ماذا يحدث في ليلة القدر؟

من الليلة الـ 21 من شهر رمضان المبارك أطلق الفقهاء لفظ “العشر الأواخر” وتِلك الأيام هي “الثلث الأخير” من الشهر، وهي أيام معدودات تستمر إلى نهاية الشهر المُعظم رمضان حال كان مُكتملاً أي “ثلاثون يوماً”، وحال كان الشهر ناقصاً فتكون تِلك الأيام “تسع وعشرين يوماً”، ولكن في العشر الأواخر نجد أن هُناك تساؤلات عِدة وتحديداً عِند تحري تِلك الليلة العظيمة التي وصفها الله عز وجل بأنها “خير من ألف شهر” ومن تِلك الأسئلة “ماذا يحدث في ليلة القدر؟”.

ماذا يحدث في ليلة القدر

كيف أقضي العشر الأواخر من رمضان؟

كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يزيد من الاجتهاد والعمل بالثلث الأخير من شهر رمضان، وذلك استناداً لما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة – رضي الله عنها حيث قال “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ”، وفي ليل رمضان يكون إحياء الليالي بالتهجد والذكر والصلاة وقراءة القرآن الكريم وتدبر آياته والدعاء والاعتكاف وإخراج الصدقات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من العشر الأواخر يقوم بـ:

• الاغتسال بين المغرب والعشاء.
• إيقاظ أهله.
• اعتزال نساءه.
• في وقت السحور يكون عشاءه.
• إحياء الليل.

في ليلة القدر ماذا يحدث؟

هُناك العديد من الأمور الجليلة والعظيمة التي تحدث في ليلة القدر، وسوف نُوضح لكم ماذا يحدث في ليلة القدر:

توزع الآجال والأرزاق في ليلة القدر

الله عز وجل في ليلة القدر يأمر ملائكته للقيام بكتابة مقادير البشر التي سوف تقع في ذات العام، وتُنسخ تِلك المقادير باللوح المحفوظ، وذلك لقول الله عز وجل “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ”، ولذلك في ليلة القدر تُكتب الأعمار، وتُكتب بها مقادير الأمن والحرب، والصحة والمرض، والرزق والغنى وجميع الأحوال، وكُل الأمور التي أراد الله عز وجل وقوعها في ذلك العام فهو وحده عالم الغيب، فقال الله عز وجل “قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ”.

مغفرة الذنوب

في ليلة القدر يغفر الله ذنوب كُل من أقامها إيماناً واحتساباً وأخلص نيته إلى الله عز وجل، وذلك لما جاء عن أبي هريرة – رضي الله عنه أن قال – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.

في ليلة القدر تتنزل الملائكة

في ليلة القدر تتنزل الملائكة بالخير والرحمة على العباد، وتتنزل على من قام بالقيام والصلاة والتضرع إلى الله عز وجل، فينزل الملائكة ويسلمون على القائمين من العبادة ويدعون لهم ويسلمون عليهم، وفي مُقدمتهم ينزل جبريل – عليه السلام، وقال الله عز وجل “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ”، ففي ليلة القدر لا تكون هُناك بقعة في الأرض إلا وبها ملك قد نزل بأمر ربه حتى تكون الأرض ضيقة بهم، حيث جاء عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى”.