مشروع فاشل، الطلاق وأسبابه ونصائح للطرفين

كَتب: أحمد كِشك

إن أبغض الحلال عند الله “الطلاق” دليل على أن الطلاق شيء غير محبب بالمرة، لأنه ينتج عنه عقبات كثيرة كتفكك الأسرة وتشتت الأطفال وضياعهم وقد تظل في ازدياد يوم بعد يوم، ولقد انتشرت ظاهرة الطلاق في الفترات الأخيرة بكثرة، ومنها من طرف الزوج، أو الزوجة، أو كلاهما معًا، وفي الجهة الأخرى لقد قلت نسب الزواج خوفًا من الطلاق ومواجهة المشاكل، فليس الجميع قادرًا على التحمل.

أسباب الطلاق

من بعض الأسباب التي قد توصل الطرفين للطلاق هي:

  1. الخيانة الزوجية من أحد الطرفين.
  2. الشك وإنعدام الثقة.
  3. إهمال الزوجة في نفسها، قد تقوم بأعمال المنزل على أكمل وجه لكن؛ لا تعتني بشكلها كما تفعل وهي خارجة من المنزل.
  4. إهمال الزوج أيضًا في زوجتة بعدم تقديره لها ولما تفعله.
  5. زيادة الوزن (وقد يظن البعض أنه سبب مضحك لكن هو سبب من الأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق)
  6. العنف من الزوج وعدم التحمل من الزوجة فتطلب الطلاق.
  7. التعود على حلف الطلاق من الرجل.
  8. خروج المشكلات لطرف ثالث وهذه من أكبر المشكلات لأنها بدخول طرف ثالث تزداد المشكلة عن حجمها وتتحول لعقدة صعبة الفك.
  9. عدم تقدير الطرفين لبعضهما، بعدم شكر الآخر على شيء يفعله، عدم قول الكلمة البسيطة الجميلة التي تجبر الخاطر.
  10. عدم الإنجاب (هذا بيد الله وحده).
  11. عدم المصداقية في فترة الخطوبة من البداية.

وغيرها من الأسباب العديدة…

اِقْرَأْ أَيْضًا: أطعمة تساعد على التخسيس وتقليل الشهية وتساعد على الحرق

آثار الطلاق

آثاره على الرجل وهذا يختلف من رجل لآخر: في بداية الطلاق لا يعلم ماذا يفعل فيظل تائها بعض الوقت، لأنه لا يقوم بأعمال المنزل ولا يعلم كيف يتصرف بها، بعد عدة أيام من الطلاق يشعر بالوحدة دون زوجته ويظل تفكيره مشغولًا بماذا حدث ولماذا حدث؟ ويشعر بفراغ وملل دائم؛ قد يؤدي به الأمر إلى شرب المخدرات أو تدخين حتى يتمكن من نسيان ما حدث، ويصاب بالتوتر والقلق وعدم التركيز فمن الممكن خسارة عمله، وبعد الطلاق بفترة كبيرة قد يؤثر عليه بعدم الزواج مرة أخرى خوفًا من أن يخوض نفس التجربة المريرة مرة أخرى.

آثاره على المرأة وهذا أيضًا يختلف من امرأة لأخرى: شعورها بالوحدة وفقدان زوجها الذي كان معها بالأمس، تكون غير مدركة أنهما افترقا عن بعضهم البعض، يسبب لها ألما نفسيا لا يشعر بها غيرها حتى وإن كانت تظهر العكس، وهذا أيضًا بخلاف نظرة المجتمع المتخلفة لها على أنها مطلقة وأنها شخص يسيء له ماض والإلقاء باللوم عليها والحديث عنها بسوء فيزيدها ألما من كلامهم، في حال أنها تشعر بالخوف وعدم الأمان العاطفي، كما أنها إذا كان معها أطفال فإنها تعاني مَادِّيًّا، وقد تكون أكثر حزنًا إذا كانت حضانة الأطفال لأبيهم، وتشعر بالحزن والإلقاء باللوم على نفسها لأنها لم تجعل العلاقة تستمر حتى وإن كان رغمًا عن إرادتها، سواء كان هي من طلب الطلاق أو لا.

مشروع فاشل، الطلاق وأسبابه ونصائح للطرفين

آثاره على الأطفال جميعًا بلا استثناء: يجعل الأطفال في دوامة من التشتت والخوف من الزواج فيما بعد؛ بسبب ما رأوه من آبائهم من مشاكل وانفصال وعنف، يجعلهم خائفون معظم الأوقات وعدم الشعور بالأمان، عدم شعورهم بالحب والاحتياج إليه بشدة، يجعلهم مذبذبين بين والدهم ووالدتهم، عدم الثقة في أنفسهم ومن حولهم، يكون الطفل غير قادر على التعايش مع أحد والديه فقط ويشعر بالغربة إذا تزوج أحدهم، يخشى أن يتركه الجميع كما فعل والديه، وأحيانًا يظن أنه سبب الطلاق، ويكون دائمًا غاضب لا يحب أحدا، وربما يكره والداه، يكون سلوكه غير جيد ولا يسمع لأحد، وقد ينتحر يوم، أو يدمن مخدرات وخمرا وغيرها، وتكون معه مشكلة نفسية للأبد.

اِقْرَأْ أَيْضًا: إعادة تدوير الشغف

نصائح عامة للطرفين

مشروع فاشل، الطلاق وأسبابه ونصائح للطرفين

  • الصراحة: عليكم مصارحة بعضكما البعض في فترة الخطبة حتى لا تقعا في مشكلة الطلاق بعد الزواج، وعليكم فهم سلوك وشخصية الطرف الآخر منذ البداية.
  • حفظ السر: إذا حدثت مشكلة معكما لا تخبرا أحدا بها، وفكروا جيدًا في حلها سَوِيًّا دون اللجوء للطلاق.
  • التغاضي: هناك بعض المشكلات الصغيرة التي يجب أن تدعوها تمر، ليست كل مشكلة نمسك بها.
  • العتاب: عاتبا بعضكما أولًا بأول، لا تدعوا المشكلات تتراكم فتحدث فجوة في علاقتكما.
  • الرضاء: لا تنظروا إلى الآخرين، كهذا الرجل يفعل هذا مع زوجته ويأتي ليها بأثمن الهدايا، فزوجك أيضًا يأتي لكِ بأشياء على حسب قدرته.
  • المعاملة الحسنة: عاملا بعضكما بالحسن، والرفق، واللين، لا تدعا الشيطان يتدخل بينكم.
  • لا تسمعا لأحد فيسبب بينكم الشك الذي يؤدي إلى انعدام الثقة فيحدث الطلاق.
  • لا تأخذ قرار الطلاق في نوبة غضب، وتحكم في غضبك، وأنتِ لا تطلبين منه الطلاق وأنتِ منفعلة.
  • عندما تتشاجرون يجب على أحدكم الهدوء عندما يرى الطرف الآخر منفعلا، أو يحاول تهدئته، أو يتركه ويذهب حتى يهدأ.
  • الاعتراف بالخطإ إذا حدث والتأسف وعدم التكابر.

اِقْرَأْ أَيْضًا: العنف الأسري وأسبابه وكيفية الوقاية منه

في الختام موضوعنا عن الطلاق وأسبابه وآثاره وكونه مشروعًا فاشلًا فيجب أن تحافظوا على بعضكم البعض لا داعي إلى الطلاق لأنه مشروع فاشل يطيح بجميع أسرتك إلى الهاوية، لماذا تخسرون بعضكم بعد حب طويل أو بعد عشرة أعوام أو أكثر؟ لماذا يهون عليكِ زوجك أو تهون عليك زوجتك؟ تحابوا وحاربوا جميع المشاكل وكونوا قدوة لأطفالكم بل وللجميع، زوجك هو قرة عينك والرسول -صلى الله عليه وسلم- وصاكِ عليه وأنه لو أمر المرأة أن تسجد لغير الله فتسجد لزوجها لم يقل أبوها أو أخوها وهذا دليل على مكانة الزوج، يجب أن تعامليه كما أمرك الله تعالى وتطيعينه على ما يأمرك إذا كان خيرًا، وأنت يجب عليك أن تعاملها بالرفق واللين ومعاملة حسن كما علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال استوصوا بالنساء خيرًا ولا تجبرها على فعل شيء أنت تعلم أنه يضايقها، تجنبوا الأشياء التي يبغضها الطرف الآخر وافعلوا ما يحب، الحياة ليست معركة هناك رابح وهناك خاسر؛ بل الحياة رحلة طويلة إذا لم يكن رفيقا ولا شريك فيها أصبحت مملة بكل معان الكلمة، عليكم مشاركة أحزانكم وأفراحكم مع أزواجكم، وعليكم تفهم بعض، ولا تقسوا على بعضكم في الخصام، افصلوا الحب عن الخصام فهذا يزيد من قوة علاقتكم ببعض، الزواج مشروع ناجح إذا تفاهمت مع طرفك الآخر وأحسنت معاملته وليس صعبًا كما يظن الآخرون، لكن إياكم والطلاق فإنه مشروع فاشل في جميع الأوقات.

مراجعة وتنسيق: أحمد كشك


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد