دعاء يوم الجمعة في رمضان.. يقضي عنك جميع ديونك.. أوصى به النبي علي ابن أبي طالب

دلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودل أصحابه رضوان الله عليهم، على كل خير يمكن يحصلوا عليه في الدنيا والآخرة، ونهاهم عن كل شر، ومن وصاياه صلى الله عليه وسلم لأصحابه الدعاء، الذي هو أسمى العبادات عند الله سبحانه وتعالى، وخاصة في هذا الشهر الفضيل الذي قرنه عز وجل في كتابه العزيز بفرض الصيام، وذكره عقب آيات الصوم فقال: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان”، وفي ذلك اليوم المبارك يوم الجمعة الذي فيه ساعة إجابة.

وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بكلمات لو قالها موقن بها وهو مديون لقضى الله عنه جميع دينه، ثم أوصى علي كرم الله وجهه بها بعض الناس عندما وجده في حاجة إليها، ونوضح لكم ذلك الدعاء عبر السطور التالية.

دعاء قضاء الدين

روي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، أنَّ مُكاتبًا جاءه فقال: «إني قد عجزتُ عن مُكاتبتي، فأعني قال: ألا أُعلِّمك كلمات علَّمنيهنَّ رسولُ الله ﷺ، لو كان عليك مثل جبل صيرٍ دَيْنًا أدَّاه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمَّن سواك»، وهو حديث أخرجه الترمذي، وقال: حسنٌ غريبٌ.

معنى الحديث

ورد في الحديث لفظ «المكاتَب» بفتح التاء، هو الذي عُلِّق عتقُه على مالٍ مُعينٍ مُحددٍ يدفعه لسيده نجومًا، يعني: يُعطيه في كل شهرٍ مثلاً مبلغًا مُحددًا حتى يستوفي ما كُوتِبَ عليه، كأن يُكاتَب مثلاً على مئة ألفٍ، فيُقال: تعمل وتكتسب وتبذل في كل شهرٍ كذا، فإذا أدَّى ذلك المبلغ يكون حرًّا.

وقد جاء هذا الرجل إلى عليٍّ رضي الله عنه، وذكر أنَّه قد عجز عن مُكاتبته، وعجز عن أداء هذا المال، فهو يُريد الإعانة بالمال، أو ربما يستشيره، أو نحو ذلك، فقد يكون ذلك في أيام خلافة عليٍّ، ليرد عليه عليّ رضي الله عنه بقوله: «ألا أُعلِّمك كلمات علَّمنيهنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، لو كان عليك مثل جبل صبيرٍ..؟»، هكذا ضبطه: «صبير»، وبعضهم قال: «صير»، وجبل صيرٍ يقولون: هو جبلٌ لطيِّئٍ، أما جبل «صبيرٍ» فيقولون: إنَّه جبلٌ في اليمن كبيرٌ جدًا، واسمه الآن «صَبِر».

وبهذه الكلمات اليسيرة التي يستطيع كل أحد أن يحفظها أوصى علي رضي الله عنه المكاتب أن يرددها، فقال له: «قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمَّن سواك».


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد