وكالات الإغاثة الأممية تشعر بالإحباط.. القيود الإسرائيلية في غزة تُزيد من تدهور الوضع الإنساني

في ظل استمرار القيود التي يفرضها جيش الاحتلال الصهيوني على وكالات الإغاثة الأممية في غزة، أعربت تلك الوكالات عن إحباطها الشديد، وجاء ذلك بعد إيقاف سيارات الإسعاف التي كانت تنقل المرضى من مستشفى الأمل، وتفتيش العاملين الصحيين واحتجازهم لعدة ساعات خلال الأسبوع الجاري، وأكد فريق الأمم المتحدة القطري الإنساني بفلسطين أن هذا الحادث ليس مجرد حادث معزول، بل يأتي في سياق تعرض قوافل المساعدات الإنسانية لإطلاق النار ومنعها من الوصول إلى المحتاجين بشكل منهجي.

فريق أممي يحاول إيصال الوقود إلى مستشفى ناصر وسط طرق مدمرة - مصدر الصورة: موقع الأمم المتحدة الرسمي

فريق أممي يحاول إيصال الوقود إلى مستشفى ناصر وسط طرق مدمرة - مصدر الصورة: موقع الأمم المتحدة الرسمي

إيقاف سيارات الإسعاف واحتجاز العاملين الصحيين

في تصريحاته للصحافة في جنيف اليوم الثلاثاء 27 فبراير 2024، أوضح “ينس لاركيه” المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن العديد من المرضى الذين يتم نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف يحتاجون إلى تدخل جراحي يتعذر تنفيذه في مستشفى الأمل، وأشار إلى أن هناك 31 مريضًا لا يزالون محتجزين في المستشفى.

كما أكد على أنه بالرغم من إبلاغ السلطات جيش الاحتلال الإسرائيلي بمهمة الإجلاء وموافقته عليها، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يقدم أي توضيحات حول السبب وراء احتجاز سيارات الإسعاف لعدة ساعات قد تصل على الأقل إلى سبع ساعات، بالإضافة إلى إجبار المسعفين على خلع ملابسهم واحتجازهم، مؤكدًا على أنه لا يزال اثنان من المسعفين محتجزين حتى الآن.

العمليات الإنسانية وسط الهجمات العسكرية

يُذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد قادت بعثة إنسانية يوم الأحد الماضي بالتعاون جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لإجلاء عدد 24 مريضًا من مستشفى الأمل بمنطقة خان يونس، بما في ذلك أم وطفل حديث الولادة وامرأة حامل، ولا يمكن تجاهل الوضع الصعب الذي تواجهه مستشفى الأمل، حيث تعرضت لعمليات عسكرية مكثفة تصل إلى 40 هجومًا خلال شهر واحد فقط، مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 25 شخصًا وخلق حالة من الرعب بين العاملين الذين حوصروا بالمجمع الطبي لأسابيع.

توضيح للدمار الذي لحق بمستشفى الأمل التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني بخان يونس نتيجة الهجمات العسكرية لجيش الاحتلال - مصدر الصورة: موقع الأمم المتحدة الرسمي
توضيح للدمار الذي لحق بمستشفى الأمل التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني بخان يونس نتيجة الهجمات العسكرية لجيش الاحتلال – مصدر الصورة: موقع الأمم المتحدة الرسمي

كما تمكنت بعثة أممية مشتركة تضم منظمة الصحة العالمية، ووكالة الأونروا، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام وإدارة السلامة والأمن، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، من توصيل المساعدات الطبية والأدوية الحيوية إلى المستشفيات في غزة، وتم توفير الإمدادات الجراحية الطارئة والمضادات الحيوية لعلاج العديد من الإصابات، وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن العاملين الصحيون قد تمكنوا من مغادرة مباني المستشفى داخل المجمع، وذلك يوم السبت الماضي بعد شهر من البقاء فيها بسبب الأوضاع القتالية وتعرض المستشفى للقصف المتكرر.

تدهور القطاع الصحي في غزة

هذا ويشهد قطاع غزة تحديات صعبة في مجال الرعاية الصحية، حسبما أفاد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، حيث كانت مستشفى الأمل في غزة تتمتع بقدرة استيعابية تصل إلى 100 سرير، وتقدم خدمات الرعاية الصحية للأمهات، والأطفال، والعمليات الجراحية، والطب الباطني، وخدمات إعادة التأهيل، ولكن نتيجة للدمار الذي لحق بالمستشفى بسبب القصف، تراجعت القدرة الاستيعابية إلى حوالي 60 سريرًا.

صورة تعبر عن الدمار الذي لحق بالمستشفيات في قطاع غزة نتيجة هجمات جيش الاحتلال - مصدر الصورة: تم توليدها بواسطة DALL·E
صورة تعبر عن الدمار الذي لحق بالمستشفيات في قطاع غزة نتيجة هجمات جيش الاحتلال – مصدر الصورة: تم توليدها بواسطة DALL·E

أيضًا هناك 12 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة بالكامل، من بينهم 6 في الجنوب،، و6 في الشمال، في حين أن 23 مستشفى لا يعملون على الإطلاق، وهذا يعني أن العديد من السكان يجدون صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية بسبب العدد القليل من المستشفيات.

كما أكد “كريستيان ليندماير” متحدث الصحة العالمية، على اتخاذ المنظمة العديد من الإجراءات لتعزيز القدرة الطبية في المنطقة، وذلك بواسطة نشر 15 فريقًا طبيًا إضافيًا في جنوب غزة، وتأسيس 4 مستشفيات ميدانية بسعة تبلغ 305 سريرًا، وتهدف هذه الجهود إلى استعادة النظام الصحي وتمكين العاملين بمجال الرعاية الصحية من العمل رغم التحديات القائمة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد