بالفيديو: الشرطة الهايتية تناشد للمساعدة في التصدي لعصابات الجريمة المنظمة

شهدت الدولة الكاريبية المضطربة هايتي تصاعدًا كبيرًا في موجة العنف، حيث ناشدت الشرطة المساعدة بشكل عاجل للتصدي لعصابات الجريمة المنظمة التي تحاول اقتحام السجن الرئيسي في البلاد.
وقد تحملت الشرطة الضغط الهائل وعجزت عن السيطرة على الوضع، ولذا قامت بنشر نداء عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت رمز “إس أو إس” (أنقذوا أرواحنا) مكررًا ثماني مرات، لجمع الدعم والمساعدة في منع عصابات الجريمة من اقتحام السجن.
وقد صرح مسؤول في الشرطة بأن عصابات الجريمة تسيطر على العديد من مناطق البلاد، لكنها لم تتمكن بعد من السيطرة على السجن، حيث يحتجز العديد من زعماء العصابات.
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات العنيفة التي اشتدت مؤخرًا، وخاصة بعد سفر رئيس الوزراء أرييل هنري إلى كينيا للقاء بزعماء دولة شرق أفريقيا والأمم المتحدة لبحث مهمة أمنية مقترحة في هايتي.

الشرطة الهايتية تناشد للمساعدة في التصدي لعصابات الجريمة المنظمة

الشرطة الهايتية يستهدفون مسلحون في العاصمة

 

مدنيان يفران من الاشتباكات بين الشرطة ومسلحين
مدنيان يفران من الاشتباكات بين الشرطة ومسلحين


وقد تولى أرييل هنري منصب رئيس الوزراء بعد اغتيال الرئيس السابق جوفينيل مويز في عام 2021، وقد قام بتأجيل مرارًا خطط الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي لم تجرَ بعد منذ ما يقرب من عقد من الزمن.
وعلى الرغم من الدعوات المطالبة باستقالته، فقد تجاهل هنري هذه الدعوات ولم يعلق على سؤال حول العودة الآمنة إلى البلاد.

 

رئيس الوزراء الهايتي أرييل هنري
رئيس الوزراء الهايتي أرييل هنري


وتعقيد الوضع الأمني في هايتي جعل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار وتأمين إجراء الانتخابات يواجه صعوبات كبيرة.
وفي هذا السياق فقد وافق هنري على تحديد موعد للتصويت في منتصف عام 2025، وهو موعد بعيد قد يؤدي إلى زيادة الغضب والاحتجاج الشعبي على الحكومة، وقد تزايدت الفقر والبطالة في البلاد مما أدى إلى زيادة انتشار الجريمة وعصابات الجريمة المنظمة.

 


وفي إطار الهجمات المنسقة التي تشنها العصابات فقد لقي أربعة من أفراد الشرطة مصرعهم يوم الخميس في العاصمة عندما فتح مسلحون النار على عدة أهداف من بينها مطار هايتي الدولي، كما سيطر أفراد العصابات على مركزين للشرطة مما دفع المدنيين إلى الفرار وأُجبرت الشركات والمدارس على إغلاق أبوابها.
ويعرف السجن الذي تستهدفه العصابات بالاكتظاظ والأوضاع غير الصحية، ومن بين نزلائه الكبار العديد من زعماء العصابات و18 جنديا كولومبيا سابقين متهمين في قضية اغتيال مويز.

 


ولدى الشرطة الوطنية في هايتي ما يقرب من 9000 عنصر فقط لتوفير الأمن لأكثر من 11 مليون نسمة، وفقا للأمم المتحدة.
ويتعرض عناصر الشرطة بشكل متكرر للهزيمة ويطغى عليهم أفراد العصابات التي تشير التقديرات إلى أنها تسيطر على ما يصل إلى 80% من العاصمة.
وتُعتبر هايتي واحدة من أفقر الدول في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وتواجه تحديات كبيرة في البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، ويعد الفساد وعدم الاستقرار السياسي عوامل أخرى تزيد من تعقيد الوضع في البلاد.

وقد أعلنت حكومة هايتي اليوم، حالة الطوارئ وفرض حظر التجول الليلي في محاولة للسيطرة على موجة العنف التي نشأت عن هجوم عصابات على السجن الرئيسي في البلاد، مما أدى إلى فرار آلاف السجناء، وقد أشارت الحكومة في بيانها إلى أنها فرضت حالة الطوارئ وحظر التجول من الساعة السادسة مساءً حتى الساعة الخامسة صباحًا، وذلك اعتبارًا من يوم الأحد وحتى 6 مارس، وسوف تشمل هذه الإجراءات المنطقة الغربية التي تضم العاصمة بورت أو برانس.
وأوضحت الحكومة أن الهدف من هذه الإجراءات هو استعادة النظام واتخاذ التدابير المناسبة للسيطرة على الوضع مرة أخرى، وقد وقَع وزير الاقتصاد باتريك ميشال بوافير البيان بصفته رئيسًا للوزراء بالوكالة، وقد أفادت منظمة غير حكومية ومراسل وكالة فرانس برس بأن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا خلال عملية فرار آلاف السجناء من السجن الوطني في العاصمة الهايتية، بعد أن تعرض لهجوم من قبل عصابات مسلحة في ليلة السبت إلى الأحد.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد