كيف غيّرت إيران قواعد اللعبة بالمنطقة ورسالة طهران لإسرائيل والعالم بقصفها الأراضي المحتلة أمس بالصواريخ والطائرات المسيرة

قامت إيران بتوجيه ضربة عسكرية بالأمس لإسرائيل، بعشرات الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة والباليستية، وجاءت هذه الضربة العسكرية رداً من طهران على قصف الإحتلال الإسرائيلي لسفارتها في دمشق، وبعد الضربة الإيرانية العسكرية لإسرائيل تباينت ردود الأفعال بين النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي والمحللين السياسيين والعسكريين، فبعضهم يقول أنها ضربة متفق عليها مسبقاً، والبعض الآخر يقول أنها ضربة حقيقية لردع إسرائيل.

رسالة إيران إلى إسرائيل والعالم بقصفها الأراضي المحتلة أمس بالصواريخ والطائرات المسيرة

رسالة إيران إلى إسرائيل والعالم بقصفها الأراضي المحتلة أمس بالصواريخ والطائرات المسيرة

رسالة إيران من قصف دولة الإحتلال الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيرة

وبعيداً عن تباين الأراء حول الضربة العسكرية الإيرانية لإسرائيل، فإن إيران أرادت أن ترسل رسالة لإسرائيل والعالم بأنها قادرة على قصف إسرائيل من داخل أراضيها وليس عبر وسطاء، وأوجدت إيران بذلك معادلة ردع جديدة وقواعد اشتباك جديدة، وكان القصف الإيراني مدروساً بدقة بحيث يردع إسرائيل وفي نفس الوقت لا يؤدي إلى تصعيد في المنطقة ولا إلى حرب جديدة، ولكنها أثبتت أنها قادرة على الرد.

بل إن إيران قالت وبكل وضوح أنه إذا حدث أي تجاوز إسرائيلي آخر، فإن الرد في المرة القادمة سيكون قاسياً، وتمتلك طهران بالفعل صواريخ فرط صوتية بإمكانها الوصول إلى قلب إسرائيل في دقائق أو في ثواني معدودة، كما حذرت إيران أمريكا وحلفائها بأن أي تدخل عسكري من أي قاعدة أمريكية في المنطقة فسيتم الرد عليه فوراً وعلى المصدر، وحيّدت إيران بهذه الرسالة الدول التي يوجد على أراضيها قواعد عسكرية أجنبية.

اقر أ أيضاً:

إيران ردت اعتبارها

كما أن القصف الإيراني لإسرائيل يُعد رد اعتبار لطهران، ويجبر دولة الإحتلال على إعادة حساباتها في أي اعتداء مستقبلي على الأراضي الإيرانية، كما أن العملية الإيرانية بالأمس على إسرائيل أثبتت وبما لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا وبريطانيا ودول الغرب على أتم الإستعداد لمشاركة دولة الإحتلال الإسرائيلي في أي حرب مستقبلية، حيث أن أغلب الصواريخ والطائرات الإيرانية أسقطتها أمريكا وحلفائها، وهذا يثبت للعرب أن دولة الكيان الإسرائيلي دولة جوفاء وهشة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها، وإنما تستمد قوتها من أمريكا وحلفائها، وتم إثبات ذلك في هجوم المقاومة الفلسطينية على دولة الإحتلال في السابع من أكتوبر، فلولا أمريكا والغرب لوصلت القسام وسرايا القدس إلى تل أبيب خلال ساعات، وكانت دولة الإحتلال على وشك الإنهيار لولا الدعم العسكري اللامحدود من أمريكا ودول الغرب.

نصفق لإيران في ضربها لإسرائيل ونقف ضدها في سوريا والعراق

وربما يقول قائل أن إيران تقتل المسلمين السنة في سوريا والعراق، فنقول أننا نقف ضد إيران حينما تقتل مسلماً أياً كان توجهه، ولكننا نصفق لها إذا رمت ولو حجراً على عدو مشترك محتل لأرض إسلامية عربية، فهذه المرة الأولى منذ عقود التي يتم فيها قصف إسرائيل من داخل دولة أخرى، وهذه المرة الأولى التي تجد فيها إسرائيل رداً على إجرامها بالمنطقة، وقواعد اللعبة تغيرت الآن، وأصبحت طهران ضغط إضافي على دولة الإحتلال، فمع بداية القصف الإيراني لإسرائيل بالأمس اختفت الطائرات المسيرة والعسكرية الإسرائيلية من سماء غزة للمرة الأولى منذ أكثر من ستة أشهر.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. أحمد محمود يقول

    تحليل جميل وواقعي من شخص قارئ جيد للأحداث… تحياتي للكاتب