دور التكنولوجيا في التحول نحو العملات الرقمية

على الرغم من مضي أكثر من عشر سنوات على إصدار العملات الرقمية في جميع أنحاء العالم، إلا أن هذا الموضوع ما زال يثير جدلاً واسعًا بين الحكومات والمستثمرين، ويتميز الجدل بشكل خاص حيث يتداخل الكثير من الناس بين مفهوم العملات الرقمية والعملات المشفرة.

العملات الرقمية

العملات الرقمية

تُعد العملات الرقمية مجموعة من العملات الافتراضية، وفي حين أن العملات المشفرة تستخدم تقنية البلوكشين، إلا أن الوصول إلى العملات الرقمية يتم فقط عبر الأجهزة الحاسوبية أو الهواتف المحمولة، حيث تكون متواجدة فقط على شكل إلكتروني.

عندما يتم إصدار عملة رقمية من قبل بنك مركزي لدولة معينة بشكل مُنظم، فإنها تُسمى عملة رقمية للبنك المركزي، وتتضمن تلك العملة رقمًا تسلسليًا مماثلاً للأوراق النقدية الورقية، مما يتيح تمييز كل وحدة من وحدات العملة الرقمية للبنك المركزي للحماية من التزوير.

ما هو مفهوم العملات المشفرة؟

تعتبر العملات المشفرة شكلًا آخر من العملات الرقمية، حيث لا تخضع للتنظيم الرسمي، يتم الحصول على العملات المشفرة من خلال عملية التعدين المشفر، وذلك عن طريق حل معادلات محاسبية معقدة باستخدام أجهزة كمبيوتر متطورة، وتتميز هذه العملات بأنها لا تصدر من قبل أي سلطة مركزية، مما يجعلها معتبرة بواسطة البعض كوسيلة محصنة ضد تدخل الحكومة أو التلاعب بها، ويعتبرها البعض آلية للتحوط ضد التضخم.
تعمل العديد من الدول حاليًا على إصدار عملات رقمية خاصة بها، ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية والصين وإنجلترا والسويد والإمارات، بالإضافة إلى منطقة اليورو.

العملات الرقمية المشفرة
العملات الرقمية المشفرة

يشهد العالم تحولًا نحو العملات الرقمية بفضل التطور التكنولوجي

في ظل تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، يعمل الاتحاد الأوروبي بجدية على إطلاق عملته الرقمية لحماية اقتصاد دوله من التعرض للاحتكار من قبل هاتين القوتين العالميتين في مجال وسائل الدفع الرقمية.
وأكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، أن انخراط شركات التكنولوجيا الكبيرة في الولايات المتحدة والصين في نظام الدفع بالعملات الرقمية قد يجعل أوروبا في تحت سيطرة إحدى هاتين الدولتين، وذلك لعدم وجود عملة رقمية موحدة في أوروبا يمكن لاستخدامها كوسيلة للدفع، وأشارت إلى أن العملات الأجنبية الرقمية المستخدمة في أوروبا لها مقرات خارج القارة، مثل “ماستر كارد” الأمريكية و”فيزا باي بال” و”علي باي” و”يونيون باي” الصينية. وهذا يعني أنه في حالة وقوع أزمة، قد تجد أوروبا نفسها غير قادرة على المنافسة وشراء التكنولوجيا الضرورية لصناعتها.
وبناءً على الاستخدام المتزايد للدفع بالعملات الرقمية في أسواق التكنولوجيا، خاصة في الولايات المتحدة والصين، يتزايد خطر تعطل التكنولوجيا العالمية في حال تصاعدت الصراعات إلى حد تفرض عقوبات متبادلة تؤثر على وسائل الدفع التقليدية، مثل الأزمة التي شهدتها العملات الدولار والروبل مؤخرًا.

كيف يتم استخدام العملات الرقمية؟

العملات الرقمية تمثل نسخة إلكترونية من العملات المادية مثل الأوراق النقدية والنقود المعدنية، وتكون بديلاً مكملاً للعملات التقليدية، تصدر هذه العملات من قبل البنوك المركزية وتكون قيمتها مرتبطة بالعملة الرئيسية مثل الدولار.
فيما يتعلق بعمليات الدفع والإيداع، يتم السماح للأفراد للمرة الأولى بإيداع الأموال مباشرة في البنوك، ويتمكن الأفراد والشركات من إجراء عمليات الدفع اليومية بطريقة سريعة وسهلة وآمنة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد