مافيا إعلانات أدوية بير السلم.. تهدد صحة المصريين

ظاهرة ليست جديدة، استطاعت التسرب إلى العديد من وسائل الإعلام المختلفة، ولكنها انتشرت بشدة منذ سنوات، وخاصة مع ظهور القنوات الفضائية مجهولة الهوية، إنها الإعلانات التجارية التي تسوق أحد المنتجات التي يدعي أصحابها أنها تشفي المرضى، إذا قاموا بالاتصال الآن وشراء المنتج.

اعلانات ادوية بير السلم خطر يهدد صحة المصريين

ومع تطور تقنية الإعلانات، أصبحت أكثر تأثيرا في جمهور المشاهدين في المدن والأرياف على السواء، وحقق أصحابها الملايين على مدار سنوات طويلة، ثمنا لبيع الوهم على شاشة التليفزيون.

بالطبع، يعد الإعلان أهم مصادر دخل أي وسيلة إعلامية مهما كان توجهها أو إدارتها المالكة، وبدونه ربما تغلق أبوابها خلال شهور معدودة، لذلك فإنها تحرص كل الحرص على استقبال الإعلانات بأي طريقة، بل إنها تقدم التخفيضات والإغراءات للمعلنين أينما وجدوا لاختيار هذه الوسيلة عن تلك.

وبالتالي لن تكون وسائل الإعلام مهمة كثيرا بمضمون المادة الإعلانية ما دامت ملتزمة بالآداب العامة ولا تخرج عن السياق العام، أما محتواها الطبي وضررها الكبير على صحة الناس، فإن له إدارات وجهات أخرى أولى بالاهتمام به.

مافيا بيع الوهم يكسبون المليارات على حساب المواطن

فاصوليا بيضاء داخل علبة دواء فيتامينات بالإسكندرية

لا أعفي وسائل الإعلام من نشر مثل هذه الإعلانات دون التأكد أنها تحمل أوراقا ثبوتية موثقة من جهات رسمية تثبت صحة ما جاء فيها من معلومات، لكن مسؤوليتها تأتي في المرتبة الثانية من بعد جهات أخرى، وحتى وزارة الصحة لا احملها المسؤولية كاملة كونها الجهة المنوط بها منح الشهادات والصلاحيات لكل ما يسمح بيعه داخل السوق المصرية من أدوية أو أشباهها.

لكن أن يتم الإعلان عن القبض على  أحد أصحاب الإعلانات الوهمية والتحقيق معه حول المنتجات التي يسوقها ليل نهار على الفضائيات، والتي خرجت من تحت بير السلم دون شهادات صحية موثقة تثبت ادعاءاته، في نفس الوقت الذي يكون هذا الطبيب مقبوضا عليه ورهن التحقيقات، يكون الإعلان عن منتجاته مازال يذاع على بعض الفضائيات ليل نهار دون خجل، لأن هذه الفضائيات لا تقدم أي محتوى إعلامي جيد باستثناء إذاعة أغان أو أفلام مسروقة يتخللها هذه الإعلانات التي تعد مصدر التمويل الوحيد لها.

الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج يكشف الخطوات الفعلية لمكافحة الأخبار الوهمية

ربما تكون قضائيات مجهولة وليس لنا سيطرة مباشرة عليها، وربما أشياء أخرى كثيرة خارجة عن إرادتنا في معالجة الظاهرة، لكن هناك بالتأكيد طريقة ما تمنع انتشار مثل هذه الإعلانات التي يتعامل معها المواطن البسيط على أنها من المسلمات، ثم تودي بحياته أو تصيبه بالمزيد من الأمراض المزمنة.

هناك اتفاقيات كثيرة في مختلف المجالات بين دول المنطقة وبين دول العالم، داخل المنظمات والتحالفات الإقليمية وكذلك الدولية، ونستطيع من خلالها إبرام اتفاقيات وبروتوكولات، تحرم إذاعة مثل هذه الإعلانات حتى على الفضائيات مجهولة الهوية، لأنها أولا وأخيرا تبث عبر أقمار صناعية تمتلكها جهات معروفة يمكن الاتفاق معها.

خطر إعلانات أدوية بير السلم، يفوق خطورة أي مرض آخر، لأن ضحايا المرض مهما كان خطيرا، تنحصر في المصابين به فقط، أما هذه الأدوية فإنها تصيب جمهور عريض، وتؤثر بصورة مباشرة على الوضع الصحي العام للمواطن والدولة.

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد