الحب والعشق والفرق بينهما

يسأل الكثير من النساء والرجال أيضا، عن ما هو الفرق بين الحب والعشق؟، ودائما ما يختلط الأمر على الكثير من الرجال أو الكثير جداً من النساء، وذلك لأن الأمر غير واضح، ولأن الخلط بينهما أيضا دائما ما يكون بسبب قوة العاطفة، وانسحاب العقل عنها، والحب أقل درجة من العشق، حيث أن العشق أحد أمراض القلب كما قال الإمام ابن القيم في كتاب «الطب النبوي».

وأما الحب، فله تعريفات عديدة في كتب ومعاجم اللغة، ومن هذه التعريفات اللغوية للحب (الهوى، والصبوة، والصبابة، والشغف، والمحبة، والشجو، والاستكانة، والكمد)، لكن أصل المحبة هو الصفاء، حيث تسمي العرب صفاء بياض الأسنان ونضارتها “حَبب الأسنان”، والحَبب هو كل ما يطوف على وجه الماء عند شدة المطر، وهكذا، فإن المحبة هي غليان القلب وثورانه عند لقاء المحبوب.

ما هو العشق إذن؟

والعشق كلمة عربية الأصل، انتقلت إلى عديدٍ من لغات العالم، مثل الفارسية، والأفغانية، والتركية، وذكر صاحب الصحاح أن «العشق: فرط الحب.

وكلمة العشق، لا تجوز في حق الله تعالى، لأنه لم يرد ذكرها في القرآن الكريم في سياق آيات محبة المؤمنين، وكذلك لم ترد في السنة النبوية.

الحب والعشق والفرق بينهما

قالوا عن العشق الجدير بالاحترام

تقول الكاتبة «منى سلامة» في رواية “كيغار”: «الحب القوي لا يقاس بعدد دقات القلب، ولا بما ترسله بقوتها في العروق من فوران الدم الثائر، بل يقاس بما أضاف الطرف الآخر لهذا القلب، بما عمر أركانه، بماذا بناه، حب البناء يبني المحب، ويجبر كسره، فإذا لم يضف إلى قلب المحب جديداً، تساوت ضربات القلب بتلك التي تنبض داخل حشرة انجذبت بانبهار إلى ضوء مصباح، أو صاعق».

وقال الدكتور أيمن العتوم في روايته “يسمعون حسيسها”: «حين تمددون جسدي في القبر، تريثوا قليلاً قبل أن تهيلوا عليه التراب، اقرأوا عليه آية أخيرة لتسكن آخر نبضات قلبه، فقلبه لم يحمل إلا العشق، ولم يترع إلا بالحب، ولم يشك ولم يضجر، ظل راضيا حتى ثوى في الرضى؛ ثم أشيروا إلى ىقلبي المسجى وقولوا “هذه هي الحياة.. هذه هي الحياة”».

داء العشق ودواؤه

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى «هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيي العليل داؤه»، ثم أضاف ابن القيم قوله «فإذا امتلأ القلب من محبة الله، والشوق إلى لقاءه، دفع ذلك عنه مرض عشق الصور، ولهذا قال الله تعالى في حق يوسف: ((وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ‏كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24] ).

فكان كل ماسبق دليل على أن الإخلاص لله تعالى، سبب لدفع مرض العشق، وما يترتب عليه من السوء والفحشاء، والتي هي ثمرته ونتيجته، حيث أن صرف المسبب صرف لسببه، ولذلك قال بعض السلف، العشق حركة قلب فارغ، وهذا مقصوده، أن العشق يأتي لقلب فارغ من حب سوى لمعشوقه وفقط.

ومن طرق علاج العشق بين الرجل والمرأة، هو الزواج إذا أمكن، وهو أصل العلاج، وأفضل السبل وأنفعها، وإن كان لا يصلح ذلك، كان أفضل الطريق بعد ذلك للتخلص من العشق هو إشعار النفس باليأس من الوصول إلى المعشوقة أو المعشوق، حيث أن النفس عندما تيأس من الشئ تستريح منه ولا تبحث عنه، ولا تلتفت إليه.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد