المكتبة الزرقاء للأطفال: “عناية التلميذ بعمله”

كان أمين تلميذاً في السنة الخامسة بإحدى المدارس الابتدائية، وكان مدرسوه يكلفونه في بعض الأيام واجبات يقوم بها في المنزل.

dav

وفي يوم من الأيام رجع إلى منزله، واستراح قليلاً، ورتب كتبه، وأخذ يقوم بلك الواجبات في الكراسة المعدة لهان وبعد أن أكملها، أراد أن يذهب إلى رفقائه؛ ليلعب معهم كعادته.

فلما أراد القيام من مجلسه أوقع الحبر على بعض ما كتب، فاتسخت الصفحة، تألم أمين كثيراً لضياع تعبه، وعزم على ترك اللعب في ذلك اليوم، وعلى إعادة واجبه في صفحة جديدة؛ ليعرضه على مدرسه في صورة حسنة؛ لأن معلمه كان يقول: “إن كراسة التلميذ عنوان نظافته وجِده، ودليل عنايته بدروسه وواجباته”.

فلما رأى والده ذلك سُر منه، وقال له: “إن ما حدث منك اليوم يا أمين ذكرني بحكاية أخرى، فهل تحب أن أذكرها لك؟”

فقال أمين: “يسرني أن تحدثني بها يا أبي، فما هي؟”

قال أبوه: كان أحد المصورين محباً لتصوير الطيور النادرة، فاجتمع له من ذلك نحو ألف صورة.

وكانت هذه الصور ثمينة، فلما أراد السفر إلى مدينة بعيدة من المدن؛ ليقضي بها عدة أشهر، جمع الصور، ووضعها في صندوق خشبي، وتركها أمانة عند واحد من أقاربه حتى يرجع.

وحينما رجع من سفره طلب من قريبه صندوق الصور، وفتحه فوجد الفئران قد  ثقبته وأتلفت الصور، فتألم المصور لذلك أشد التألم، ولكنه صار يذهب إلى الحدائق والحقول، ويصور الطيور ويرسمها كعادته، ومكث في ذلك مدة طويلة، حتى أمكنه أن يعيد رسم الصور التي أتلفت.

وكانت مرانته الطويلة سبباً في جودة الصور نال عليها الجوائز الثمينة، وعرف اسمه بين كبار المصورين.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. نورا جمعة هجرس يقول

    موفقة حببتي

    1. آية الخضر يقول

      تسلمي حبيبتي