في الحقيقة أن الحروب والصراعات ولو كانت داخلية، يجني ثمارها جميع سكان العالم، ولا تشمل سلبيات الحروب الآثار الاقتصادية والسياسية فحسب، بل أيضا تمتد إلى الطبيعة وتعطل النظام المناخي، وتؤثر بشكل سلبي مباشر على البيئة، كما تساهم الحروب في نشر الأوبئة وتتلف صحة البشر.
الحروب سببا في الاحتباس الحراري وتغيير المناخ ونشر الأوبئة
تأثير الحروب على المناخ العالمي
صدر تقرير من مرصد الصراع والبيئة البريطاني وسبعة منظمات دولية أخرى بعنوان ” الاعتراف بالانبعاثات العسكرية ” حيث أن التقرير يقر بأضرار الحروب على البيئة والصحة والمناخ ولاسيما زيادة الاحتباس الحراري، ويعترف التقرير بأن:
- تزيد الحروب من انبعاثات الغازات الدفينة والانبعاثات الكربونية وتزيد من التلوث.
- الحرب بين روسيا وأوكرانيا في سبعة أشهر مسئولة عن 100 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون على الأقل.
- تدمير أو حرق الغابات سواء في الحروب أو غيره تزيد أيضا من الانبعاثات الكربونية والاحتباس الحراري.
- تدمير بعض مصادر الطاقة في الحروب مثل آبار البترول، يمثل كارثة بيئية.
- حرب أوكرانيا أوقفت 90% من طاقة الرياح و50% من قدرة الطاقة الشمسية.
- حرق المنازل وهدمها وإعادة بنائها ليست كارثة إنسانية فقط بل هي كارثة بيئية أيضا.
- المحركات الثقيلة مثل الدبابات والعربات تستهلك وقود له أثر كبير في انبعاث الكربون.
حرب أوكرانيا
تداعيات الحرب في غزة
تواجه غزة تداعيات كارثية تؤثر على المناخ، والبيئة والصحة، ولابد من التدخل السريع بالمساعدات الدولية وعدم إعاقة الاحتلال حدوث ذلك، حيث نذكر منها:
- هدم المنازل يعد كارثة صحية بما يسببه من غبار وتلوث في الهواء.
- نقص الغذاء وتجويع السكان وكذلك عدم توفر مياه شرب نظيفة.
- وفقا لدراسة بريطانية أن ارتفاع الأمواج وارتفاع مستوى سطح البحر المتوسط على شواطئ غزة ينذر بحدوث فيضانات بالمنطقة، وهذا ما تتسبب فيه إسرائيل حيث تمنع دخول مصدات الأمواج من الضفة الغربية إلى غزة.
- يزيد ارتفاع درجات الحرارة في غزة نتيجة تردي نظام الكهرباء، وعدم القدرة على تطوير البنية التحتية.
- تؤدي مخلفات الحروب من مواد كيميائية سامة إلى تلوث المياه والهواء والغذاء.
- انتشار الأمراض والأوبئة، والتي يصعب السيطرة عليها وقد تنتشر على مستوى العالم.
الدمار في غزة
الجفاف في سوريا والعراق وإيران
تعاني منطقة سوريا والعراق وإيران من الجفاف منذ ثلاث سنوات، حيث أن هذا أيضا بسبب الإنسان والحروب التي ساهمت برفع درجات الحرارة ومن ثم الجفاف، ونقلا عن سكاي نيوز قال محمد الرحيمي أستاذ علم المناخ في جامعة سمنان في إيران والمؤلف المشارك في دراسة تغير المناخ العالمي التي نشرت في مجلة وورلد ويدز أتربيوشن، أن الوضع في سوريا سيجعل العراق وإيران أيضا مناطق تصعب الحياة بهما، فمع كل درجة ارتفاع في الحرارة سيزيد الجفاف نتيجة تبخر الأمطار.
