طرائف جحا| قصة جحا يعلم الحمار القراءة

قصة جحا يعلم الحمار القراءة هي عبارة عن طريفة من طرائف جحا، تدور أحداثها حول والي المدينة التي يعيش فيها جحا والذي أراد أن يُعلم حماره القراءة، أما جحا فهو من سيُعلم الحمار القراءة، وهيا بنا لنستمتع بالقصة.

قصة جحا يعلم الحمار القراءة

قصة جحا يعلم الحمار القراءة

ذات يوم أراد والي القرية التي يعيش فيها جحا أن يعلم حماره القراءة (الوالي هو زعيم القرية)، فأرسل منادياً ينادي في البلاد ليتقدم لهذه المهمة من يرى نفسه أهلاً لها، أما جحا فقد سمع بهذا الأمر من حاجب الوالي، لأن حاجب الوالي كان صديق جحا.

كان الوالي محدود العقل، كما كان شديد البطش ولذلك لم يرغب أي أحد أن يتقدم لهذا الأمر، بالإضافة لأن هذا الأمر مستحيل أصلاً، فكيف سيتعلم الحمار القراءة؟!

أما جحا فقد طلب من صديقه حاجب الوالي أن يقوم هو بتعليم حمار الوالي القراءة، حاول صديق جحا حاجب الوالي منع جحا من هذا الأمر خوفاً عليه من بطش الوالي، ولكن جحا أصر على هذا الأمر.

أخذ حاجب الوالي جحا وذهب به إلى الوالي، ثم أخبر الوالي أن جحا يريد أن يقوم بتعليم حماره القراءة، فطلب الوالي من حاجبه إدخال جحا إليه ليتفق معه على الأمر، ودار بينهم الحوار التالي.

جحا: “مساء الخير يا حضرة الوالي! أتمنى أن تكون في أحسن حال!”.

الوالي: “مساء الخير يا جحا! سمعت أنك تريد تعليم حماري القراءة، فهل هذا صحيح؟”.

جحا: “نعم يا حضرة الوالي! أنا سأقوم بتعليم حماركم القراءة خلال خمس سنين، على أن تجعل لي راتب شهري، ولكن أرجو ألا تسألني عن مستوى الحمار في القراءة قبل خمس سنين”.

الوالي: “حسناً يا جحا! سأعطيك ثلاث مئة دينار شهرياً بالإضافة إلى برسيم للحمار، ولن أسئلك عن مستوى الحمار قبل الخمس سنين، ولكن بعد خمس سنين إن لم أجد الحمار تعلم القراءة سأقطع رأسك”.

وافق جحا على شرط الوالي، ثم أخذ الحمار والأموال والبرسيم وخرج بهم إلى البيت، فأستوقفه صديقه حاجب الوالي ودار بينهم الحوار التالي.

حاجب الوالي: “سيقتلك الوالي يا جحا بعد خمس سنين إن لم يتعلم الحمار القراءة! وكيف ستُعلم الحمار القراءة أصلاً؟!”.

جحا: “لا تقلق يا صديقي وأنظر للجانب الإيجابي، سأتقاضى ثلاث مئة دينار شهرياً من الآن وحتى خمس سنين. وخلال هذه السنين إما أن يموت الوالي، أو يموت الحمار، أو أموت أنا، أو سأجد حيلةٌ ما.”.

ترك جحا حاجب الوالي وذهب للبيت، وعاش جحا أربع سنين مرت سريعاً، وهو لا يعمل أي شيء ويصرف من راتب الوالي الشهري.

وجاءت السنة الخامسة، وفي هذه السنة إما يتعلم الحمار القراءة أو سيقطع الوالي رأس جحا، أخذ جحا يفكر في حيلة يتخلص بها من هذه الورطة، وبالفعل جاءت لجحا فكرة ذكية جداً.

أحضر جحا للحمار كتاباً ووضع بين كل صفحة من صفحاته القليل من البرسيم، وعلم جحا الحمار أنه كلما قلب الصفحة بلسانه سيجد برسيماً، حتى إذا انتهى الحمار من هذا الأمر أعطاه جحا الكثير من البرسيم كمكافأة.

وأخذ جحا يدرب الحمار على هذا الأمر العديد من الشهور، فكل يوم يحضر جحا للحمار الكتاب ويضع بين صفحاته البرسيم، فيقلب الحمار الصفحة بلسانه ويأكل البرسيم، حتى إذا انتهى الحمار من الكتاب تظاهر جحا بالسعادة وأعطي الحمار الكثير من البرسيم كمكافأة.

وجاء يوم عرض الحمار أمام الوالي، ليقرأ الحمار الكتاب، ذهب جحا إلى الوالي ومعه الحمار والكتاب، ولكن جحا لم يضع أي برسيم بين صفحات الكتاب هذه المرة.

أمر الوالي بإدخال جحا والحمار ليري هل فعلاً تعلم الحمار القراءة أم لا، ثم دخل جحا ومعه الحمار، أوقف جحا الحمار أمام الوالي ووضع أمامه الكتاب ليفعل ما تدرب عليه لشهور.

قلب الحمار أول صفحة بلسانه فلم يجد البرسيم فتعجب، ثم قلب الحمار الصفحة الثانية فلم يجد أي برسيم أيضاً فأخذ ينهق، ثم قلب الصفحة الثالثة بلسانه ولم يجد أي برسيم فعاد للنهيق وهكذا.

قال جحا: “أرأيت يا حضرة الوالي! ها هو الحمار يقرأ. يقلب الصفحة بلسانه ثم يقرأ ما فيها”.

الوالي: “أنا أرى أن الحمار يقلب الصفحة بلسانه ثم ينهق، ولا أرى أي قراءة؟!”.

جحا: “هذا النهيق هو قراءة ما في الصفحة يا حضرة الوالي! فالحمار يقرأ ولكن بلغته. وأنا علمت الحمار القراءة حسب اتفاقنا، ولكني لا أستطيع تعليم الحمار الكلام فهذا مستحيل!”.

ولأن الوالي محدود العقل انطوت عليه حيلة جحا، وراح الوالي يراقب ما يفعل الحمار بانبهار شديد، ثم أمر بمكافأة كبيرة لجحا.

كان جحا سعيد جداً بنجاح حيلته وسعيد أكثر بالمكافأة التي أمر له الوالي بها، أما حاجب الوالي صديق جحا فكان منبهراً ومندهشاً مما يرى كثيراً.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد