قصص جميلة ومشوقة: “قصة الحصان المسكين”

كان لأحد المزارعين حصان جميل الشكل، يستخدمه في الذهاب إلى المزرعة، وفي جر “العربة”.

dav

استمر الحصان يخدم صاحبه سنوات كثيرة، حتى كبر سنه، وصار ضعيفاََ لا يقدر على العمل، ولذلك كان لا يقدم له صاحبه الطعام، وفكر في طرده، وقال:

_ إني لا أحب أن أراك هنا بعد اليوم، فاترك الاصطبل، واخرج، ولن أقبلك عندي ثانية إلا إذا غلبت السبع.

ترك الحصان المسكين الإصطبل، وخرج منه متألماً من معاملة صاحبه الظالم، وترك القرية وهو حزين، وذهب إلى الغابة القريبة، وهو حيران لا يعرف ماذا يفعل.

وأخذ يمشي في الغابة من جهة إلى أخرى، حتى قابله ثعلب، فرآه حزيناََ منسكيناً.

وسأله: لماذا أنت حزين أيها الحصان المسكين؟

فأجاب الحصان: إني حزين؛ لأن صاحبي طردني من بيته، لأني كبير السن، ولا يمكنني الآن أن أجر له “العربة” لضعفي، وقد نسى ما قمت به من عمل في السنوات الماضية، ويوم كنت قوياََ، سليم الصحة، وقال لي: يستحيل أن أقبلك عندي ثانية إلا إذا غلبت السبع. وكيف أغلبه وأنا عجوز؟

فقال له الثعلب: لا تفكر ولا تحزن، وابتسم للحياة، وسأساعدك حتى ترجع إلى اصطبلك.

ونصح له الثعلب أن ينام على الأرض، ويتظاهر أنه ميت، حتى يرجع إليه بعد قليل.

فنام الحصان تحت شجرة في الغابة، ومد جسمه على الأرض، وادعى أنه قد مات، وقال له الثعلب: سأغيب عنك قليلاً، فلا تتحرك.

ترك الثعلب الحصان، وذهب إلى المكان الذي يعيش فيه السبع، وقال له: أيها السبع، إن بالقرب منك حصاناً ميتاً فتعال معي لتراه، وتأكل منه أكلة لذيذة، ففرح السبع فرحاً كثيراً، وقام في الحال، ومشي مع الثعلب، حتى وصل الاثنان إلى المكان الذي نام فيه الحصان.

ثم أراد السبع أن يبدأ الأكل، فقال له الثعلب: أيها السبع، إنك لن تستريح إذا أكلته هنا، وسأذكر لك كيف تأكل على مهلك، ولا يضايقك أحد.

فقال له السبع: اذكر الطريقة أيها الصديق الماهر.

فقال الثعلب: إن أحسن طريقة أن أربطك جيداً في ذيل الحصان؛ حتى يمكنك أن  تشده وتأخذه معك إلى بيتك الذي تعيش فيه، وتأكل منه بقدر ما تحب، في أي وقت تحب، بدون أن يضايقك أحد، أو يشترك معك شريك.

فوافق السبع، ونام بهدوء أمام الثعلب ليربطه في ذيل الحصان، وفي الحال ربط الثعلب أرجل السبع في ذيل الحصان ربطاً متيناً، حتى لا يستطيع السبع أن يخلص نفسه من هذا الرباط، مهما يحاول.

ثم ضرب الثعلب الحصان بيده وقال له: قم أيها الحصان واذهب إلى بيتك.

فقام الحصان من نومه، وشكر للثعلب مساعدته، ومشى ورجع إلى قرية صاحبه.

وأخذ الحصان يجر السبع وراءه، ووجد السبع عاجزاً عن الحركة، فبدأ يزعق ويحتج بأعلى صوته، ولم يبال الحصان بزعيقه، واستمر ماشياََ في طريقه، حتى وصل إلى اصطبله، في بيت صاحبه.

وأخذ الحصان يصهل بأعلى صوته، فسمعه صاحبه، فخرج، فوجد حصانه الكبير السن، وقد ربط في ذيله سبع ميت، فسأله: ماذا فعلت؟

فـأجاب الحصان: لقد قلت لي: إنك لن تقبلني ثانية إلا إذا غلبت السبع، وهذا هو السبع، لا يمكنه أن يتحرك، وقد غلبته، وأتيت به إلى هنا، وقد مات وأنا أجره في الطريق.

رأى المزارع حصانه، فتذكر أعماله الماضية، وحن إليه، ورضى عنه، وقال له: ستعيش في اصطبلك كما كنت تعيش، وسأقدم إليك ما تحب من الطعام والماء، ولن تحس بجوع أو عطش بعد اليوم.

فشكره الحصان وعاش في اصطبله حتى مات.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد