قرار الوكالة الدولية لبحوث السرطان حول الأسبرتام: تأثيراته المحتملة وضغوط الصناعة الغذائية

يترقب العالم إعلان الوكالة الدولية لبحوث السرطان يوم غد الجمعة، حيث ستصدر قرارها المنتظر بشأن مادة الأسبرتام، وإن الأسبرتام تُعتبر واحدة من أشهر المحليات الصناعية المستخدمة على نطاق واسع في العالم، وتستخدم كبديل للسكر في المشروبات الغازية المنخفضة السعرات الحرارية وبعض أنواع العصائر، وتلك القرارات الهامة ستؤثر بشكل كبير على صناعة الأغذية والمشروبات، وقد يشكل تحولًا في استخدام هذه المادة وتأثيرها على صحة الإنسان.

ماذا يحدث إذا تم تصنيف الأسبرتام كمادة مسرطنة؟ 

ومن المتوقع بشدة أن تصدر الوكالة الدولية لبحوث السرطان قرارًا يصنف مادة الأسبرتام إما كمادة مسرطنة أو كمادة غير مسرطنة، وستكون لهذا القرار تأثيرات واسعة النطاق على صناعة الأغذية والجهات التنظيمية المعنية، وفي حال تصنيف الأسبرتام كمادة مسرطنة فسيكون لهذا تداعيات كبيرة على استخدامها في المشروبات الغازية المنخفضة السعرات الحرارية ومنتجات أخرى، ومن الممكن أن تتطلب تغييرات جذرية في تركيبة تلك المنتجات والتشريعات المتعلقة بها، وإذا تم تصنيفها كمادة غير مسرطنة فقد يؤدي ذلك إلى استمرار استخدام الأسبرتام بشكل شائع في الصناعة الغذائية، بغض النظر عن القرار النهائي، فإنه سيكون له تأثيرات هامة على المستهلكين والشركات المصنعة والجهات التنظيمية المعنية بهذه المادة الشائعة.

تواجه الوكالة الدولية لبحوث السرطان حاليًا ضغوطًا من شركات صناعة الأغذية العالمية، ولا سيما شركات المشروبات الغازية والعصائر التي تعتمد بشكل واسع على استخدام مادة الأسبرتام في بعض منتجاتها، وتلك الشركات تسعى جاهدة للحفاظ على استخدام الأسبرتام كمحلي صناعي في منتجاتها، حيث يعتبر ذلك جزءًا مهمًا من تركيبتها ويساهم في النكهة المطلوبة، وتستخدم هذه الشركات مختلف الوسائل للتأثير على الوكالة وتقديم حجج تدعم استخدام الأسبرتام وتبرز سلامتها، وتتركز الضغوط على الوكالة في محاولة لتخفيف أو تأخير قرارها بشأن تصنيف الأسبرتام، حيث تعود آثار هذا القرار على الصناعة وسوق المنتجات المعنية.

ما نتيجة الوكالة الدولية في دراسة الأسبرتام؟ 

تأتي هذه الخطوة بعد إجراء دراسة مستفيضة استمرت لمدة عامين من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان، حيث تم تحليل الأدلة المتعلقة بمادة الأسبرتام، وفي نتيجة تلك الدراسة وجدت الوكالة دليلاً محدودًا يشير إلى أن استخدام الأسبرتام قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ويجب ملاحظة أن هذا الدليل المحدود لا يعني بالضرورة أن الأسبرتام هي مسبب رئيسي للسرطان، وإنما يشير إلى وجود بعض الارتباطات القوية المحتملة، لذلك، فإن قرار الوكالة بشأن تصنيف الأسبرتام كمادة مسرطنة أو غير مسرطنة سيستند إلى التحليل الشامل لهذه الأدلة واستنادًا إلى المعايير العلمية والمعايير المتبعة في مثل هذه القرارات.

ويمكن أن يؤدي إعلان الوكالة الدولية لبحوث السرطان بشأن الأسبرتام إلى تغييرات في تشريعات الأغذية في العديد من الدول، وقد يتم تقييد استخدام الأسبرتام أو حتى حظرها بشكل كامل في بعض الحالات، وهذا قد يضع الوكالة في مواجهة مباشرة مع صناعة الأغذية والجهات التنظيمية المعنية، ومن المحتمل أن ينشأ جدل واسع حول هذا القرار، حيث ستتداخل المصالح الاقتصادية والمعايير الصحية والمعايير العلمية في المناقشات واتخاذ القرارات، وقد تتباين ردود الفعل في الدول المختلفة بناءً على قوانينها وتوجهاتها الصحية وتوفير بدائل أخرى للأسبرتام، وتبقى الوكالة مسؤولة عن اتخاذ قرارها استنادًا إلى الأدلة العلمية المتاحة وتوجهاتها في حماية صحة الجمهور.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد