محققون روس يصلون إلى طاجيكستان لاستجواب مشتبه بهم في هجوم موسكو وإحباط هجوم إرهابي جديد

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن روسيا تعرف هوية المهاجمين الإرهابيين في هجوم “كروكوس” ولكنها تهتم بمعرفة الجهة التي أمرت بتنفيذ الهجوم.
وقد كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن سابقًا أن الهجوم على حفلة موسيقية في ضواحي موسكو نفذه “متشددون إسلاميون” لكنه أشار إلى أنه من الممكن أن تكون أوكرانيا قد لعبت دورًا في هذا الحادث وأنه يخدم مصالحها.
وقد تمت هذه التصريحات خلال اجتماع لبحث التدابير المتخذة بعد هجوم “كروكوس”، حيث أدلى الرئيس الروسي بسلسلة من التصريحات حول الهجوم وتداعياته، بالإضافة إلى مسار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

الأمن الفيدرالي الروسي

وقال بوتين في تصريحات نشرت على تطبيق تيليجرام: “نعلم أن الجريمة نفذت على يد متشددين إسلاميين ذوي أيديولوجية تمت محاربتها من قبل العالم الإسلامي منذ قرون”.
وأضاف: “السؤال الذي يطرح نفسه هو: من الجهة المستفيدة من هذا الهجوم؟ قد تكون هذه الفظائع جزءًا من سلسلة من المحاولات التي يقوم بها أولئك الذين يشنون حربًا ضد بلدنا منذ عام 2014 بأيدي نظام النازيين الجدد في كييف”.

 

وقد تم الإعلان من قبل الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف يوم الثلاثاء بأن أوكرانيا تقف وراء الهجوم الذي استهدف قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو، والذي أسفر عن مقتل 139 شخصًا وفقًا لوكالات الأنباء.
وفي رد على سؤال حول ما إذا كانت الهجمات قد تم تنفيذها بواسطة كييف أو تنظيم داعش الذي تبنى الهجوم، فقد صرح الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف قائلاً “بالطبع، أوكرانيا”.

 

ويذكر أنه تحتجز السلطات الروسية 11 شخصا على صلة بالهجوم الذي نفّذه مسلحون اقتحموا قاعة “كروكوس سيتي هول” حيث فتحوا النار على الحاضرين ثم أضرموا النار في المبنى، في اعتداء أوقع 139 قتيلا على الأقل.
ويُتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى، إذ يواصل عناصر الإنقاذ يوم الثلاثاء، عمليات البحث في الموقع عن جثث ضحايا بينما ما زال 97 شخصاً في المستشفى حتى الآن.
كما أوقفت محكمة باسماني المشاركين الأربعة بتهمة تنفيذ الهجوم الإرهابي بشكل مباشر وهم: داليرجون بارتوفيش ميرزويف، محمد صوبير فايزوف، مورودالي سعيد كرامي رجب علي زاده، فريدون شمس الدين.

 

 

 

وقد سبق أن أعلن تنظيم داعش مراراً منذ يوم الجمعة مسؤوليته عن الهجوم، كما بثّت قنوات إعلامية تابعة للتنظيم مقاطع فيديو مصوّرة للمسلحين داخل الموقع.
وفقًا لمصادر أمنية في طاجيكستان فقد وصل محققون روس إلى البلاد يوم الثلاثاء لاستجواب أُسر الأربعة رجال الذين يُتهمون بتنفيذ هجوم دام على قاعة حفلات موسيقية قرب موسكو.
وقد ذكرت هذه المصادر بأن مسؤولي الأمن في طاجيكستان قد نقلوا أسر المشتبه بهم إلى العاصمة دوشنبه من مناطق مختلفة في البلاد التي تقع في آسيا الوسطى.
وفي نفس السياق فقد طلبت اللجنة الفيدرالية للتحقيق الروسية يوم الثلاثاء من محكمة “باسماني” إصدار أمر اعتقال ضد مشتبه ثامن في قضية الهجوم الإرهابي على قاعة حفلات موسيقية في “كروكوس سيتي هول” في كراسنوغورسك، ضاحية موسكو.

وفيما يتعلق بتصريح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المسائي يوم الاثنين فقد قال إن “بوتين يخاطب نفسه مرة أخرى، ونقل ذلك مرة أخرى عبر وسائل الإعلام، ويرجح أنه يلقي مسؤولية الأحداث مجددًا على أوكرانيا”.

 

وعند سؤال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف حول ادعاء تنظيم داعش بالمسؤولية عن الهجوم، فقد صرح يوم الاثنين أن التحقيق لا يزال جاريًا.

 

 

وقد أصدرت محكمة في روسيا يوم الثلاثاء أمرًا بحبس أليشر قاسموف، المشتبه به الثامن في الهجوم على قاعة كروكوس سيتي للحفلات الموسيقية قرب موسكو يوم الجمعة، ويبلغ قاسموف من العمر 31 عامًا ويحمل الجنسية الروسية وهو مولود في قرغيزستان وفقًا لوكالة إنترفاكس.
وخلال الجلسة فقد أكد قاسموف أنه لا يعرف المحتجزين المتهمين بالتخطيط للهجوم ولم يكن على علم بخططهم، وفقًا لما نقلته وكالة فرانس برس.

 

 

وفي سياق آخر فقد أعلن مركز العلاقات العامة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنه تم إحباط هجوم إرهابي في مقاطعة سامارا، وقد حدث الهجوم في مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية التابع لمنظمة تطوعية، وأسفر عن مقتل أحد أعضاء منظمة “فيلق المتطوعين الروس” الإرهابية.
وقد ذكر مركز العلاقات العامة يوم الثلاثاء بأن جهاز الأمن الفيدرالي في مقاطعة سامارا قد أحبط عملاً إرهابيًا كان يخطط له روسي يبلغ من العمر 30 عامًا وهو عضو في منظمة “فيلق المتطوعين الروس” الإرهابية، وأشار المركز إلى أنه تم تنفيذ الهجوم بتعليمات من الاستخبارات الأوكرانية.
وقد تم العثور على الرجل وهو يحمل عبوة ناسفة صنعها بنفسه في مخبأ مجهز مسبقًا، وكان يعتزم تفجيرها في مبنى مركز استقبال المساعدات الإنسانية التابع للمنظمة التطوعية، وأثناء محاولة القبض عليه فقد انفجرت العبوة الناسفة وأدت إلى مقتله، دون إصابة أي من أفراد الأمن أو المدنيين.
ووفقًا للمعلومات الاستخباراتية، فإن الرجل شارك بشكل علني في تشويه سمعة القوات المسلحة الروسية في الفترة من 2022 إلى 2024، وفي سبتمبر 2023 تم تجنيده من قبل الاستخبارات الأوكرانية بواسطة أحد أعضاء “فيلق المتطوعين الروس”، وقد وافق على تنظيم وتنفيذ أعمال تخريبية داخل الأراضي الروسية.
وقد تم العثور على مختبر لتصنيع المتفجرات ومكونات تصنيعها في منزل الإرهابي، بالإضافة إلى عبوة ناسفة أخرى جاهزة للاستخدام في منزله.