إطلاق صواريخ من غزة باتجاه اسرائيل بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى والتعدي على المصلين

دخلت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى في القدس قبل فجر يوم الأربعاء واشتبكت مع المصلين مما أثار رد فعل غاضب من الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية المحتلة وإطلاق صواريخ من غزة  باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وجاء الاعتداء الإسرائيلي، خلال شهر رمضان المبارك وعشية عيد الفصح اليهودي، وسط مخاوف من اندلاع التوترات المتصاعدة خلال عام من العنف المتصاعد في المسجد الأقصى.

إطلاق صواريخ من غزة باتجاه اسرائيل بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى والتعدي على المصلين

رد إسرائيلي عنيف

وقد أُطلق ما لا يقل عن تسعة صواريخ من غزة خلال الليل، مما أدى إلى غارات جوية من إسرائيل استهدفت ما قالت إنها مواقع إنتاج أسلحة تابعة لحركة حماس، مما أدى إلى حدوث انفجارات هزت الأرض، والتي سُمعت في جميع أنحاء القطاع الساحلي المحاصر، وبحسب شهود عيان قالوا: أن الدبابات الاسرائيلية قصفت أيضًا مواقع لحماس على طول السياج الحدودي في الجزء الجنوبي من قطاع غزة.

وبحلول اليوم، بدا أن الوضع هدأ، لكن الهلال الأحمر الفلسطيني قال إن 12 فلسطينيا أصيبوا بجروح، بما في ذلك الرصاص المطاطي والضرب، في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية، وأضاف أن القوات الإسرائيلية تمنع مسعفيها من الوصول إلى المنطقة.

اقتحام وحشي

وقال شاهد عيان وفق وكالة رويترز، يدعى فهمي عباس، وأحد المصلين في المسجد: “في ساحة الجزء الشرقي من المجمع، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، لقد كان مشهدًا لا أستطيع وصفه”، ثم اقتحموا الداخل وبدأوا في ضرب الجميع، واحتجزوا الناس ووضعوا الشباب على الأرض ووجوههم إلى الأرض بينما استمروا في ضربهم.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، انفجار الألعاب النارية، وظهور الشرطة وهي تضرب الناس داخل أحد مباني المسجد، وأظهر تسجيل مصور للشرطة دخول الشرطة المبنى بينما انفجرت مفرقعات في الظلام.

تعليق الشرطة الإسرائيلية على واقعة الاقتحام

ومن جهتها قالت شرطة الاحتلال في بيان إن وحدات الأمن أجبرت على دخول المجمع بعد أن حبس ما أسمته محرضون مقنعون أنفسهم داخل المسجد بالألعاب النارية والعصي والحجارة.

وقالت الشرطة إنه “بعد فشل العديد من المحاولات المستمرة لإخراج الأفراد من المسجد باستخدام الحوار، أجبرت الشرطة على دخول المجمع لإخراج الأفراد”.

وقال بيان الشرطة “طوال تواجد قوات الشرطة في المجمع، تم إلقاء الحجارة وتفجير العديد من المفرقعات النارية داخل المسجد من قبل العديد من المخالفين للقانون ومثيري الشغب”، مضيفا أن ضابطي شرطة قد أصيبا.

وأضاف البيان، أن الشرطة اعتقلت وأبعدت أكثر من 350 شخصًا تحصنوا بالداخل، وقال وزير الأمن القومي المتشدد ايتمار بن غفير في بيان “قامت الشرطة بعمل جيد”.

وقضى الآلاف من المصلين الليل في مجمع المسجد، وسط مخاوف من اشتباكات محتملة مع زوار يهود للموقع، الذي يقدسونه على أنه جبل الهيكل، موقع المعبدين القديمين لليهودية.

إدانة

وقوبل الحادث برد فعل حاد من الدول العربية، حيث أصدرت الأردن ومصر، اللتان تشاركان في الجهود الأخيرة التي تدعمها الولايات المتحدة لتهدئة التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، بيانات منفصلة تدين بشدة الحادث، بينما قالت المملكة العربية السعودية، التي تأمل إسرائيل في تطبيع العلاقات معها، إن “اقتحام” إسرائيل للمسجد الاقصى قوض جهود السلام.

وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس: إن إطلاق الصواريخ الليلة الماضية كان ردًا على غارة الشرطة على المسجد الأقصى وأظهر أن إسرائيل لن تكون قادرة على فصل غزة عن الضفة الغربية، وأضاف: قاسم إن “القصف الصهيوني على غزة كان محاولة فاشلة لمنع غزة

ونددت قيادة السلطة الفلسطينية بما أسمته اعتداءات إسرائيل على المصلين ووصفتها بأنها جريمة، وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “نحذر الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة، الأمر الذي سيؤدي إلى انفجار كبير”.