بين يومين وخمسة في الشهر، بسبب التكلفة المفرطة لمنتجات الدورة الشهرية وعدم كفاية مرافق الصرف الصحي. ولمعالجة فقر الدورة الشهرية، دربت إحدى منظمات المجتمع المدني، 5000 امرأة في المجتمعات الريفية الفقيرة على إنشاء مشروعهن الاجتماعي لتصنيع وبيع فوط صحية آمنة بيئيا وقابلة لإعادة الاستخدام، وقد قلل ذلك بنسبة 10% من استخدام البلاستيك لنظافة الدورة الشهرية حيث تم التخلص من 6 متر من البلاستيك شهريا تسبب التلوث والانبعاثات، كما قادت المنظمات حملات إعلامية تطالب بتخفيضات ضريبية على منتجات الدورة الشهرية، ومرافق الصرف الصحي اللائقة في المدارس والجامعات العامة.و كان الأثر المناخي لهذا المشروع خفض البصمة الكربونية بما يعادل 0.3 كغ من ثاني أكسيد الكربون لكل شخص في السنة، القضاء على نفايات البلاستيك السامة من منتجات الدورة الشهرية، تعزيز الاقتصاد الدائري من خلال الترويج للفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام.

عالمات حافيات

هن 30 امرأة من السكان الأصليين من التاميل، عززن قدراتهن على ربط المعارف البيئية التقليدية بالأساليب العلمية الحديثة لمراقبة تأثيرات المناخ في غاباتهن وأنهارهن ومزارعهن ورصدها فالمراقبة العملية لكبار وكبيرات السن في القرية، وكذلك جمع البيانات وتحليلها باستخدام النمذجة الرقمية، تمكن المجموعات النسائية المحلية من قيادة اجراءات المناخ، المناسبة والمكيفة داخل مجتمعاتهن، كما أطلقن مشاتل الغابات والحدائق المطبخية المجتمعية، ومبادرات حماية مصادر المياه وقريبا مؤسسة مجتمعية لحفظ البذور.

 النزوح المناخي

شهدت منطقة ماراثونا في الهند خمس موجات جفاف خطيرة منذ عام 2010، أسفرت عن ديون وانتحار مزارعين وهجرة مناخية، ولا تعترف الدولة بالمزارعات كعاملات زراعيات ولا مالكات أراضي، ما يحول دون حصولهن على الإعانات العام، لذا أنشأت منظمة أيرث رفيجو مجموعة أدوات قانونية للاستجابة لحالات الطوارئ، للدفاع عن الحقوق ورفع صوت المزارعين والمزارعات الذين ضربتهم الكوارث المناخية، وتم وضع نظام للحماية يشمل 3000 مزارع من الإناث والذكور يفتقرون إلى حقوق الأرض والعمل، كما يؤثر بشكل غير مباشر في أكثر من 25000 شخص مهددين بالهجرة المناخية.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد