المقصود بالاستيطان وفكرة بناء المستوطنات والاستيلاء على أرض فلسطين

الاستيطان هو لفظ، يعني استيلاء المستعمر على أرض الغير، خارج حدود دولته، وعادة يحدث هذا بتأييد الدول الأوروبية الاستعمارية، حيث يسكن المستعمر على الأرض المحتلة، من أجل الهيمنة على الأرض، وفرض السيطرة على الشعب المحتل، وأحيانا يتم الترويج للاستيطان، لدوافع أخرى مثل نشر الثقافات، أو الإعمار.

المقصود بالاستيطان وفكرة بناء المستوطنات

مستوطنات يهودية داخل الضفة الغربية

الاستيطان في العهود القديمة

في العصور القديمة، عرف المستعمرين الاستيطان، فكان جزءا من حملات التوسع للإمبراطوريات، بغرض مد النفوذ والسيطرة، على الطرق التجارية والممرات، وخاصة الممرات البحرية، ومن أشهر البلاد الأوروبية، التي عرفت الاستيطان في العصور القديمة، هي اليونان، حيث كانوا قراصنة بحر، يستوطنون بالجزر التي يدخلوها، وقد نشأت مدن عريقة نتيجة لاستيطان اليونانيين قديما مثل:

  • مدينة كولون الألمانية.
  • مدينة مرسيليا جنوب فرنسا.
  • مدينة قرطاج.

    المقصود بالاستيطان وفكرة بناء المستوطنات
    اليونان القديمة

في القرن التاسع عشر

كان الاستيطان في القرن التاسع عشر، بهدف الهيمنة والسيطرة الأوروبية، وفي بعض الأحيان، جاء الاستيطان بهدف نشر الدين المسيحي، وكانت أوروبا تروج له بهدف التنوير، ونشر الثقافات في الشعوب، التي يعتبروها متخلفة عنهم حضاريا، ولكن الهدف الحقيقي للاستيطان، هو الاستيلاء على مقدرات الدول وثرواتها، والبحث عن الأسواق والمواد الأولية.

الاستيطان الإسرائيلي

لم يكتفي الاحتلال الصهيوني، بأن الأمم المتحدة أقرت بإقامة دولته على الأراضي الفلسطينية، وفقا للحدود التي اكتسبها في نكبة 1948م، ولكنه أيضا تعدى على باقي الأراضي الفلسطينية، دون اعتراف الأمم المتحدة بسيادة إسرائيل عليها، مثل أراضي الضفة الغربية، وكان استيلائه عليها بنشر المستوطنات داخلها، ودعوة اليهود من بلاد العالم للسكن فيها، وبذلك فهو ينشر التجمعات العمرانية اليهودية، داخل أراضي يعيش فيها الفلسطينيون، وضمن أرض فلسطين، كما أنه أحاط قطاع غزة بغلاف من المستوطنات، عرف بمدن غلاف غزة.

المقصود بالاستيطان وفكرة بناء المستوطنات
غلاف غزة منطقة مستوطنات

مشروع الاستيلاء على الأرض

صاحب الاستيطان استيلاء المستوطنين، ودولة الاحتلال، على الأراضي الزراعية الفلسطينية، وسلبها من الملاك الفلسطينيين، وقد ساعد الاستيطان في نمو الاقتصاد الإسرائيلي، حيث بنيت مصانع ومساكن في المستوطنات، لأغراء اليهود للسكن بها، ولا نغفل الدوافع الدينية، وراء استيطان اليهود أرض فلسطين بالذات، فهي أرض الميعاد بالنسبة لهم، حيث أنهم لن يرضوا بأي مكان دونها.

المقصود بالاستيطان وفكرة بناء المستوطنات
القدس الشرقية بالضفة الغربية

القانون الإسرائيلي

بنيت المستوطنات الإسرائيلية بحسب آلية قضائية بيروقراطية معقدة، فقد تم استيلاء دولة الاحتلال الإسرائيلي على 50% من أراضي الضفة الغربية، لبناء المستوطنات، وتم تسجيل الأراضي على هذا الأساس، ولو حاول المواطن الفلسطيني، إثبات ملكيته للأرض، يكون رد المحكمة، أن الدولة سلمتها لمستوطنة بحسن النية، ويسقط ملكيتها للمواطن الفلسطيني نتيجة لذلك.

المستوطنات الإسرائيلية

على الرغم أن الأراضي المحتلة عام 1967، كانت خارج الأراضي، التي أقرتها الأمم المتحدة ظلما لقيام دولة إسرائيل، فإن هذه الأراضي الفلسطينية بها أكبر أربعة مستوطنات هي موديعين عيليت، ومعاليه أدوميم، بيتار عيليت، وأرينيل، ويتراوح أعداد المواطنين اليهود في المستوطنة الواحدة، من 37000 إلى 55500، أي أعداد سكان مدينة كبيرة، وتتصل المستوطنات بطرق إلى إسرائيل، وتحاط كل مستوطنة بمساحة أرض لأغراض تعتبرها أمنية، وكل هذا على حساب الأراضي الفلسطينية.

المقصود بالاستيطان وفكرة بناء المستوطنات
الخط الأخضر الفاصل بين حدود 1948و 1967

المستوطنون الإسرائيليون

للمستوطن الإسرائيلي دور بارز في السياسة، حيث ينضم للأحزاب، ويكون متوافق مع اتجاهات الحزب السياسية، وتتنوع وجهاتهم ما بين متطرفون دينيون، أو اقتصاديون، وقد شجع الاحتلال هجرة الإسرائيليين للضفة الغربية، وأغلبهم يتمتع بالمكافآت المالية، إلى جانب تمتعهم بجميع حقوق المواطنين الإسرائيليين داخل الخط الأخضر، كما يسمح بتسليح المستوطنين، وبذلك فإنهم يستخدمون العنف، مع الفلسطينيين سكان الأرض، ويواجه الفلسطينيون أحداث يومية، تعد ضمن التمييز العنصري بين المستوطنين، وأهالي فلسطين.

المقصود بالاستيطان وفكرة بناء المستوطنات
مستوطنون متطرفون

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد