هل الحزن والغضب والاكتئاب هي طاقة سلبية؟ ‌

يقول الباحث والطبيب الألماني إدزارد إرنست، المتخصص بالطب البديل:
“نحن نضع عبارة ’طاقة سلبية‘ بين قوسين لسبب بسيط: وهي أنّها من نسج خيال الحالمين”.
ويؤكّد على ذلك أيضاً الباحث المساعد في جامعة أكسفورد دايفيد غرايمز:
“تقوم فكرة الطاقة السلبية على تعريفٍ واهٍ لكلا المصطلحين. (الطاقة والسلبية ) وكذلك على سوء الفهم”.
 إذن:
وفقاً للمجتمع العلمي، “الطاقة السلبية” هي ليست شيئاً “أثيريّاً” يسافر عبر المكان والزمان ويغيّر المصير ويجذب الحظ السيء وما إلى ذلك من الأمور.
ولكن! قد يستخدم البعض مصطلح “طاقة سلبية” للإشارة إلى المشاعر والأفكار السوداوية، وتأثيرها على من حولنا. مثل الضغط النفسي الذي يصيبنا عند التعامل مع شخص كثير الشكوى.
لذا عند النظر إليها من هذه الزاوية، يمكننا أن نتفهّم وجهة نظر من يتبنون مصطلح الطاقة السلبية وهي أنّ نتوقّف عن تغذية حياتنا بمحتوى أو مواضيع تجعلنا تعساء ومتشائمين. ذلك لأنّها تمنعنا عن الخروج من دائرة الكآبة وترسّخ لدينا عقلية الضحية.
مع ذلك، هناك نقطة مهمّة لا يجب إغفالها:
وهي أنّ الهرب من المشاعر غير اللطيفة أو سمِّها “طاقة سلبية” إن أردت، هو أيضاً ليس حلّ مستدام وفعّال مع الوقت. بل قد يترتب على ذلك نتائج كارثية من الناحية النفسية.
فالحياة هي مزيجٌ من السلبي والإيجابي…
حول ذلك تحديداً، نستشهد بكلمات سوزان دايفيد وهي خبيرة نفسيّة من جامعة هارفرد، حيث تقول:
“النظرة التقليديّة إلى العواطف واعتبارها سيّئة أو جيّدة، سلبيّة أو إيجابيّة، هي نظرة جموديّة. والجمود في مواجهة الأمور المعقّدة هو شيءٌ ضار”.
وتضيف:
يقولون تلقائياً للناس المصابين بالسرطان، هو أن يظلّوا إيجابيين. وللنساء أن يترفعن عن الغضب. والقائمة تطول.
“إنه اضطهاد. اضطهاد تحت مُسمى الإيجابية. وهو وحشي، وقاسٍ، وبلا جدوى. ونحن نسلك ذلك المسلك مع أنفسنا، ونسلكه مع الآخرين”.
لذلك، علينا السماح لأنفسنا بتأمل مشاعرنا، بدلَ اعتبارها ” طاقة سلبية “. يجب أن نحسّ هذه المشاعر ونتعرّف عليها بشكلٍ دقيق ونرحّب بها ونحاول أن نكتشف جذورها. لأنّ قمعها والتظاهر بأنها غير موجودة هو سلوكٌ غير منطقيّ.
ولكن يجب أيضاً ألّا نستغرق في هذا المشاعر من دون نهاية وأن نصبح مهووسين بها. التوازن هو المفتاح في التعامل معها هنا.
هل نتخلّى إذن عن مفهوم الطاقة السلبية؟
يمكنك حتماً استخدام هذا المصطلح للإشارة إلى الأجواء المشحونة في المنزل، أو إلى الأشخاص كثيري الشكوى، أو إلى الأغاني التي تمجّد الألم.
بل بإمكانك حتى أن تؤمن أنّ هناك طاقة سلبية وطاقة إيجابية، لكن تذكر أن كل شيء نحاول قمعه، يزداد حضوره أكثر داخل أنفسنا.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد