هل الدرنقة الجراحية تنقض الوضوء.. دار الإفتاء تجيب

يحتاج بعض الأشخاص بسبب حالتهم الصحية، إجراء عمليات جراحية تتضمن تركيب ما يعرف بـ”الدرنقة الجراحية” التي تمتلأ بالدم، وهو الأمر الذي يجعل الكثير من المرضى يشكون في صحة وضوئهم بسبب الدم الذي يعتبر نجاسة، وهو ما ورد به سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول أثر تركيب درنقة جراحية على الوضوء، فهناك شخصٌ أجرى عملية استئصال كيسٍ دهنيٍّ، وتم تركيب درنقةٍ جراحيةٍ له؛ فهل خروج الدَّم من موضع الجرح ونزوله في هذه الدرنقة ينقض الوضوء شرعًا.

هل الدرنقة الجراحية تنقض الوضوء..

أثر الدرنقة الجراحية على صحة الوضوء

أوضحت دار الإفتاء المصرية أنّه لا ينتقض وضوء الشخص المذكور بخروجِ الدم مِن موضع الجرح ونزولِهِ فيما يُعرف بـ”الدرنقة الجراحية”، قليلًا كان هذا الدم أو كثيرًا، ولا حرج عليه في ذلك شرعًا.

ما هي الدرنقة الجراحية؟

الدرنقة الجراحية أو ما تعرف باسم أنبوب التصريف الجراحي، هي عبارة عن أنبوب بلاستيكي يوضع بعد الجراحة داخل الجرح الموجود في جسم المريض؛ لتصريف القيح أو الدم أو أيِّ سوائل أخرى، ومَنْع تراكمها داخل الجرح، وتقليل فرص الإصابة بالعدوى.

حكم الوضوء مع وجود الدم الخارج من غير السبيلين

ووفقاً لدار الإفتاء فقد اتفق الفقهاء على أنَّ الدَّم السائل من جسد الإنسان بكثرةٍ، يعدُّ من جملة النجاسات؛ كما في “مراتب الإجماع” للعلامة ابن حزم (ص: 19، ط. دار الكتب العلمية)، و”التمهيد” للعلامة ابن عبد البر (22/ 230، ط. وزارة الأوقاف المغربية)، و”بداية المجتهد” للعلامة ابن رشد (1/ 83، ط. دار الحديث)، و”المجموع” للإمام النووي (2/ 55، ط. دار الفكر)، و”فتح الباري” للحافظ ابن حجر (1/ 352، ط. دار المعرفة).

ومع اتفاقهم على نجاسته، إلَّا أنهم اختلفوا في اعتبار الدَّم الخارج من غير السبيلين من نواقض الوضوء أو لا.

والمختار للفتوى: أنه غير ناقضٍ للوضوء؛ قليلًا كان هذا الدم أو كثيرًا، وهذا مذهب المالكية، والشافعية، وهو المروي عن أم المؤمنين السيدة عائشة، وعبد الله بن عمر، وابن عباس، وابن أبي أوفى، وجابر، وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين، وسعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله بن عمر، والقاسم بن محمد، وطاوس، وعطاء، ومكحول، وربيعة، وأبي ثور رحمهم الله جميعًا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد