أعلنت روسيا سيطرتها على بلدة أورليفكا في شرق أوكرانيا، وذلك في إطار التصاعد الحاد للصراع بين الجانبين.
وتقع أورليفكا على بعد 4 كيلومترات غربي أفدييفكا، وتعد منطقة حيوية على خط الجبهة.
وفي 26 فبراير الماضي فقد أعلنت القوات الأوكرانية انسحابها من قرية لاستوتشكيني المجاورة، وأشارت إلى تعزيز تواجدها في أورليفكا لمواجهة التقدم الروسي المتزايد.
من بلدة أورليفكا شرق أوكرانيا
ورغم الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش الروسي، إلا أنه يواصل تقدمه ببطء في شرق أوكرانيا، وخاصة في منطقة أفدييفكا وتشاسيف يار.
وتعاني أوكرانيا من نقص حاد في الأسلحة والذخيرة لمواجهة الهجمات الروسية المتعددة.
وبينما تواجه أوكرانيا صعوبات في الحصول على المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، نتيجة لعراقيل السياسية الداخلية، تتأخر أيضًا المساعدات الأوروبية.
ومن جهتها تعتمد روسيا على استثماراتها العسكرية وتخصيص جزء كبير من ميزانيتها لتعزيز قدراتها العسكرية.
وفيما تسعى أوكرانيا لتدريب وتجنيد جنود جدد لمواجهة الظروف القتالية الصعبة، فقد أعلنت روسيا أن العديد من الشباب يلتحقون بصفوف جيشها شهريًا.
ويذكر أن أوكرانيا قد واصلت جهودها منذ عام في تشييد تحصينات على طول خط الجبهة مع روسيا، وذلك كجزء من استعداداتها لمواجهة حرب محتملة على المدى الطويل.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن سبقتها روسيا في بناء تحصينات مماثلة منذ عام.
ويعكس هذا التحرك استعداد أوكرانيا للمواجهة الطويلة والصعبة، في حين يبدو أنها فقدت السيطرة على المبادرة في الوقت الحاضر.
وقد انتهى الهجوم المضاد الأوكراني في الخريف الماضي، والذي تم التخطيط له بعناية وتلقى دعمًا واسعًا حتى من واشنطن، بالفشل وسط خسائر فادحة ومكاسب إقليمية ضعيفة.
ويشير ذلك إلى صعوبة التحديات التي تواجهها أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.
وفي السياق ذاته فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين بأن قوات بلاده تتمتع بأفضلية على القوات الأوكرانية على جبهة الصراع في أوكرانيا، وأعاد تأكيد تعهده بتحقيق أهداف موسكو.
وفي خطابه التلفزيوني فقد صرح بوتين قائلاً: “بشكل عام، تكمن المبادرة بالكامل في قواتنا المسلحة، وفي بعض المناطق يحقق رجالنا تفوقًا على العدو” ويأتي هذا التصريح بعد أن أظهرت النتائج الجزئية تفوق بوتين الساحق في الانتخابات الرئاسية.
وفي سياق أخر فقد أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، التزام الولايات المتحدة بعدم السماح بسقوط أوكرانيا، حتى إذا كان الكونجرس يُعرقل إطلاق المزيد من المساعدات، وتعاني القوات الأوكرانية من نقص في الذخيرة، وتَعطُل عملية إطلاق 60 مليار دولار من المساعدات المخصصة لأوكرانيا بسبب تعثر مجلس النواب الأميركي الذي يهيمن عليه الأعضاء الجمهوريون، وقد حذرت الولايات المتحدة من أن الحزمة المالية المعتمدة بقيمة 300 مليون دولار سوف تكون كافية لبضعة أسابيع فقط.
وفي اجتماع ألمانيا للدول الداعمة لأوكرانيا فقد أعرب أوستن للصحفيين عن رفض الولايات المتحدة لسقوط أوكرانيا، وأضاف قائلاً: “نحن مصممون على تزويد أوكرانيا بالموارد التي تحتاجها لمواجهة العدوان الروسي”.
وقد أعلنت واشنطن عن مساعدة قدرها 300 مليون دولار لأوكرانيا في الأسبوع الماضي، وأوضح أوستن أن الأموال تم تأمينها من خلال توفير مصاريف غير متوقعة في مشتريات وزارة الدفاع.
وأضاف أوستن: “لم نتمكن من دعم هذه الحزمة الملحة إلا من خلال تحقيق وفورة غير متوقعة في العقود”.
