ألقى بحجر في المياه الراكدة.. مسلسل “تحت الوصاية” نهاية حزينة لواقع أكثر صعوبة

شهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل تحت الوصاية نهاية حزينة لم تكن بعيدة عن واقع مؤسف تعيشه المرأة المصرية في معاناتها مع قوانين جامدة لا تعترف بحق الأم الأرملة في الوصاية على أموال أولادها القصر، وتضعها تحت وصاية آخرين يتحكمون في مصير أبناءها، في مشكلة مزمنة تسلب أصحاب الحق أموالهم المشروعة من الميراث.

لقي المسلسل إشادات واسعة كعمل درامي أثار قضية خطيرة وألقى بحجر في المياه الراكدة ليضعنا أمام مرآة القبح الحقيقة وجبروت آكلي أموال اليتامى ممن أعطاهم القانون حق ليسوا أهل له.

وفي الحلقة الأخيرة أشاد الكاتب فريد النقراشي بمشهد المحكمة، الذي يختم به معاناة الست حنان وهو ما لخص فكرة العمل الدرامي، ويقول النقراشي في بوست نشره على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك”ممكن تكون تصورت عندما طلبت حنان كلمة من القاضي وهو سمح لها أنها تخرج تنتع منولوج ميلودرامي تحكي فيه مأساتها من أول المسلسل وتدين من ظلموها وظلموا عيالها وتشجب فيه القانون الجائر على حقها في الوصاية على أولادها…وتخلينا ننهار من العياط…لكن غير المتوقع والأجمل هو اللي حصل، خرجت الست حنان من القفص ووقفت قدام القاضي وقالت في منولوج قصير بكلام بسيط عن الواد اللي مش بيحب الملوخية والبت اللي لما بتاخد كراوية مغلية بيروح من بطنها المغص، ولا عياط ولا دموع ولا شحتفة ولا صراخ ولا نواحو ولا أي حاجة غير إحساس بسيط صادق هادئ”.

فخ العواطف

وأضاف النقراشي أن “التكنيك ده بقى بيعمل إيه في المشاهد…بيعمل حاجتين أولهم انه ميوقعهوش في فخ إثارة العواطف اللي تعمل له حالة ارتياح وتطهير وكأنه عمل إللى عليه تجاه قضية الست حنان وعيالها، والحاجة التانية، الأسلوب ده بيدي فرصة لإثارة تداعيات العقل الواعي الهادئ اللي بيفكر في حل لمشكلة الست دي وأعتقد أن ده هدف صناع المسلسل إن مشرعي القوانين يفكروا بهدوء في حل مشكلة عدم وصاية الأم الأرملة على حقوق أولادها” وهنا وجه التحية لصناع المحتوى.

دراما واقعية

ومن جانبها أشادت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة في بوست لها على صفحتها الشخصية فيس بوك بالمسلسل وقالت انه” دراما واقعية وعمل فني صادق” مشيرة إلى أنهم في المجلس القومي للمرأة يستقبلون يوميا مشكلات من أمهات اصبحن بين ليلة وضحاها أرامل ومعهن أطفال قصر، وهنا وجهت الشكر للعمل الدرامي الذي نقل الواقع بحرفية عالية وقالت”صدقت منى زكي في كل مشاعرها (حنان) حقيقة لحم ودم ومشاعر أمومة أملها في الحياة لقمة عيش وحياة آمنة لأولادها”، أضافت “الأم يجب أن تؤتمن على أموالها وأولادها ويحاسبها القانون، الفن حين يقدم رسالة إنسانية تحاكي واقع الإنسان، معاناته وفرحه وحزنه وتطلعه، يستطيع بها تغيير مجتمع بأكمله”

حكايات صعبة

مسلسل تحت الوصاية “حطنا قدام مراية قانون من ضمن قوانين كثيرة قوي أقل ما يقال عليها(سيئة)” هكذا علقت الحقوقية نهاد أبو القمصان على مسلسل تحت الوصاية في بوست نشرته على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وأضافت “أن نهاية المسلسل سجنت الأم لماذا؟ على الرغْم أن الأم نجحت في إدارة أموال أولادها وعملت مطعم إلا أنها اتسجنت بتهمة السرقة، لأنها أخدت أموال القصر بدون موافقة النيابة الحسبية، والعم كان ممكن يتنازل عن البلاغ”

وتتساءل نهاد بعد سجن الأم مين هيصرف على العيال؟” وتجيب”قانونا الإنفاق مسئولية العم لأنه وصي، حتى لو مش وصي لأنه قرابة من جهة (العصب)” ولأن العم فاشل ومش عارف يصرف على نفسه ويتجوز، فغالبا مش هيعرف يصرف على الولاد، طيب يروحوا لخالتهم؟، خالتهم مش بتشتغل، وجوز خالتهم مش ملزم يصرف عليهم وغالبا الولاد هيتحطوا في دار رعاية”

قد يرى البعض أن دي نهاية صعبة قوي أو خيال مؤلف لكن الواقع وفي المحاكم حكايات أصعب، ولما بنحكي للمؤلفين عن اللي بنشوفه في الواقع بيتصدموا لأن قوانينا من أيام أهل الكهف” بمعنى قوانين قديمة جدا.

تحت الوصاية بطولة مني زكي، دياب، أحمد خالد صالح، رشدي الشامي، أحمد عبد الحميد، مها نصار، محمد السويسري، على الطيب وعدد من النجوم، تأليف شيرين دياب ومحمد دياب، إخراج أحمد شاكر خضير.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد