لماذا تنام الحيتان بشكل رأسي

حسنًا ليست كل فصائل الحيتان تقوم بذلك. والصورة السابقة هي لحيتان العنبر، لكن الدلافين وغيرها من الحيتان ذوات الأسنان لا تنام بهذه الوضعية. تغوص حيتان العنبر لعدة مرات طول جسمها في المحيط قبل أن تنام، ومن ثم تتحول برأسها للأعلى وتغط في النوم تاركة جسمها ينساب ببطء للأعلى نحو السطح. ما يسمح لها أن تغفو لـ 10 إلى 15 دقيقة خلال انسيابها للأعلى، بعدها تستيقظ وتسبح باقي المسافة نحو السطح حتى تتمكن من أخذ نفسها التالي من الهواء. وهي تقضي 7% فقط من يومها نائمة—أقل كثيرًا من أي حيوان ثديي آخر.

لن يمكننا أن نفسر الأمر بشكل أعمق دون أن نغامر بوضع فرضيات، مثل أن نومها بشكل رأسي وانجرافها نحو السطح خلال النوم يجعل المسافة المتبقية نحو السطح عند الاستيقاظ أقصر فربما لن يستغرق الأمر من الحوات سوى عدة ضربات بذيله بعدما يستيقظ ليصل إلى السطح وتخترق فتحة تنفسه سطح الماء ليتمكن من أخذ النفس التالي. تنام حيتان العنبر في مياه ضحلة نسبيًا، يمكنك استنتاج ذلك من صور الغواصين مع الحيتان النائمة ومن ضوء الشمس المتخلل للمياه في الصور. والصورة السابقة التقطت لحيتان تبعد قرابة 15 متر من السطح. وقد شوهدت حيتان أخرى تنام عند 20 مترًا من السطح.

قد تكون من تضمن الفرضيات الأخرى أن مقدمة جسم الحوت أقل كثافة من مؤخرة جسمه. فالنصف الأمامي من الحوت يحتوي الرئة بالإضافة لبعض الجيوب الأنفية المملوءة بالهواء؛ أما النصف الخلفي فأغلبه عظام وعضلات عالية الكثافة. إذًا سيحتاج الحوت لبذل جهد مستمر خلال السباحة لمنع ذيله من الغوص للأسفل بفعل هذا القدر من عدم التوازن في الكثافة على طول جسم الحوت. ما أريد قوله هو أنه عندما يكون الحوت نائمًا ومسترخيًا يتخذ جسمه هذه الوضعية بشكل تلقائي بسبب كون الجزء الأمامي من الحوت أقل كثافة.

أما بخصوص الحيتان ذوات الأسنان (مثل حيتان الأوركا والدلافين) فلها استراتيجية مختلفة تمامًا في النوم. فهي تبدل بين نصفي دماغها نصف ينام والآخر يظل يقظًا ليدير عملية السباحة والطفو على السطح للتنفس والبقاء منتبهًا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد