يعتبر التوحد اضطرابًا في التطور العصبي يؤثر على الاتصال الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي للأفراد المصابين به، وعلى الرغم من أن التوحد يمكن أن يظهر في أي شخص، إلا أنه يحدث بشكل أكثر شيوعًا في الأطفال، ولذلك، يعتبر التشخيص المبكر والتدخل العلاجي الفعال بمثابة مفتاح لتحسين جودة حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.
يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على التوحد في الأطفال، وتحديد الأعراض الشائعة والتحديات التي يواجهها الأطفال المصابون بهذا الاضطراب وأسرهم، وتقديم بعض الإرشادات المفيدة للآباء والمربين والمعلمين حول كيفية التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد وكيفية دعمهم في تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
أعراض التوحد في الأطفال
تتنوع أعراض التوحد بين الأطفال، ولكنها عادة ما تتضمن مجموعة من الصعوبات الاجتماعية وكم بينها.
- صعوبة التواصل اللفظي وغير اللفظي: يصعب على الأطفال المصابين بالتوحد التواصل بصورة فعالة مع الآخرين، سواء كان ذلك عن طريق الكلام أو الإشارة أو التعابير الوجهية كما يمكن أن يصعب عليهم فهم لغة الجسد والتغيرات الاجتماعية.
- التفاعل الاجتماعي المحدود: يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى الانعزال وعدم الاهتمام بالتفاعل مع الآخرين، ويمكن أن يفتقروا إلى القدرة على التعرف على المشاعر والانفعالات لدى الآخرين.
- الميل إلى الروتين وقلة الاهتمامات: يمكن للأطفال المصابين بالتوحد أن يتمتعوا بمصالح واهتمامات محدودة ومتكررة، ويميلون إلى الإصرار على القيام بنشاطات معينة بشكل متكرر ومن دون تغيير.
- صعوبة التكيف مع التغييرات: يمكن للأطفال المصابين بالتوحد أن يشعروا بالقلق والتوتر عندما يتغير الروتين اليومي لديهم، ويصعب عليهم التكيف مع المواقف الجديدة أو المفاجئة.
- صعوبة التعلم والتحصيل الدراسي: يمكن للأطفال المصابين بالتوحد أن يواجهوا صعوبات في التعلم والتحصيل الدراسي، وقد يحتاجون إلى تدخلات ودعم خاص لتحقيق التقدم اللازم في الدراسة.
يمكنك الاطلاع على المزيد من خلال منظمة الصحة العالمية من هنا.
كيفية التعامل مع الابن المصاب بالتوحد
تتطلب الأطفال المصابون بالتوحد دعمًا ورعاية خاصة، ويمكن اتباع بعض الإرشادات التي تساعد على تحسين حياة الطفل المصاب بالتوحد وأسرته والتي من بينها.
- توفير بيئة هادئة للطفل: يفضل توفير بيئة هادئة ومريحة للأطفال المصابين بالتوحد، حيث يمكنهم التركيز على الأنشطة المفضلة لديهم دون تشتيت الانتباه.
- توفير جدول زمني منتظم: يفضل تحديد جدول زمني منتظم للأطفال المصابين بالتوحد، حيث يمكنهم الاعتماد على الروتين الذي يعتمدون عليه والذي يساعدهم على التكيف مع التغييرات بشكل أفضل.
- التواصل باللغة الواضحة والبسيطة: يفضل التحدث بلغة واضحة وبسيطة مع الأطفال المصابين بالتوحد، حيث يمكنهم فهم الأوامر والتوجيهات بشكل أفضل، ويمكن استخدام الإشارات البصرية والرسوم التوضيحية لتوضيح الأفكار والمفاهيم.
- تقديم دعم إضافي في المدرسة: يمكن تقديم دعم إضافي في المدرسة للأطفال المصابين بالتوحد، مثل توفير معلم مساعد أو التحدث مع المعلمين حول الاحتياجات الخاصة للطفل.
- تشجيع الاهتمامات الخاصة: يجب تشجيع الأطفال المصابين بالتوحد على ممارسة الأنشطة التي تحبها وتثير اهتمامهم، حيث يمكن لهذه الأنشطة أن تساعدهم على التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل وتحسين الاتصال الاجتماعي.
وفي النهاية في حالة ظهور أي من الأعراض السابقة على طفلك يجب أخد الامور بجدية والبدء فوراً في التوجه إلى الأماكن المخصصة للعلاج.
