“سياسة التجويع”…سلاح مُحرّم يستخدمه الإحتلال استكمالا للإبادة الجماعية في غزة

شبح الجوع يفتك بسكان غزة، تتخذ إسرائيل التجويع كسياسة لاستكمال حرب الإبادة الجماعية، يتساقطون واحد تلو الآخر كأوراق الشجر، فقدوا القدرة على حمل أجسادهم التي هزلت فلا يوجد ما يسدون به رمقهم، فمن لم يمت من قناصة الإحتلال مات من الجوع، فلا يوجد ماء صالح للشرب أو حتى غير صالح، يقصف الإحتلال بلا رحمة أماكن الدواء والوقود والمستلزمات الطبية والمستشفيات، ويتعمد استخدام أبشع سياسة ألا وهي التجويع.

سياسة التجويع

طعامهم خبز من خليط اعلاف الحيوانات الأرانب والحمير والبقر، بات سكان غزة يتناولون أوراق الشجر وبعض الثمار التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأطفال رضع بلا حليب وبعضهم استشهدت أمهاتهم.

أما عن الشرب يخلطون ماء البحر بالسكر حتى يستطيعون تناولها، فقد استهدف الإحتلال مضخات المياه ومحطات التحلية.

كم مرة سمعنا من آبائنا وأجدادنا “محدش بيبات من غير عشا” الآن يبيتون سكان غزة يتقلبون من شدة الجوع، بل وصل بهم الأمر إلى ربط الحجارة على صدورهم وأمعائهم من شدة الجوع؛ حتى يستطيعون النوم.

قبل أن نعاصر ونشاهد ما يحدث من معاناة في الوصول إلى الغذاء كنا نعتقد أن هذا المثل حقيقي “محدش بيموت من الجوع” والآن ثبت كذبه، يموتون في غزة من الجوع كل يوم بل كل لحظة، فقد بات الحصول على رغيف الخبز أمراً في بالغ الصعوبة، طوابير طويلة أمام أفران الخبز ومحطات توزيع الغاز وتشغيل المولدات الكهربائية.

معاناة أهالي غزة

لقد عانى أهل غزة بما فيه الكفاية من المرض والجوع والقصف والدمار المستمر، إبادة لذكرياتهم وأحلامهم وقتل متعمد لبسمتهم وراحتهم.

صدر في تصريح للفصائل الفلسطينية “أن إسرائيل تطبق الخناق على قطاع غزة وتمنع وصول الدواء، والطعام، والماء؛ لإجبار سكان غزة على الرحيل”.

وأضاف: “يستخدمون سياسة التجويع وقصف يستهدف الأفران، وخزانات المياه، ومصادر الطاقة، والمستشفيات التي تعين البقاء على قيد الحياة لدفع الأفراد على النزوح والمغادرة”.

كل شيء مغلق

الطفلة جني قديح البالغة من العمر 14 عاماً توفيت من الجوع وكانت تعاني من الشلل الدماغي، أطفال صغار فقدوا حياتهم جراء جريمة التجويع التي يمارسها العدو بدمٍ بارد.

اخترق الإحتلال كل مواثيق الإنسانية، فلم يعترف بحقوق الإنسان ومواد القانون الدولي، فمنذ اليوم الأول للعدوان على غزة فرضت حصاراً كاملاً وفقاً لتصريح يوآف غالانت وزير  الدفاع  الإسرائيلي الذي قال فيه “أعطيت أمرًا، غزة ستكون تحت حصار تام، لا كهرباء، لا طعام، لا وقود، كل شيء مغلق”.

المقاومة بأبسط طرق المعيشة

تعود الفلسطينيون على روح المقاومة والبحث عن الحلول البديلة، فقد لجأ بعضهم إلى الحياة البدائية في صنع الخبز من استخدام أفران الطين وإشعال الحطب والأوراق، ومنهم من صنع فرناً من الأوعية المعدنية لمواجهة متطلبات الحياة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد