البيت الأبيض يعلن موافقة إسرائيل على وقف العمليات في شمال قطاع غزة لمدة أربع ساعات يوميًا

رويترز – وفقًا لتصريحات البيت الأبيض، أعلنت إسرائيل موافقتها على وقف العمليات في شمال قطاع غزة لمدة أربع ساعات يوميًا اعتبارًا من يوم الخميس، يُعتبر هذا الوقف الجزئي للقتال خطوة أولى لإنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من شهر، الذي أسفر عن آلاف القتلى والجرحى، تهدف الفترات المحددة للهدنة إلى السماح للمدنيين بالفرار عبر ممرين إنسانيين، وتعتبر خطوة أولى مهمة نحو استعادة الاستقرار في المنطقة.

وأوضح جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن الجانب الإسرائيلي أُبلغ بأنه لن يتم تنفيذ أي عمليات عسكرية في المناطق المستهدفة خلال فترة الهدنة، وأن هذا القرار يبدأ اليوم، وتم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد مناقشات جرت بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك المحادثات التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

من جانبها، أكدت إسرائيل أن هذا الوقف الجزئي لإطلاق النار سيعود بالفائدة على حماس، وتشدد على أن خصومها لديهم مراكز قيادة مدمجة في المستشفيات بالقطاع، من جهة أخرى، يجتمع مسؤولون من نحو 80 دولة ومنظمة لتنسيق المساعدات الإنسانية في باريس لبحث سبل مساعدة المدنيين الجرحى في غزة وتخفيف الحصار الذي يعانون منه.

وعلى صعيد متصل، أفاد شهود عيان بأن آلاف الفلسطينيين يفرون من الشمال المحاصر إلى الجنوب عبر طريق محفوف بالمخاطر، بعد أن طلبت إسرائيل منهم الإخلاء، وفي الوقت نفسه، يعيش الكثير من السكان في المناطق المستهدفة في الشمال، ويعانون من ظروف صعبة حيث تندلع المعارك البرية حولهم وتتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية.

لا مكان للجوء إليه

لجأ آلاف الفلسطينيين إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، على الرغم من أوامر إسرائيل بإخلاء المنطقة التي تحاصرها، حيث يتحصن النازحون في خيام تمتد في أرض المستشفى، ويؤكدون أنهم ليس لديهم مكان آخر يمكنهم الذهاب إليه.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن إسرائيل طلبت من سكان الشمال التحرك جنوبًا مرة أخرى، بينما لا يزال القصف يستهدف الطريق الرئيسي، مما يعرض النازحين للخطر.

وقال شاهد عيان يدعى خالد أبو عيسى، بعدما عبر مع عائلته إلى الجنوب عبر وادي غزة: “رأينا جثثًا متحللة لأشخاص في سيارات مدنية، مدنيين مثلنا، وليس سيارات عسكرية أو رجال مقاومة”.

وصرح أحد السكان الذي طلب عدم الكشف عن هويته أنه عبر مع زوجته وستة من أطفاله، وأضاف: “يتعين عليك أن تحمل بطاقة هويتك بيدك وترفعها عند مرورك بجانب الدبابات الإسرائيلية، ثم تمشي عدة كيلومترات بحثًا عن ملجأ”.

وتعرضت المناطق الجنوبية أيضًا لهجمات منتظمة، وأفاد شهود عيان أن سكان خان يونس، أكبر مدن جنوب قطاع غزة، يقومون بالبحث بين الأنقاض عن ناجين صباح الخميس بعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية مبنىً.

وتصاعدت التوترات أيضًا على خطوط أخرى، حيث أفادت جماعة حزب الله اللبنانية بأنها أطلقت صواريخ عبر الحدود على إسرائيل، فيما قام الجيش الإسرائيلي بالرد بوابل من المدفعية.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عشرة فلسطينيين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مداهمة مدينة جنين ومخيم اللاجئين المجاور في الضفة الغربية المحتلة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة بدون طيار مجهولة الهوية اصابت مبنى مدنيًا في مدينة إيلات الساحلية بجنوب إسرائيل، مما تسبب في أضرار طفيفة فقط.

يجدر الإشارة إلى أن الصراع الحالي بين إسرائيل وحماس قد أثار قلقًا كبيرًا على الصعيد الدولي، وتمت مطالبة الأطراف المتصارعة بوقف العنف والسعي للتوصل إلى حل سلمي، وتستمر المساعي الدبلوماسية لإحلال السلام وإنهاء الأعمال العدائية في الشرق الأوسط، وتدعمها عدة دول ومنظمات دولية تعمل على تخفيف حدة التوتر وإيجاد حلول سياسية للصراع. المصدر وكالة رويترز للأنباء.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد