علم النفس: المفتاح لفهم أنفسنا والآخرين

أهمية دراسة علم النفس تختلف باختلاف موضوع الدراسة والهدف الذي تسعى إليه الدراسة. فهناك من يهتم بدراسة علم النفس بغرض فهم طبيعة السلوك الإنساني، وهناك من يهتم بدراسة علم النفس بغرض اكتساب الخبرة التي تمكنه من مساعدة الآخرين، وهناك من يهتم بدراسة علم النفس من أجل فهم المشاكل العامة التي تحدث في حياة الأفراد والجماعات.

علم النفس المفتاح لفهم أنفسنا والآخرين

المصدر: pexels.com

وبشكل عام، تُعد دراسة علم النفس من أهم الدراسات التي يمكن للإنسان أن يستفيد منها في حياته، لأنها تساعده على تحقيق الرضا والتكيف مع نفسه ومع الآخرين.

وتشمل أهمية علم النفس ما يلي:

  • فهم طبيعة السلوك الإنساني: يساعد علم النفس على فهم الدوافع والعوامل التي تتحكم في سلوك الإنسان، مما يساهم في فهم الذات والآخرين بشكل أفضل.
  • مساعدة الآخرين: يمكن استخدام علم النفس لمساعدة الآخرين في حل مشاكلهم النفسية والاجتماعية، مثل القلق والاكتئاب والمشكلات الزوجية.
  • فهم المشاكل العامة: يمكن استخدام علم النفس لفهم المشاكل العامة التي تواجه الأفراد والجماعات، مثل الجريمة والانحراف والعدوان.

وتشمل الفئات التي يمكنها الاستفادة من دراسة علم النفس ما يلي:

  • الطلاب: يساعد علم النفس الطلاب على فهم أنفسهم وقدراتهم وطرق التعلم، مما يساهم في نجاحهم في الدراسة.
  • المعلمين: يساعد علم النفس المعلمين على فهم طلابهم بشكل أفضل، مما يساهم في تحسين العملية التعليمية.
  • الآباء: يساعد علم النفس الآباء على فهم أطفالهم بشكل أفضل، مما يساهم في تربية أطفالهم بشكل سليم.علم النفس
  • القادة والزعماء: يساعد علم النفس القادة على فهم سلوك الآخرين وكيفية التأثير عليهم، مما يساهم في نجاحهم في القيادة.

وبشكل عام، تُعد دراسة علم النفس من أهم الدراسات لأنها تساعد الإنسان على تحقيق الرضا والتكيف مع نفسه ومع الآخرين.

أهم النقاط التي تناولناها:

  • أهمية علم النفس: يساعد علم النفس الإنسان على فهم نفسه والآخرين، واكتساب المهارات اللازمة للنجاح في الحياة.
  • فوائد دراسة علم النفس: تتضمن فوائد دراسة علم النفس فهم طبيعة السلوك الإنساني، ومساعدة الآخرين، وفهم المشاكل العامة.
  • الفئات التي يمكنها الاستفادة من دراسة علم النفس: يمكن للطلاب والمعلمين والآباء والقائدون والآخرين الاستفادة من دراسة علم النفس.

علم النفس في أبسط معانيه والمصطلحات المطلوب توضيحها:

في أبسط معانيه: هو العلم الذي يهتم بدراسة سلوك الكائنات الحية (الإنسان – الحيوان).

ويتضح من هذا التعريف أنه يشتمل على كلمة “علم” وكلمة “سلوك” وكلمة “الكائنات الحية – الإنسان – الحيوان”. وفيما يلي توضيح المعنى هذه المصطلحات:

العلم:

هو مجموعة من المعلومات والمعارف المنظمة والمترابطة، والتي يتم الوصول إليها عن طريق المنهج العلمي.

أهم خصائص العلم:

  • الموضوعية: يعتمد العلم على اشتراك أكثر من شخص في دراسة ورصد موضوعاته، وتكون هذه الموضوعات قابلة للقياس والتجريب.
  • المنهجية: يعتمد العلم على المنهج العلمي في الوصول إلى نظرياته وقوانينه.
  • التراكم: يتراكم العلم مع مرور الوقت، حيث تُبني النظريات الجديدة على النظريات القديمة.
  • القابلية للتطبيق: يمكن تطبيق العلم على الواقع الذي نعيشه.

وبناء على ذلك يمكن تعريف العلم أيضًا بـأنه: مجموعة من المعلومات والمعارف المنظمة، يتم الوصول إليها عن طريق المنهج العلمي، ويتميز بالموضوعية والتراكم والقابلية للتطبيق.

السلوك:

هو كل نشاط ظاهر أو غير ظاهر، داخلي أو خارجي والذي يصدر عن الكائن الحي (الإنسان أو الحيوان) ويمكن ملاحظته أو الاستدلال عليه من نتائجه.

الكائن الحي:

هو كل ما يتصف بالحياة ويكون قادر على الاحتفاظ بذاته كنسق متكامل، وتتوقف استجابة الكائن الحي للمنبهات حسب صفاته وحسب حالته الداخلية وحسب خبرته السابقة.

أهم تعريفات علم النفس:

التعريف الأول: علم النفس هو العلم الذي يهتم بدراسة نشاط وسلوك الإنسان الظاهر وغير الظاهر والذي يؤثر بالوسط الذي يعيش فيه من أجل فهم وتفسير وضبط السلوك والتنبؤ به ووضع الخطط المناسبة.

التعريف الثاني: علم النفس يهتم بدراسة الظاهرة السلوكية بوجه عام دراسة علمية من أجل الوصول إلى تحديد العلاقات السببية والوظيفية المسئولة عن حدوث الظاهرة موضوع الدراسة ووضع القوانين والنظريات التي تفسر هذه الظاهرة.

التعريف الثالث: علم النفس هو العلم الذي ينظر على الإنسان نظرة علمية تستهدف الوصول الى القوانين الأساسية التي تنظم سلوكه، أي كل أوجه نشاط الفرد، وقد يكون نشاط سلوك الفرد ظاهر كالمشي والحركة والكلام والأكل… الخ، وقد يكون نشاط الفرد مستتر غير ظاهر كالتفكير والتخيل والتصور والإدراك والذكاء… الخ، ويمكن أن يستدل على السلوك غير الظاهر من نتائجه.

التعريف الرابع: علم النفس هو العلم الذي يدرس نشاط الفرد دراسة علمية كما يؤثر ويتأثر هذا النشاط بالظروف البيئية التي يعيش في وسطها الفرد.

ويتفق جميع تعريفات علم النفس على أن علم النفس هو العلم الذي يدرس السلوك الإنساني، سواء كان ظاهرًا أو غير ظاهر، كما يتفقون على أن علم النفس يعتمد على المنهج العلمي في دراسة السلوك الإنساني، بهدف فهم وتفسير وضبط السلوك والتنبؤ به.

الاختلافات بين التعريفات:

  • التعريف الأول يركز على تأثير السلوك الإنساني على الوسط الذي يعيش فيه.
  • التعريف الثاني يركز على تحديد العلاقات السببية والوظيفية وراء السلوك الإنساني.
  • التعريف الثالث يركز على دراسة كل أوجه نشاط الفرد، سواء كان ظاهرًا أو غير ظاهر.
  • التعريف الرابع يركز على تأثير البيئة على السلوك الإنساني.

وعلى ما تقدم فإن الهدف من دراسة علم النفس:

يهدف علم النفس إلى فهم وتفسير وضبط السلوك الإنساني، وذلك من أجل:

  • مساعدة الأفراد على فهم أنفسهم وسلوكهم.
  • مساعدة الأفراد على حل المشكلات النفسية التي يواجهونها.
  • تحسين العلاقات الإنسانية.
  • تطوير المجتمع.

فهم طبيعة السلوك:

السلوك الإنساني هو كل ما يصدر عن الفرد من نشاط أو تصرف، سواء كان ظاهرًا كالكلام والحركة، أو غير ظاهر كالتفكير والمشاعر، ويؤثر السلوك الإنساني على الفرد نفسه وعلى البيئة التي يعيش فيها، حيث يسعى الفرد من خلال سلوكه إلى تحقيق أهدافه وتلبية احتياجاته حيث يمكن القول أن:

  • السلوك هو محور علم النفس، حيث يسعى علم النفس إلى فهم وتفسير وضبط السلوك الإنساني.
  • السلوك الإنساني هو كل ما يصدر عن الفرد من نشاط أو تصرف، سواء كان ظاهرًا أو غير ظاهر.

فيمكن تقسيم السلوك الإنساني إلى نوعين:

  • السلوك الفطري: وهو السلوك الذي يولد به الفرد، ولا يحتاج إلى تعلمه، مثل الصراخ والبكاء لدى الرضع، والوقوف والمشي لدى الأطفال الصغار.
  • السلوك المكتسب: وهو السلوك الذي يتعلمه الفرد من خلال خبراته وتفاعله مع البيئة، مثل القراءة والكتابة والقيادة.
  • يؤثر السلوك الإنساني على الفرد نفسه وعلى البيئة التي يعيش فيها.

فمفهوم السلوك وأهميته في دراسة علم النفس، يمكن تلخيصه أيضًا بالنقاط التالية:

  1. السلوك هو محور أساسي في دراسات علم النفس ويشمل الأفعال والتصرفات التي يقوم بها الإنسان.
  2. السلوك يعبر عن تفاعل الفرد مع البيئة الخارجية ويتأثر بالعوامل المحيطية.
  3. السلوك يهدف إلى تحقيق أهداف الفرد ورضاء حاجاته ويتكيف مع البيئة التي يعيش فيها.
  4. السلوك يمكن أن يكون ظاهرًا كالأفعال الملموسة أو غير ظاهرًا كالتفكير والتذكر.
  5. يمكن تقسيم السلوك إلى سلوك فطري الذي يولد به الفرد وسلوك مكتسب يتعلمه من البيئة.
  6. السلوك يتأثر بالمثيرات الداخلية والخارجية في بيئة الفرد.

والمنبه:

المنبه هو أي عامل أو تغير في مستوى الطاقة يثير نشاط الكائن الحي أو نشاط عضو من أعضائه، أو يغير هذا النشاط أو يعطله، ويمكن تقسيم المنبهات إلى نوعين:

  1. المنبهات الداخلية: وهي التي تصدر من داخل الكائن الحي، مثل:
  2. المنبهات الفسيولوجية: مثل الجوع والعطش والجنس والألم.
  3. المنبهات النفسية: مثل الأفكار والذكريات والإدراك والتصورات الذهنية.
  4. المنبهات الخارجية: وهي التي تصدر من خارج الكائن الحي، مثل:
  5. المنبهات الفيزيائية: مثل الضوء والصوت والضغط والحرارة.
  6. المنبهات الاجتماعية: مثل سلوك الآخرين والأحداث المحيطة.

ويؤثر المنبه على السلوك الإنساني من خلال عملية التعلم، حيث يتم ربط المنبه بسلوك معين، بحيث يؤدي ظهور المنبه إلى ظهور السلوك.

الاستجابة:

الاستجابة هي أي نشاط أو سلوك يحدث نتيجة لمثير معين، ويمكن تقسيم الاستجابات إلى نوعين:

  • الاستجابات الظاهرة: وهي التي يمكن ملاحظتها وقياسها، مثل:
    • الاستجابات الحركية: مثل المشي والتحدث والكتابة.
    • الاستجابات اللفظية: مثل الكلام والكتابة.
    • الاستجابات الفسيولوجية: مثل ارتفاع ضغط الدم أو تغير معدل ضربات القلب.
  • الاستجابات غير الظاهرة: وهي التي لا يمكن ملاحظتها أو قياسها مباشرة، مثل:
    • الاستجابات الانفعالية: مثل الفرح والحزن والغضب.
    • الاستجابات المعرفية: مثل التفكير والتذكر والإدراك.

ويمكن أن تكون الاستجابة إيجابية أو سلبية، اعتمادًا على ما إذا كانت تؤدي إلى تحقيق هدف الفرد أو عدم تحقيقه.

بعض مدارس علم النفس وتفسير السلوك:

فيما يلي مفهوم مدارس علم النفس الثلاث (مدرسة التحليل النفسي – المدرسة السلوكية – مدرسة الجاشطالت) كما يلي:

تفسير مدرسة التحليل النفسي للسلوك:

تعتقد مدرسة التحليل النفسي أن السلوك الإنساني لا يُفسَّر فقط بالدوافع الشعورية، بل هناك أيضًا دوافع لاشعورية تؤثر على السلوك الإنساني.

الدوافع الشعورية: هي الدوافع التي يدركها الإنسان ويعرفها، ويستطيع تحديدها. وتظهر هذه الدوافع في الأفعال التي يقوم بها الإنسان عمدًا، مثل الذهاب إلى المدرسة أو العمل.

الدوافع اللاشعورية: هي الدوافع التي لا يدركها الإنسان ولا يعرفها، ولا يستطيع تحديدها. وتنشأ هذه الدوافع من صراعات وتجارب نفسية قد حدثت في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد تكون هذه الدوافع مؤلمة أو غير مقبولة، لذلك يتم كبحها ودفنها في اللاشعور.

ويرى التحليل النفسي أن الدوافع اللاشعورية هي المحرك الرئيسي للسلوك الإنساني، حيث تؤدي إلى ظهور أنماط سلوكية غير متوقعة أو غير عقلانية، فقد يدفع الإنسان شعوره الدفين بالنقص والضعف إلى العدوان وإظهار القوة، وقد يدفع الفرد شعوره بالكراهية نحو زملائه للتشهير بهم والنيل منهم.

مثال على ذلك:

  • قد يشعر شخص ما بالغيرة من نجاح صديقه، لكنه لا يدرك ذلك، لذلك قد يتصرف بطريقة عدائية تجاه صديقه، مثل انتقاده أو التقليل من شأنه.
  • قد يشعر شخص ما بالخوف من الفشل، لكنه لا يدرك ذلك، لذلك قد يتجنب مواجهة التحديات أو المخاطر.

تفسير المدرسة السلوكية للسلوك:

تعتقد المدرسة السلوكية أن السلوك الإنساني ناتج عن المنبهات الخارجية، وليس عن الدوافع الداخلية، سواء كانت دوافع فطرية أو مكتسبة.

بالنسبة للدوافع الفطرية:

تعتقد المدرسة السلوكية أن الدوافع الفطرية الأولية، مثل الجوع والعطش، هي نتاج المنبهات العضوية، فالجوع، على سبيل المثال، هو نتاج النقص في الطاقة، ويؤدي إلى حركة الشخص للبحث عن الطعام.

بالنسبة للدوافع المكتسبة:

تعتقد المدرسة السلوكية أن الدوافع المكتسبة، مثل الحاجة إلى التقدير الاجتماعي، هي نتاج التعلم الشرطي، فالطفل يتعلم أن يشعر بالسعادة عند تلقي الثناء من والديه، وبالتالي يصبح أكثر سعيًا للتقدير الاجتماعي.

تفسير مدرسة الجشطالت للسلوك:

تعتقد المدرسة الجشطالتية أن السلوك الإنساني هو نتاج تفاعل الفرد مع بيئته السلوكية، بهدف تحقيق التوازن النفسي والتخلص من التوتر والقلق.

والبيئة السلوكية: هي البيئة كما يراها الفرد ويحس بها ويدركها ويستجيب لها.

والدافع: هو الرغبة في تحقيق التوازن النفسي والتخلص من التوتر والقلق.

والغرض من السلوك: هو تحقيق الهدف الذي يسعى إليه الفرد، سواء كان هذا الهدف واضحًا أو لا شعوريًا.

أمثلة على السلوك:

  • عندما يشعر الإنسان بالجوع، فإنه يسعى إلى تناول الطعام، وذلك بهدف إشباع حاجته إلى الطعام.
  • عندما يشعر الإنسان بالخوف، فإنه يسعى إلى الهرب من مصدر الخوف، وذلك بهدف التخلص من التوتر والقلق.
  • عندما يشعر الإنسان بالملل، فإنه يسعى إلى القيام بنشاط ما، وذلك بهدف تحقيق التوازن النفسي.

إذن فغرض السلوك طبقًا للنظرية الجاشطالتية هو إعادة حالة التوازن للإنسان وخفض حالة الشعور بالتوتر والقلق وعموماً فإن السلوك يستهدف تحقيق غرض معين وقد يكون هذا الغرض واضحاً أمــام الفرد وقد يكون هدفاً لا شعورياً لا يعرفه الفرد.

وظيفة السلوك:

يسعى الإنسان إلى تحقيق الانسجام والتوافق مع بيئته الاجتماعية، وذلك من خلال سلوكه الذي يعكس إدراكه لهذه البيئة، فسلوك الإنسان لا يُحدده البيئة الواقعية كما هي عليه، بل يُحدده البيئة السيكولوجية التي يدركها الإنسان.

مثال على ذلك:

  • قد يعتقد شخص ما أن البيئة الاجتماعية تتقبله، وبالتالي يتصرف بطريقة واثقة من نفسه.
  • وقد يعتقد شخص آخر أن البيئة الاجتماعية لا تتقبله، وبالتالي يتصرف بطريقة خجولة أو متحفظة.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد