“تاجر الملح والحمار” قصة مكتوبة هادفة طويلة عن عواقب الغش والخيانة

بالإضافة إلى أنها تجعل الأطفال يستمتعون بوقتهم، تلعب القصص المكتوبة والهادفة دورا تربويا تعليميا كبيرا، حيث تساعد قراءة القصص للاطفال في تعريفهم بالقيم الأخلاقية وترسيخها في نفوسهم.

"تاجر الملح والحمار" قصة مكتوبة هادفة طويلة عن عواقب الغش والخيانة

والآن فلنقرأ هذه القصة الطويلة ذات العبرة عن عواقب الغش والخيانة.

قصص طويلة مكتوبة عن عواقب الغش والخيانة

قصة التاجر والحمار

"تاجر الملح والحمار" قصة مكتوبة هادفة طويلة عن عواقب الغش والخيانة
“تاجر الملح والحمار” قصة مكتوبة هادفة طويلة عن عواقب الغش والخيانة

في قرية صغيرة عاش تاجر يكسب قوته من شراء أكياس الملح من الميناء، وحملها على كتفيه ليبيعها في سوق قريته، وكانت تجارته مزدهرة.
ولكن مع تقدم سنه بدأ يشعر بالآلام في ظهره وساقيه، لذلك قرر أن يشتري حمارا يعينه في عمله وتجارته.
وفي صباح أحد الأيام بعد أن تناول التاجر فطوره، ذهب إلى السوق واشترى حمارًا رماديا قويا، بعدها توجه إلى الميناء لشراء الملح، وفي الطريق همس في أذن حماره الجديد وتحدث إليه كما لو كان بإمكانه أن يفهم ما يقول:
“اسمع يا صديقي، منذ اليوم سأكون الرئيس وأنت تتكلف بنقل البضائع، لقد كبر سني وزادت أوجاعي رغم أني لا أبذل الكثير من الجهد، وأنا متأكد إن قمنا بتقسيم العمل بيننا، أن الأمور ستسير على ما يرام وسنحقق أرباحًا أفضل!”.
وصل التاجر إلى الميناء وكما يفعل كل يوم، اشترى عدة أكياس من الملح وربطها على ظهر حماره الجديد، وسلكا طريق الغابة نحو القرية، وكان عليهما أن يعبرا نهرا في طريقهما.
أثناء العبور انزلق الحمار المسكين الذي لم يكن معتادا على المشي في الماء، فسقط على بطنه وتسرب الماء داخل الأكياس وذاب الملح الذي كان بداخلها وحمله التيار بعيداً.
وضع التاجر يديه فوق رأسه وبدأ يندب حظه: “يا لحظي السيء! لقد فقدت كل البضاعة التي كانت معي! ماذا سأفعل الآن؟”.

أما الحمار فقد وجد نفسه متحررًا من حمل الملح الثقيل، وخرج من الماء وهو يشعر بالخفة والراحة:
“هذا رائع كان الماء باردا، لكني الآن لم أعد مضطرًا إلى حمل كل تلك الأكياس التي تزن أكثر من فيل!”.
جلس التاجر يفكر لبضع دقائق، ثم قرر أن يعود إلى الميناء لإحضار بضاعة أخرى.
استدار التاجر وجر حماره بسرعة حتى وصلا إلى الميناء، وهناك اشترى عدة أكياس من الملح ووضعها على ظهر الحمار وقام بتثبيتها جيدًا بالأحزمة، ودون إضاعة المزيد من الوقت سلكا نفس الطريق إلى أن وصلا نفس النقطة من النهر.
فكر الحمار الذي سئم من تحمل وزن الملح، فرأى أن يستغل فرصة الراحة تلك، فإذا كان الأمر قد نجح في المرة الأولى بالصدفة، فلماذا لا يكررها هذه المرة عن قصد؟!
تظاهر الحمار بالتعثر على صخرة بجانب النهر، فغطس في النهر بينما تذوب الملح مرة أخرى في الماء.

قصص مكتوبة هادفة طويلة للاطفال قبل النوم

خرج الحمار من الماء وقد غمرت وجهه السعادة، ألقى نظرة على سيده فوجده مصدوما كما لو كان على علم بنواياه.
بالطبع اكتشف الحيلة فالحمار لم يخفي فرحته، ولم يدرك أن التاجر لم يكن غبيا على الإطلاق.
“يعتقد هذا الحمار أنه خدعني، ونسي أني أذكى منه، لذا سألقنه درسًا لن ينساه!”.
دون أن ينطق تاجر الملح كلمة، جر الحبل وأخذ الحمار إلى المدينة وهذه المرة لم يذهب لمتاجر الملح، ولكن توجه إلى متجر الصوف فاشترى الكثير منه ووضعه في الأكياس التي ربطها بالحمار مرة أخرى.
مع أن الصوف لم يكن ثقيلًا مثل الملح، إلا أن الحمار لم يعد يحب العمل وحمل البضاعة، لذلك عندما وصل إلى النهر طبق نفس الخطة مرة أخرى، وهو يظن أنه قادر على خداع صاحبه.
انزلق الحمار في الماء ولسوء حظه امتلأت أكياس الصوف بالماء، فتضاعف وزنها بمقدار عشرين مرة، وبدأ الحمار الغشاش في الصراخ وهو يقاوم الغرق:
“النجدة.. ساعدوني رجاء!”.
هز أرجله الأربعة لأعلى ولأسفل وهو يحاول النجاة، لقد كانت لحظات أشرف فيها على الهلاك، ولحسن حظه تمكن من الوصول إلى أخيراً إلى الضفة.
جلس على العشب يرتجف والماء يخرج من فمه، بينما كان التاجر يراقبه دون أن يرق لحاله، وعندما هدأ أخيرًا وتمكن من الكلام اشتكى للتاجر:
“هذه الأكياس تزن أكثر من أكياس الملح بكثير، لقد كادت تقتلني!”.
رد التاجر بغضب:
“حدث هذا بسبب غشك وخيانتك لي! أتمنى أن تكون قد تعلمت الدرس وتقوم بواجبك من الآن فصاعدًا كما أفعل أنا، لقد عملت بجد طوال حياتي لأتمكن من العيش، ولا أريد أن أرى الكسالى بجانبي.. هل هذا واضح لك؟!”.
احمر وجه الحمار خجلاً، وكان عليه أن يعترف بخطئه الفادح.
“حسنًا لن يحدث هذا مرة أخرى، لكن من فضلك حاول أن تجعل الأكياس أخف قليلا حتى لا تتحطم عظامي وأنا لا زلت في شبابي.
فكر التاجر ووجد أن طلب الحمار مشروع إلى حد ما.
“هذا ما سيكون عليه الأمر، أعدك أن أكون كريمًا ورحيمًا معك مقابل أن تكون مخلصًا ومجتهدًا، فهل هذا جيد لك؟”.
“هذا يبدو عادلا بالنسبة لي” رد الحمار.
ساد الصمت لحظة ثم ابتسم كلاهما للآخر وقد عقدا اتفاقا على الاحترام المتبادل والذي التزما به لبقية أيامهم.

العبرة من القصة

في الحياة لدينا جميعًا حقوق، ولكن لدينا أيضًا واجبات يجب علينا الإلتزام بها، ومن المهم أن نتصرف بمسؤولية من أجل مصلحتنا ومصلحة الآخرين.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد