ضع في اعتبارك الآن أنه بينما في 99% من الوقت تكون القضبان فارغة لا تعمل ولا شيء ثقيل فوقها، فإن الـ 1٪ المتبقية تخضع لأحمال متحركة تصل إلى مليون رطل [أي حوالي 450 ألف كيلو جرام من القوة فوق تلك القضبان – وبالطبع هذا رقم كبير جدًا!]
ضع كل هذا معًا، وستجد نفسك أمام مشكلة مثيرة للاهتمام قد تم حلها لأول مرة منذ قرنين من الزمان.
الحل لتلك المشكلة هو أن تبدأ بالتربة المجردة، ثم تبني أساسات لرفع مسار القطار عالياً بدرجة كافية حتى لا تغمره المياه، وفي الجزء العلوي من تلك الأساسات، نقوم بإنزال تلك الحمولة الكبيرة من الحجارة المكسرة.
ثم توضع (عموديًا على اتجاه مسار القطار وبطول القضبان) خطًا من القطع الخشبية مواصفاتها كالتالي:-
- طول 2.5 متر
- عرض 20 سم
- ارتفاع 17 سم
- وزن 90 كيلو جرام
ثم تستمر في تفريغ تلك الحجارة المكسرة حول القطع الخشبية والتي تقوم بتثبيتها بشكل ممتاز وتمنعها من الانزلاق أو التحرك من مكانها.
تلك القطع مصنوعة من الخشب الصلب (عادةً خشب البلوط أو الجوز)، ومشبعة بمادة الــ “الكريوزوت” للحماية من عوامل الطقس.
لكن خطوط السكك الحديدية الحديثة تحاول بشكل مستمر العثور على بدائل، بما في ذلك البلاستيك المركب والصلب والخرسانة.
بعد ذلك، تقوم بإحضار قضبان السكك الحديدية وتضعها فوق القطع الخشبية بالطول بحيث تكون نهايات تلك القضبان ملامسة في خط مستقيم طويل.
في الماضي كان يتم ربطها عن طريق تثبيت قطعة فولاذية إضافية إلى جانبي القضبان، ولكن عادة ما يتم لحامها باستمرار من طرف إلى طرف.
قد تؤدي الحركة الناتجة عن التمدد الحراري والانكماش على طول السكة إلى كسرها أو انثناءها إذا تم تثبيت أي منها في مكانها. لذا يتم ربط القضبان بواسطة مشابك، والتي تثبتها ولكنها تسمح لها بالتحرك طوليًا أثناء تمددها أو تقلصها.
إذن إليكم الأمر: عملية عمرها قرون فعالة للغاية في تسهيل حركة الأشخاص والمواد على مدى آلاف الأميال. على الرغم من عدم وجود أي شيء متصل بالأرض بشكل دائم مع اتصال ثابت!
توزع الحجارة المتكسرة حمولة القطع الخشبية – التي تتحمل بدورها حمولة القطار على المسار، والمثبتة بمشابك – عبر الأساسات، وتسمح بحركة التربة، والتمدد الحراري، اختلاف الوزن، وتسمح للمطر بالتصريف عبر مسار القطار، وتمنع نمو الحشائش والنباتات التي من شأنها أن تسيطر بسرعة على المسار.
وبالمناسبة، فإن عواقب تمدد قضبان القطار بالحرارة وانكماشها يمكن أن تكون شديدة جدًا.
