موسيماني الهارب.. والإعلامي متعدد الوجوه والضمائر

العقد شريعة المتعاقدين، واي نص تمت الموافقة عليه وتضمنه العقد يحكم أطراف التعاقد في حالة الاتفاق أو الاختلاف، وهذه الطبيعة القانونية للتعاقد في كافة المجالات وليس في المجال الرياضي فقط، وفي حالة مدرب الأهلي السابق، بيتسو موسيماني الذي نستطيع وصفه بالهارب قياسا على وصف كارتيرون مدرب الزمالك السابق الذي ترك الفريق فجأة مثل موسيماني ولكن بناء على نصوص العقد.

موسيماني هرب من الاهلى على طريقة كارتيرون

الأهلي قولا واحدا لم يكن ينوي إقالة موسيماني على الأقل حاليا، لأن الوقت وظروف الفريق لا تسمح بتغيير الإدارة الفنية، وكان الهدف من المباحثات مع الرجل امتصاص غضب الجماهير والسوشيال ميديا، واتخاذ بعض الإجراءات لضمان تخطي مرحلة خسارة نهائي إفريقيا من ناحية، والعودة إلى الانتصارات محليا دون خسارة المزيد من النقاط من ناحية أخرى.

رسميًا.. الأهلي يفسخ عقد موسيماني.. وصدمة يفجرها المدرب قبل الرحيل

المهم، أن موسيماني هو الذي قرر ترك النادي الأهلي، في وقت يحتاج الفريق إلى خدماته، ومع ذلك انسحب من إدارة الفريق ولم يحضر مباراته في الكأس، وفي اليوم الثاني أعلن رحيله رسميا، حتى وإن قال الأهلي أنه تم فسخ العقد بالتراضي، وهو نفس ما حدث مع كارتيرون مدرب الزمالك السابق، الذي دفع الشرط الجزائي حسب العقد وأنهى تعاقده رسميا.

الإعلام مازال يطلق على كارتيرون لقب الهارب، ووجه اللوم لإدارة الزمالك السابقة عندما قررت التعاقد معه مرة أخرى وعودته لتدريب الفريق، لكن لم يطلق أحد على موسيماني لقب الهارب رغم أنه ترك الفريق دون موافقة الأهلي، بل سارع الجميع إلى إعلان فسخ التعاقد بالتراضي بين الطرفين بخلاف الحقيقة، لأن الحالة لم تكن في وضع التفاوض على تجديد العقد، ولا كانت جلسة تفاوض جديدة لتمديد أو لتجديد الثقة.

الإعلامي، وليس المقصود به شخص معين، بل كل إعلامي ينطبق عليه هذا الوصف، يتبنى استراتيجية النادي الأهلي وإدارته، وأحيانا يطبق سياسته الخاصة في نشر أخبار الأهلي على أنها أخبار مصر، وبالتالي ضرورة تجنب إثارة أي مشاكل من الممكن أن تضر بالصالح العام، فيحرص على تقديم المبررات، وصياغة الخبر مكتوبا أو مسموعا ومرئيا بما يناسب وضع النادي الأهلي وسمعته وحجمه في الداخل والخارج.

الزمالك فوق صفيح ساخن.. لماذا رحل كارتيرون؟

والغريب أن هذه المدرسة تأتي بمبررات وطنية وقومية وشعبية وأشياء أخرى كثيرة لتبرير توجهها، ثم تصاب بانفصام في الشخصية، وتظهر عليها علامات المهنية والضمير الإعلامي “النائح” عندما يتعلق الأمر بأندية أخرى، وتجد النجم الكبير يتحجج أنه إعلامي يتعامل بمهنية مع الخبر، وحق الجماهير في معرفة الكواليس والأسرار والشهيق والزفير، ويخلق عناوين حارة، حتى لو كانت الجنازة مفيش.

الإعلام ركن مهم جداً في المنظومة الرياضية، ولا بد أن يوحد المبادئ والقياسات التي يتعامل مع الأندية والشخصيات الرياضية بناء عليها، دون التفرقة بين ناد وآخر، بسبب الشعبية أو النجوم أو غناه وفقره، وعلى الإعلامي الذي ينتمي إلى هذه المدرسة، أن يعلم جيدا أن المتلقي أذكى مما يتخيل ولا ينسى بسهولة، ولديه الوعي الكافي للحكم عليه وعلى من ينتهج نفس الطريقة، وإذا أراد العدالة عليه ألا يحتكم إلا لضميره الإعلامي والمهني فقط دون النظر إلى الألوان والألقاب والأسماء.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    أحسنت هو ده حال البلد سواء انديه أو منتخب دى جينات وراثيه لا تنتهى